Flag Counter

Flag Counter

Monday, February 14, 2022

عالم مابعد كورونا, الى أين؟

حكومات دول عربية مستمرة في تضخيم أزمة كورونا لأن تلك الأزمة تدِرُّ عليها عوائد مالية مجزية من غرامات ومخالفات إجرائات الحظر. إن تلك العوائد لا تخضع للرقابة وليس هناك محاسبة أو مسائلة حول إنفاقها وذلك هو المطلوب. حكومات دول أوروبية مستمرة في إجراءات الحظر رغم وعودها عودة الحياة الى طبيعتها بعد تطعيم نسبة كبيرة من السكان بلقاح فيروس كورونا وتحقيق مناعة القطيع. وعندي تعليق على مصطلح مناعة القطيع لأن القادة والرؤساء والملوك ينظرون الى شعوبهم على أنهم قطعان من الماشية والأولى إستخدام مصطلح مناعة جماعية. 

الشعوب بدأت في التململ من إجراءات الحظر ورفع الصوت عاليا في دول مثل نيوزيلندا التي شهدت شعبية رئيسة وزرائها جاسيندا أرديرن انخفاضا ملحوظا. وعلى الرغم من أنني كنت أعتقد أن الشعب النيوزلندي هو شعب مسالم في طبيعته إلا أنه يسير في نفس الطريق الذي سار به الشعب الكندي وهو التظاهرات والإضرابات وإغلاق الطرقات. في كندا, بدأت الأزمة مع فرض اللقاح على سائقي الشاحنات حيث لايمكنهم السفر الى خارج كندا بدون تلقيهم لقاح فيروس كورونا. ردة فعلهم تتمثل في إغلاق طرقات ومحاور رئيسية بواسطة شاحناتهم وأخبار عن انضمام سائقي الشاحنات الأمريكيين اليهم قريبا. 

المشهد في أوروبا لا يختلف عن المشهد في أمريكا وكندا حيث المظاهرات في عدة دولة أوروبية مثل هولندا وفرنسا قد بدأت تأخذ طابعا عنيفا وتوقعات بتطور الموقف. ولكن المشهد الأوروبي يبدو ساخنا أكثر من اللازم بسبب تطورات الأزمة الأوكرانية-الروسية وتوقعات قيام روسيا بغزو أوكرانيا مما سوف يزيد من عمق أزمة كورونا. وعلى هامش أزمة كورونا والأزمة الروسية-الأوكرانية, تلوح في الأفق الأوروبي أزمة طاقة خصوصا مع حلول شتاء قارس البرودة وانخفاض احتياطيات الطاقة في دول مثل ألمانيا إلى ٤٧% من السعة الكاملة.

هناك أمر آخر لابد من الحديث عنه على هامش أزمة كورونا وهو اللاجئون الذين لا حول لهم ولا قوة ولا تزيدهم تلك الأزمات إلا بؤساً وشقائاً. هناك عدد كبير من اللاجئين عالقون على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا وآخرون عالقون في طرق الهجرة المختلفة أو في بلدان مثل ليبيا أو تركيا. أنَّ أزمات الطاقة الأوروبية وكورونا وإحتمال إندلاع حرب بين روسيا وأكرانيا لايزيد أزمة اللاجئين إلا عمقا. 

إنَّ روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي القمح والحبوب في العالم ونشوب حرب بينهما سوف يؤدي ربما الى إنقطاع نصف إمدادت العالم من القمح. دول روسيا, كازاخستان ورومانيا أعلنت التوقف عن تصدير القمح, أوكرانيا خفَّضت صادراتها من القمح ٥٠% والصين تخطَّطُ من أجل شراء ٥٠% من الإنتاج العالمي من القمح. ولكن قصة القمح لها أبعاد مهمة في قضية الأمن الغذائي للدول خصوصا في الوطن العربي في مصر حيث التحذيرات من أزمة غذائية محتملة على مستوى عالمي. الولايات المتحدة كانت في السابق تلقي بفائض محصولها من القمح في البحر بعد شرائه من المزارعين من أجل الحفاظ على مستوى سعري مرتفع. ولكن في بداية الستينيات تغيَّرت تلك السياسة التي تمثَّلت في تقديم القمح مساعدات غذائية الى دول في إفريقيا وآسيا أو بيعها بأسعار منخفضة مما سوف يؤدي تدريجيا الى تدمير زراعة القمح المحلية خصوصا مع إشتراطات أمريكية ومضايقات للدول التي تقوم بزراعة القمح من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتي. 

عالم مابعد كورونا لن يكون كما قبلها. حروب وصراعات وأزمات غذائية ومجاعة وطوفان لاجئين وأزمة اقتصادية قادمة تلوح في الأفق وأزمة في سلاسل الشحن والإمداد ولا يلوح في الأفق أي بادرة قريبة للخروج من عنق الزجاجة وعودة الحياة الى طبيعتها. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment