Flag Counter

Flag Counter

Sunday, February 13, 2022

الثورة العربية الكبرى

الثورة العربية الكبرى هي أحد الأحداث التاريخية التي أثارت ومازالت الكثير من الجدل بين المؤرخين والمختصين في دراسة التاريخ. شريف مكة الحسين بن علي أطلق أول رصاصة من شرفة منزله تاريخ ١٠/يونيو/١٩١٦ معلنا بداية الثورة ضد الاحتلال العثماني للوطن العربي وتحقيق حلم توحيد الأقطار العربية تحت راية واحدة وإنت في سبتمبر/١٩١٨ مع خروج القوات العثمانية من دمشق.

هناك عدد من الشخصيات العربية والأجنبية التي ساهمت في الثورة العربية الكبرى منها قائد الثورة الشريف حسين بن علي وأبنائه فيصل وعبدالله وشيخ قبيلة الحويطات عودة أبو تايه الذي كانت مشاركته مهمة من أجل نجاح الثورة. ولكن ليس هناك شخصية تاريخية شاركت في تلك الثورة وساهمت فيها ودار النقاش حولها أكثر من لورنس العرب أو توماس إدوارد لورنس ضابط مخابرات المكتب العربي في القاهرة ومؤلف كتاب أعمدة الحكمة السبعة. شخصية لورنس تشبه في كثير من النواحي الصهيوني برنارد هنري ليفي عراب الربيع العربي ولكن العرب لا يتعلمون من دروس التاريخ.

بريطانيا والتي كانت ومازالت أخبث من عليها نجحت في خداع العرب وإيهامهم بأنها سوف تحقق أحلامهم في دولة عربية مستقلة إن هم قبلوا مساعدتها في طرد العثمانيين من بلاد الشام والحجاز والتي كانت تشمل مساحة الأراضي في المملكة العربية السعودية, الأردن, سوريا, لبنان. وقد كان ذلك هو محور مراسلات الحسين-مكماهون بين الشريف حسين بن علي والمقدم السير فينسنت آرثر هنري مكماهون الممثل البريطاني الأعلى في القاهرة. ولكن بريطانيا استغلت سذاجة العرب وقلة خبرتهم في دهاليز السياسة وخدعتهم و لم توفي بوعودها وبدلا من ذلك وقَّعت مع فرنسا إتفاقية سايكس-بيكو من أجل تقسيم البلدان العربية و منحت فلسطين وطنا قوميا لليهود وفق وعد بلفور. وفي النهاية تخلت عن الشريف حسين بن علي وقدَّمت الدعم الى عبد العزيز آل سعود الذي نجح في النهاية في هزيمة الهاشميين عسكريا وطردهم من نجد والحجاز سنة ١٩٢٥/١٩٢٤.

أدبيات وكتابات العثمانيين الجدد وأيتام الخلافة العثمانية وأنصار أحزاب الإسلام السياسي مثل حزب التحرير وحزب الإخوان المسلمين تتهم الشريف حسين بخيانة الدولة العثمانية والمساهمة في إسقاطها وأنه شق عصا الطاعة وخرج عن ولاة الأمر. إن تلك الآراء تحمل سِمَةَ النفاق والازدواجية لأن الخلافة العثمانية انتهت سنة ١٩٠٩ مع خلع السلطان عبد الحميد الثاني ورسميا مع إعلان مصطفى كمال أتاتورك سنة ١٩٢٤ ومن كان يحكم خلال تلك الفترة هم حزب الإتحاد والترقي وعلى رسهم جمال باشا المعروف بلقب السفَّاح والذي قام بشنق الوطنيين العرب في بيروت ودمشق. 

إنَّ تاريخ الخلفاء العثمانيين لا يخلو من تعاونهم مع الدول الأجنبية ضد خصومهم حتى لو كانوا من العرب مثل تعاونهم مع إنجلترا ضد محمد علي والي مصر, روسيا القيصرية, فرنسا, ألمانيا القيصرية وحتى مع إنجلترا التي قام عبد الحميد الثاني بتسليمها جزيرة قبرص من أجل حمايته من جيوش روسيا القيصرية حيث كانت النتيجة أن استخدمتها الجيوش الإنجليزية قاعدة انطلاق من أجل إحتلال مصر. حتى السلطان العثماني سليمان القانوني المنزَّه في الأدبيات الإخوانية عن كل خطأ وقَّع مع فرنسا قانون الإمتيازات الأجنبية والتي فيها تنازلات تمسُّ سيادة الدولة العثمانية على الرغم من أنه كان في أوجِّ قوته ولم يكن مضطرا الى ذلك.

الدولة العثمانية منذ ما قبل نشوء جمعية الإتحاد والترقي لم تكن سياستها في صالح الإسلام والدول العربية التي سيطرت عليها. سلاطين العثمانيين كانوا يعوضون عقدة النقص لديهم بسبب هزائمهم في بعض حملاتهم الأوروبية بقيامهم غزو دول عربية وقد يكون السبب هو إشغال جند الإنكشارية الذين كانوا يثيرون التمرد بين الفينة والأخرى إدمانهم الغزو والسلب والغنائم. الدول العربية التي كانت تحت سيطرة العثمانيين كان ينتشر فيها الجهل والمرض والتخلف والأمية بسبب محاربة العثمانيين التعليم وعدم اهتمامهم بالصحة أو إنشاء أي بنية تحتية مناسبة في الدول التي سيطرة عليها. الدول العربية لم تكن إلا سلة غلال ترسل محاصيلها إلى إسطنبول ولا يترك للعرب إلا الفتات بالإضافة الى الضرائب الباهظة التي كانت الدولة العثمانية تثقل بها كاهل الفلاحين والمواطنين حتى تتمكن من مصادرة أملاكهم وأراضيهم بسبب عدم قدرتهم على الدفع وتجنيد العرب في جيوش الدولة العثمانية وإرسالهم حتى يموتوا في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment