Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 31, 2021

مقدمة مختصرة في تاريخ الأتراك والعثمانيين

هناك مسألة علينا أن نفهمها في بداية الموضوع وهي أنَّ ليس كل ماهو تركي يمكن إعتباره عثمانيا أو ينتمي الى الدولة التركية المعاصرة. أنَّ ظهور العرق التركي(التُّرك) يعود إلى ما قبل عصر الإسلام والنبوة حيث ظهروا قبل مئات السنين من ميلاد المسيح بين منطقة التبت وشمال الهملايا في الصين. وقد كان هناك تداخل بين تاريخ العرق التركي وغيره من الأعراق مثل الهنود, والصينيين والفرس بسبب هجرات الأتراك من مناطقهم واستيطانهم في المناطق المجاورة فقد كانت تلك المنطقة بمثابة خزان بشري للهجرات. إن أصول قوم الهون الذي كان أتيلا يعتبر قائدا أسطوريا لهم تعود الى تلك المنطقة في الصين وهي نفس المنطقة التي تعود إليها أصول سكان دول آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وتركمانستان. 

خلال عهد الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب رضي الله, أصبحت حدود الدولة الإسلامية تتجاور مع حدود الإمارات التركية مما أدى الى صدام عسكري وصل الى ذروته خلال عهد الأمويين حيث تمكن القائد قتيبة بن مسلم الباهلي من السيطرة على عدد من الإمارات التركية التي وجد قادتها فرصة في دخول الإسلام ومقاتلة خصومهم ومنافسيهم في الإمارات التركية الأخرى. وخلال فترة حكم العباسيين, شهد نفوذ التُّرك تصاعدا خصوصا خلال فترة حكم هارون الرشيد الذي أكثر منهم في الجيش والدواوين وأعمال الدولة. ولكن ذلك النفوذ قد اضمحل مع بداية حكم الخليفة المأمون فقد كانت أمه من أصول فارسية. كما أنَّه كان دائما الصدام مع أمارات التُّرك خلال توليه إمارة خراسان.

وخلال عهد الخليفة المعتصم إن الخليفة هارون الرشيد من جارية من الترُّك يقال أنَّ إسمها (ماردة), بدأ تصاعد النفوذ السياسي للتُّرك وصولا الى نهاية عهد الخليفة المتوكل حيث تآمر القادة التُّرك مع إبنه المنتصر من أجل إغتيال الأب. ولكنهم سرعان ما قاموا بإغتيال المنتصر نفسه وأصبحوا يعيِّنون الخلفاء ويعزلونهم وصولا الى قيام دول تركية مستقلة ليس فيها للخليفة من نفوذ سوى سكِّ النقود بإسمه والدعاء له على المنابر. 

إنَّ أبرز تلك الدول والإمارات التي أقامها (التُّرك) في مصر هي الطولونية بقيادة أحمد بن طولون ولاحقا الإمارة الإخشيدية التي أقامها محمد بن طغج الذي مُنح لقب الإخشيد وهو لقب ملكي تركي رفيع. وهناك أيضا الغزنويون الذي إشتهر منهم القائد محمود بن سبكتكين"فاتح الهند", السلاجقة الذين أقاموا سلطنة ضخمة وكان من أشهر قادتهم الوزير نظام الملك الذي اغتاله تنظيم الحشاشين في 1092م الموافق للعاشر من رمضان 485 هجرية. وفي مرحلة لاحقة إشتهر الأتابكة وهم قادة أتراك كان السلاجقة يعينونهم للإشراف على ولاة العهد. وقد برز منهم عماد الدين زنكي وابنه نور الدين زنكي. ومن أشهر الدول التركية هي دولة المماليك التي ورثت الأيوبيين في مصر وبلاد الشام ثم توسع ملكها حتى أقامت إمبراطورية واسعة وكذلك الدولة الخوارزمية التي تمكن المغول وقائدهم هولاكو من إسقاطها ودولة المغول التركية التي أقامها تيمورلنك.

إن الأساطير التاريخية التي تحاول الحكومات التركية المتعاقبة الترويج لها بأن العثمانيين هم ترك وأنه من نسل يافث ابن النبي نوح وأنَّ قائدهم أرطغرل هو إبن سلطان مسلم  إسمه سليمان شاه هي أساطير مشكوك في صحتها. حتى شخص المدفون في ضريح سليمان شاه في سوريا مشكوك في هويته ويقال أنه قبر السلطان السلجوقي قلج أرسلان بن سليمان وليس قبر سليمان شاه جد عثمان غازي. 

إنَّ عشيرة قابي التي ترتبط مع المغول بعلاقات نسب ومصاهرة هاجرت الى الأناضول بسبب حروب الدولة الخوارزمية وخدمت في جيوش السلاجقة الروم. أرطغرل أقام إمارته قرب حدود الدولة البيزنطية على أراضي نجح في انتزاعها خلال فترة ضعف الدولة السلجوقية. حتى هوية أرطغرل الإسلامية مشكوك فيها وأنه وأسرته إعتنقوا الإسلام خلال فترة حكم إبنه عثمان. عشيرة قابي لم يزدد تعداد أفرادها عن ٤٠٠٠ والباقي هم أخلاط من قبائل ضعيفة وعناصر بشرية بيزنطية, أرمنية ومغولية وبالتالي كان لابد من أن يبحثوا عن أصل رفيع يليق في سبيل ترسيخ جذورهم وبما يليق بمكانتهم الجديدة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment