Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, February 9, 2022

عبد الحميد الثاني المفترى عليه أم السلطان الأحمر

هناك الكثير من الجدل بين المؤرخين والمختصين في التاريخ حول شخصية السلطان العثماني عبد الحميد الثاني خصوصا بسبب إرتباطه في مفاوضات تتعلق بهجرة اليهود الى فلسطين مع تيودور هرتزل رئيس المنظمة الصهيونية والأب الروحي للصهيونية السياسية الحديثة. كما أنه خلال فترة حكمه نشبت الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى والتي تحالفت خلالها الدولة العثمانية مع ألمانيا القيصرية. 

وحتى أكون منصفا ولو أنني متأكد أنَّ الكثيرين يعتقدون على غير ذلك, سوف أنقل إليكم بعضا من جوانب شخصية السلطان عبد الحميد الثاني قد تكون مجهولة حتى للمتعاطفين معه والمؤيدين له.

كان عبد الحميد الثاني نجارا بارعا ولو لم يكن سلطانا لكان أصبح غنيا بسبب براعته في حرفة النجارة. إنَّ الخزائن التي تحفظ سجلات قيود أرشيف السجل الشرعي في دار إفتاء إسطنبول من صنع يده وكذلك الباب المطعم بالصدف قرب قبر السلطان أيوب والشبك المصنوع من خشب الورد الفاصل للمحفل السلطاني المزدوج في جامع يلضظ من صنعه. كان لدى عبد الحميد الثاني هوايات أخرى مثل السباحة وركوب الخيل والرسم, فقد كان خطاطا بارعا. كما كان يهوى جمع الحيوانات والطيور النادرة خصوصا الحمام الذي كان لديه أنواع كثيرة منه.

إن الفترة التي حكم فيها السلطان عبد الحميد الثاني الدولة العثمانية كانت فترة ضعف شديد حيث كانت تلقَّب "رجل أوروبا المريض" حيث العديد من الثورات خصوصا في اليونان والدول الأوروبية التي كانت تتطلَّعُ الى تقسيم تركة الدولة العثمانية وتعقد من أجل ذلك المؤتمرات. خلال فترة حكمه خسرت الإمبراطورية العثمانية مساحات واسعة من أراضيها في البلقان بموجب معاهدتي سان ستيفانو التي وقعتها مع روسيا القيصرية وبرلين التي وقعتها مع عدة دول أوروبية سنة ١٨٧٨.

إن نشوء جمعية الإتحاد والترقي ١٨٨٩ كان عاملا حاسما في إسقاط الدولة العثمانية حيث يشاع على نطاق واسع عمالة الكثير من أعضائها وارتباطاتهم المشبوهة. ولكن علينا وللأمانة التاريخية أن نأخذ في الحسبان أن هناك الكثير من عوامل الضعف التي سبقت تأسيس تلك الجمعية والتي يتهرب المؤيدون والمناصرون للخلافة العثمانية البائدة لا أعادها الله من النقاش حولها. أحد أهم تلك العوامل هو قانون الامتيازات الأجنبية الذي تم توقيعه بين الدولة العثمانية والتي كانت تحت حكم سليمان القانوني وفرنسا والذي انضمت إليه لاحقا دول أوروبية أخرى وكان فاتحة الشر وعاملا رئيسيا في تدخل الدول الأوروبية في شؤون الدولة العثمانية في مرحلة لاحقة.

من أكثر القضايا إثارة للجدل خلال فترة حكم عبد الحميد الثاني هي قضية فلسطين ومفاوضاته مع تيودور هرتزل حيث من الثابت تاريخيا أن عبد الحميد الثاني يرفض استيطان اليهود في فلسطين رغم عرض تيودور هرتزل المغري بسداد جميع ديون الدولة العثمانية وتقديم منحة مالية سخية. ولكن هناك آراء تعارض ذلك وأنَّ عبد الحميد الثاني رفض إستيطان اليهود في العلن وسمح لهم في السر مع إشتراط دخولهم الى فلسطين فرادى وليس جماعات. اليهود قاموا بشراء مساحات واسعة من أراضي فلسطين خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني على الرغم من أنَّ هناك قرارا موقَّع منه شخصيا يمنع ذلك. كما أن عدد اليهود الذين استوطنوا فلسطين(١٨٨٢-١٩٠٢) قد إزداد من ٥ آلاف الى ٨٠ الف وعدد المستوطنات بحيث تجاوزت (٦٨) مستعمرة زراعية وتجارية و (٣٣) قوميونية مع نهاية عهده ؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية





No comments:

Post a Comment