Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 31, 2021

كلاكيت نمبر تو, ثورة الموز في تركيا ضد اللاجئين السوريين

هناك أسلوب وحيد تتبعه جميع أنظمة الحكم التي تشعر أنها على وشك الرحيل أو أنها  لا تلقى قبولا شعبيا بسبب عجزها عن معالجة المشاكل السياسية, الإقتصادية والإجتماعية. ذلك هو أسلوب افتعال الأزمات والمشاكل خصوصا الإرهاب وتطبيق مبدأ فرِّق تسد بين فئات الشعب المختلفة. إنَّ إستخدام ذلك الأسلوب لا يقتصر على دول عربية أو في آسيا أو إفريقيا بل حتى دول غربية مثل الولايات المتحدة وكندا يمكن أن نلاحظ تلك الظاهرة. مثال على ذلك أنه خلال الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية سنة ٢٠١٥ في كندا, حصلت عدة أعمال فردية قام بها مواطنون كنديون مسلمون حيث وصفتها الصحافة الكندي الموالية لحزب المحافظين بأنها إرهابية. رئيس الوزراء ستيفن هاربر الذي كان يمثل حزب المحافظين حاول أن يعزف على وتر مكافحة الإرهاب ولكن حزب المحافظين خسر الانتخابات وخسر ستيفن هاربر حتى مقعده النيابي في دائرته الإنتخابية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد أكثر الأشخاص الذين يجيدون إفتعال الأزمات والمشاكل واستغلالها خصوصا مسرحية الانقلاب المزعوم سنة ٢٠١٦ . الأزمة السورية توفِّر له غطاءً مثاليا من أجل تحويل أنظار الشعب التركي عن فشله في معالجة مجموعة ملفات خصوصا الإقتصادية. اللاجئون السوريون هم هدف أردوغان المفضل وهم الحلقة الأضعف في الصراع بينه وبين المعارضة التركية التي تهدد بترحيل جميع اللاجئين السوريين لو تمكنت من الفوز في الإنتخابات التركية. سنة ٢٠١٩, فاز أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي الى حزب الشعب الجمهوري المعارض برئاسة بلدية إسطنبول. أكرم أوغلو صرَّحَ عدة مرات بخصوص ترحيل اللاجئين السوريين الغير مسجلين في مدينة إسطنبول الى مدن أخرى. كما أن حزب الشعب الجمهوري الذي أسَّسَهُ مصطفى كمال أتاتورك معروف بمعاداته للمهاجرين والأجانب.

ويبدو أنَّ شهر العسل بين الحكومة التركية واللاجئين السوريين على وشك الإنتهاء إن لم يكن قد إنتهى بالفعل. هناك حدثان مهمان وقعا مؤخرا وسوف يؤثران على حياة اللاجئ السوري في تركيا, الأول هو قانون الإيجارات الجديد الذي يستهدف بالدرجة الأولى اللاجئين السوريين وإن لم يُصَرَّح علنا بذلك. بينما الأمر الثاني هو إلغاء المعاملة الخاصة للاجئ السوري في الجامعات الحكومية التركية ومساواته مع الطالب الدولي في الأقساط الجامعية. الخطوة القادمة التي سوف يتم اتخاذها قريبا والتي أراها قادمة لا محالة هي حرمان اللاجئين السوريين من أي تأمين طبي مجاني أو تأمين طبي مدعوم يقدَّم لهم بأقساط مخفَّضة.

وهناك حادثة أخرى وقعت مؤخرا خرجت عن سياقها  الظاهر الى افتعال أزمة ضد اللاجئين السوريين والترويج لها إعلاميا فيما عرفت بأزمة الموز. الحادثة عبارة عن مشادَّة بين مواطنين أتراك ولاجئين سوريين بدون مناسبة واضحة عن سبب تلك المشادة التي تضمَّنت حديثا وجهه مواطن تركي الى لاجئة سورية أنه لا يتمكن من شراء الموز بسبب إرتفاع سعره بينما اللاجئون السوريون يشترونه بكميات كبيرة لأنهم يعيشون وضعا إقتصاديا أفضل بكثير من المواطنين الأتراك. لاجئون سوريون في تركيا من الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي و مواقع مشاركة الفيديوهات مثل يوتيوب سارعوا إلى نشر صورة و فيديوهات تعبر عن سخريتهم من الواقعة حيث كان الموز القاسم الرئيسي المشترك فيها. السلطات التركية قبضت على سبعة سوريين وقامت بترحيلهم وتلاحق عددا آخر يبلغ حسب بعض المصادر ١١ شخصا سوف يتم ترحيلهم فور القبض عليهم.

الدعاية الموجهة ضد اللاجئين السوريين في تركيا بدأت تلقى آذانا صاغية من المواطنين الأتراك الذي يعانون من عجز الرئيس أردوغان عن معالجة الوضع الاقتصادي الذي يتردى بإستمرار والليرة التركية التي تخسر من قيمتها باستمرار. هناك بوادر ثورة موز ضد اللاجئين السوريين والمعارضة التركية وجدتها فرصة مناسبة من أجل الدعاية ضد اللاجئ السوري وأنه سبب مشاكل تركيا كأن عجز مواطن تركي عن شراء قرط موز هو إعلان عن إقتراب يوم القيامة ونهاية العالم. مصر تراقب أزمة اللاجئين السوريين في تركيا وعينها على استقطابهم حيث نجحوا في إحداث طفرة اقتصادية غير مسبوقة في الإقتصاد المصري وإشادة بمساهماتهم من الرئيس المصري في عِدَّة مناسبات.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment