Flag Counter

Flag Counter

Saturday, October 9, 2021

لماذا تكره فرنسا(مرحاض أوروبا) الجزائر؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعد أن بدأ يترنح من تلقي الصفعات داخليا وخارجيا, ولى وجهه شطر الجزائر يبحث عن نصر مزعوم وبدأ يطلق التصريحات هناك وهناك أنه لم تكن هناك أمَّة جزائرية قبل الإستعمار الفرنسي سنة ١٨٣٠ وأن تركيا نجحت في أن تجعل الناس ينسون تاريخ هيمنتها في الجزائر. الصفعات الخارجية تلقى أحدها مؤخرا وهي الغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا وذلك مقابل شرائها غواصات من الولايات المتحدة. وأما داخيا فقد تدهرت شعبية ماكرون على خلفية تظاهرات السترات الصفر التي تعترض على إجرائات إقتصادية قام ماكرون باتخاذها مؤخرا.

إن ما بين فرنسا وتركيا ما صنع الحداد ولذلك لا يعنيني الخلاف بينهما لأنَّ للدولتين في الدول العربية ماضي إستعماري أسود لن تفلح مساحيق التجميل التي في الدنيا في تبييضه. ولكن تزوير التاريخ في محاولة لاستفزاز الجزائر بسبب إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة هو ما يقوم به ذلك القادم من المجهول الى قصر الإليزيه ليس بسبب كفائته ومؤهلاته لأنه حمار لم يسمح أحد من قبل بإسمه في عالم السياسة الفرنسية ولكن بسبب علاقات زوجته التي تكبره أكثر من ٢٠ عاما.  ولكن ما يعنيني هو الجزائر التي هي من أقرب البلدان الى قلبي والتي أقدِّرها وأعتبرها أحد بلدان الوطن العربي المظلومة في الإعلام العربي قبل الغربي.

الأمة الجزائرية التي ينكر ديك المزبلة الفرنسي وجودها لها تاريخ مشرِّف لا تمتلك مثله دولة عربية شاء من شاء وأبى من أبى. الجزائر تصدَّت للحملات الإستعمارية الأوروبية منذ ما قبل سقوط غرناطة حيث تم إجلاء عدد كبير من مسلمي الأندلس الى دول المغرب العربي بواسطة البحرية الجزائرية التي كانت تسيطر على البحر الأبيض المتوسط سيطرة كاملة. وقد استمرت بطولات البحرية الجزائرية حتى بعد سقوط الأندلس حيث تمكنت من أن تخوض حملات بحرية ناجحة وتسيطر على مدن ساحلية في إيطاليا وإسبانيا وتحرر المسلمين من سجون محاكم التفتيش. حتى أن الحملات البحرية الجزائرية وصلت الى سواحل مدينة ليفربول في بريطانيا ويوم هزمت البحرية الجزائرية سنة ١٨١٦ حملة بحرية بريطانية-هولندية مشتركة مما أدى الى مقتل أكثر من ٢٠٠٠ بحار وغرق ١٩ سفينة حربية بريطانية/هولندية. الولايات المتحدة دفعت سنة 1795 مبلغا مقداره 62 ألف دولار أمريكي بالإضافة الى دفعات سنوية مقابل السماح للسفن الأمريكية المرور في البحر الأبيض المتوسط.

هناك الكثير من المعلومات التي كانت مجهولة لي الى زمن قريب حيث أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي فضولي وقرأت أنَّ فرنسا كانت مدينة الى الجزائر بمبالغ مالية كبيرة حيث قامت الأخيرة بتصدير كميات ضخمة من القمح الى فرنسا خلال الفترة أعقبت الثورة الفرنسية حيث إنخفض إنتاج المحاصيل الفرنسية. وأنَّ فرنسا نهبت سنة ١٨٣٠ ماتزيد قيمته عن ١٣ مليون فرنك ذهبي بينما كانت هناك تقديرات عن قيمة الممتلكات المنقولة والغير منقولة من عقارات وأموال التابعة للحكومة الجزائرية أنها تبلغ ٣٠٠ مليون فرنك ذهبي. كما أن البحرية الجزائرية كانت تشن غارات على سواحل المدن الأوروبية وتأخذ أسى يتم بيعهم عبيدا في الأسواق وأن التقديرات أشارت الى ربع مليون من الأسرى الأوروبيين. 


إنَّ ذلك هو نذر يسير من تاريخ الجزائر التي يرغب ماكرون في إعادة كتابته كأنه لم تكفيه سرقة أرشيف الجزائر خلال فترة الإحتلال الفرنسي ورفضه الإعتذار الى الجزائريين عن الجرائم التي تم إرتكابها خلال تلك الفترة المخزية من تاريخ فرنسا. إن تاريخ الجزائر هو تاريخ مشرِّف ولا تكفي عشرات الكتب للحديث عنه. المقاومة الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي(١٨٣٠-١٩٦٢) تكفي لو أردنا الاختصار. المقاوم الكبير والزعيم عبد القادر الجزائري أسطوره من أساطير مقاومة الإستعمار الفرنسي في الجزائر. إنَّ تاريخ الجزائر أكبر من أن يحاول ديك المزبلة الفرنسي تزويره.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والمعرفة

النهاية



No comments:

Post a Comment