Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, February 1, 2022

أمَّة الأخلاق تنتفض ضد الممثلة منى أبو كلسون

لم تتحرك أمَّةُ الأخلاق من أجل اللاجئين السوريين الذين فتك بهم البرد والجوع في فصل شتاء قاسي لا يرحم ولكنهم تحركوا ضد منى زكي وكلسونها في فيلم أصحاب ولا أعز وضد القيم الشاذة التي يروِّج لها الفيلم أو هكذا يزعمون. 

أنا سوف أعطيكم مثالا على الأفكار الشاذة التي يمتلئ بها العقل العربي الذي عجز عن تفسير تصرفاته جميع علماء النفس في العالم. مظاهرة ضد الرسومات المسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في بلد عربي يحضرها ١٠٠ شخص وحفلة للمطربة اللبنانية اليسا في اليوم التالي يحضرها ١٠٠ ألف شخص وهو رقم قد يكون فيه مبالغة وقد يكون الحضور ١٠ آلاف شخص ولكنه يبقى ضخما مقارنة مع ١٠٠ شخص. مثال أخر هو فعل فاضح في الطريق العام وقد يكون قبلة بين شاب وفتاة وقد تكون زوجته أو خطيبته ولكن في التلفاز يطلقون عليها فيلم سينمائي ولا يحاسب عليها القانون. 

إنَّ الضجة التي أثيرت حول فيلم "أصحاب ولا أعز" تذكِّرني بأحد الأفلام وهو "حين ميسرة" الذي يتحدث عن مشكلة العشوائيات في مصر. الصويحف الأمريكي/الأردني الهارب الى الولايات المتحدة أسامة فوزي إنتقد الفيلم وإعتبر أنَّه يحتوي إيحائيات جنسية ومشاهد خليعة يشاهدها يوميا في شوارع مدينة هيوستن مئات إن لم يكن آلاف المرات. كما إنتقد الكثيرون الفيلم مع أن فكرته متميزة ولكنه تحدث عن أحد أكثر مشاكل مصر تأزُّماً بينما يحاول المسؤولون أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال مثل النعام. 

أي فيلم يفضح أحد الظواهر السلبية في المجتمعات العربية يتعرض الى الهجوم والتخوين وكليشيات الهبوط الأخلاق ونظريات المؤامرة والعمالة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا. ولكن القضية في كثير من الأحيان خيار وفقوس. كلسون منى زكي أزعجهم والحديث عن العلاقات الشاذة أزعجهم. ماذا عن فيلم عمارة يعقوبيان أمَّ أنَّ ذلك الفيلم كان من بطولة عادل إمام وبسبب ذلك لم يتجرأ الكثيرون على نقده؟ هناك عشرات الأفلام المصرية التي تتحدث عن زنا المحارم والشذوذ والعلاقات المحرَّمة ولا يكاد فيلم مصري يخلو من الراقصة ومشاهد يتم تصويرها في الكباريهات والمرابع الليلية ومشاهد قبلات ساخنة ولكنها ليست فعل فاضح في الطريق العام.

المجتمعات العربية منافقة يذهبون الى الصين من أجل شراء البضاعة المغشوشة والمقلَّدة ولكنهم لا يأكلون لحم الخنزير. يطالبون الحاكم بالديمقراطية وكلٌّ منهم في منزله نموذج ديكتاتور مصغَّر. يسهرون في الديسكو ويتلمسون أجساد الفتيات ثم يرفضون تناول الخمور المحرَّمة في القرآن.

رغم اختلافي مع مع بعض الأحداث والمشاهد في فيلم أصحاب "أصحاب ولا أعز," إلا أنني أتمنى للفنانة منى زكي التوفيق. كما أتمنى التوفيق للممثلين في المسلسل الأردني "بنات الروابي" الذي أثار ضجَّة مماثلة عند عرضه على شبكة نتفلكس. كما أوجِّهُ التحية الى كل من كانت عنده الشجاعة من أجل نقد اخطاء المجتمع و سلبياته.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment