وسيم السيسي ليس أول من حاول المتاجرة في الدين الإسلامي ولن يكون الأخير. المطرب السعودي محمد عبده زعم في تصريح له أن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام هو سعودي رغم أنه في زمن البعثة النبوية, لم يكن هناك دولة اسمها السعودية.
إنَّ تصريحات وسيم السيسي ومحمد عبده ليست إلا محاولة بائسة من أنظمة عربية تحاول إحتكار الإسلام في شخص النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وذلك لأهداف سياسية تتعلق بريادة العالم الإسلامي. الأمر الذي لا يرد أولئك المطبلاتية أن يفهموه هو أنَّ الإسلام ليس متوقفا على شخص النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لأنه حين توفي فقد خطب أبو بكر رضي الله عنه وقال:"أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت."
العماليق هم الهكسوس الذين طردهم المصريون الفراعنة من مصر إلى منطقة شبه الجزيرة العربية. كما أن جيوش الفراعنة لم تكتفي بذلك بل قامت بشن حملات عسكرية عبر البحر الأحمر في مدينة الطائف مقابل مدينة طيبة المصرية والتي حملت نفس الإسم في الأدبيات الفرعونية. "آمين" هي كلمة بمعنى استجاب في لغات الأرض كافة وأنها ترديد كلمة "آمون." إنَّ كلمة "آمين" كما يزعم وسيم السيسي في كتابه هي من أسماء الله وأنَّ هذا دليل على أنَّ العربية قد إستعارتها من مصر القديمة وتلك أحد الهرطقات التي ذكرها في كتابه لأن كلمة آمين معناها اللهم إستجب وهي إسم فعل أمر كما ذكر الشيخ المصري مصطفى الجارحي في إجابته على أحد الأسئلة.
حتى كلمة الكعبة مصَّرها وسيم السيسي وأنها أصلها مصري وهو "كابا" أو "باكا" وتعني الروح الأمين وأنها دخلت الإنجليزية (Cube) والعربية "كعبة." الصوم كلمة مصرية أصلها "صاو" وقدماء المصريين من الفراعنة كانوا مؤمنين موحدين يصومون ثلاثين يوما من الفجر حتى غروب الشمس. كلمة "ماعو" هي كلمة مصرية معناها الزكاة والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم "الماعون." أول من رتل القرآن الكريم هو ورش المسيحي القبطي اي المصري وأول من سجل الأحاديث النبوية كانوا أقباط مصر سجلوها على ورق البردي. كلمة (يثرب) أصلها أتريب أو "بنها" وهي مدينة في مصر.
في كتابه "المسكوت عنه في التاريخ" يتحدث وسيم السيسي عن ثورة في مصر منذ ٤٢٨١ سنة في نهاية عهد الأسرة السادسة التي استمرت حتى بداية عهد الأسرة الثانية عشرة حيث أطلق على تلك الفترة عصر الاضمحلال. وقد هاجر خلال تلك الفترة الكثير من الكهنة والعلماء إلى منطقة الجزيرة ومنهم الجراهمة والتي تعني كما ذكر السيسي مهاجرو مصر. وقد ذكر أن الجراهمة هم قوم العماليق الذين تعود أصولهم الى مصر الفرعونية وأنهم سكنوا الجزيرة قبل العرب. إنَّ عددا كبيرا من مهاجري مصر(الجراهمة) كانوا ينتمون إلى مدينة (منف) عاصمة مصر وهم بنو مناف الذين ينسب إليهم بناء الكعبة. سيدنا إسماعيل عليه السلام تزوج من الجراهمة وأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام تحدَّث كثيرا عن مصر وأنه كان يخاف عليها ويوصي بها في عدد من الأحاديث النبوية وأنه كان مصريا حسبا ونسبا بل وجينيا لأن إسماعسل إبن هاجر وهي مصرية تزوج من مصرية وبالتالي كل أحفاد العرب مصريون.
إنّض ما قام به وسيم السيسي في كتابه ليس إلا محاولة لاحتكار الدين الإسلامي والقيام بعملية (تمصير الدين) أي جعل جذوره وأصوله مصرية خالصة, شوفينية مصرية تريد أن تجعل من العالم بأكمله مصريا وجذوره مصرية. الفراعنة هم أول الموحدين, الكعبة أصلها مصري, قبائل الجزيرة العربية أصلها مصري فرعوني, الصلاة أصلها من مصر الفرعونية, الصوم أصله فرعوني مصري والقرآن إستعار ألفاظا فرعونية مثل كلمة آمين والتي جعلها وسيم السيسي أحد أسماء الله الحسنى وتلك فرية وكذبة كبيرة. إنَّ عدم الرد على هرطقات وسيم السيسي خصوصا في مصر سببه أحد الأمرين, إما أنَّ العرب بالفعل أمة لا تقرأ, أو أنَّ ماعبَّر عنه وسيم السيسي قد كان بموافقة رسمية على أعلى المستويات مما أدى الى عدم حصول أي ردة فعل من المؤسسة الدينية الرسمية والتي أثارت الكثير من الشغب والمشاكل في مناسبات أقل من ذلك بكثير خصوصا مع كتاب ومؤلفين يتهمونهم بالتعدي على الذات الإلهية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment