Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 31, 2021

الدولة العثمانية ليست دولة خلافة وليست على منهاج النبوة

لم يعد يخفى على أحد أن تركيا لديها مطامع في منطقة الشرق الأوسط خصوصا العراق وسوريا وأنَّ الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان يحلم بإستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية السابقة. وفي سبيل تحقيق أهدافه وطموحاته فإنَّ الغاية تبرر الوسيلة وسلاح الإعلام والتراث الديني هما أقوى أسلحته. المتعاطفين والمؤيدين مع أحلام أردوغان وأطماعه التوسعية يقتبسون بإستمرار مقاطع من مسلسلات تركية ويكررون ذلك في محاولة من أجل ترسيخ صورة نمطية تعبر عن تاريخ دولة الخلافة المزعومة بدون أسانيد تاريخية أو بحث علمي دقيق. إنَّ هؤلاء السذَّج والبلهاء لا يقبلون أي إنتقاد يتم توجيهه الى مسلسل قيامة أرطغرل أو قيامة عثمان بينما تعرَّض مسلسل ممالك النار الى حملة تشويه وطعن وقدح غير مسبوقة.

الخلافة العثمانية لم يتم الإعلان عنها إلا في سنة ١٨٧٦ وسقطت على يد مصطفى كمال أتاتورك سنة ١٩٢٤. وقد كان العثمانيون بلا أصل رفيع يتسيدون به على العرب المسلمين لأنَّ خلافة المسلمين لا تكون إلا في قريش والعثمانيون لا ينتمون الى  تلك القبيلة العريقة وليس لهم سوابق في الدفاع عن ديار الإسلام مثل السلاجقة, الزنكيين, الأيوبيين والمماليك فقد حاولوا تعويض ذلك عبر التلقب بمختلف الألقاب منها إمام المسلمين والسلطنة ومن ثم لقب الخلافة الذي تلقبوا به لاحقا سنة ١٨٧٦. أما المناسبة التي تلقبوا بسببها بلقب الخلافة فهي أن السلطان عبد الحميد الأول وخلال المفاوضات مع قيصر روسيا من أجل إبرام معاهدة كيتشوك-كاينارجي كان يحتاج إلى غطاء ديني من أجل فرض وصايته على مسلمي القرم ردا على مطالب قيصر روسيا فرض وصايته على المسيحيين الأرثودكس في الدولة العثمانية. وقد قام السلطان عبد الحميد الثاني(السلطان الأحمر) بإعلانها رسميا سنة ١٨٧٦ في نص يقول:"السلطان خليفة المسلمين وإسطنبول دار الخلافة," ولم تدم سوى ٤٨ عاما.

ممارسات الدولة العثمانية ليس لها أي علاقة بدولة الخلافة التي على منهاج النبوة والتي بشَّر بها الرسول عليه الصلاة والسلام. الدولة العثمانية كانت تتبع المذهب الفقهي الحنفي في الظاهر بينما هي دولة قائمة على التصوف في الباطن. إن قيام الدولة العثمانية بغزوات ضد بلدان المسلمين وارتكاب المجازر ضد المسلمين ليس فتحا بل احتلالا ولا يستند الى أساس شرعي.سليم الأول غزا مصر والشام التي كانت تحت حكم المماليك المسلمين وسليمان القانوني لاحقا حاول غزو المغرب حيث تصدى له السعديون وهزموا جيشه في معركة وادي اللبن سنة ١٥٥٨م.

إنَّ إستغلال الدين في سبيل ترسيخ سلطة سياسية وعثمنة التاريخ الإسلامي أحد الوسائل التي يستخدمها رجب طيب أوردوغان في سبيل محاولة إستعادة الإمبراطورية العثمانية السابقة. حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم عن فتح القسطنطينية هو حديث مع إفتراض صحَّتِهِ مخصوص بتلك المناسبة وذلك الجيش ولا يجوز تعميمه على فترة حكم محمد الفاتح بأكملها أو على تاريخ الدولة العثمانية. هناك الكثير من المدن والفتوحات الإسلامية التي وردت فيها أحاديث نبوية ولكن التركيز على حديث "لتفتحن القسطنطينية……………………." كان وما زال لأسباب سياسية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment