Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 31, 2021

هذه هي أمجاد خلافتكم التي ترغبون في إستعادتها

إنك تستطيع أن تكذب على بعض الناس لبعض الوقت, ولكنك لا تستطيع أن تكذب على كل الناس كل الوقت"جوزيف غوبلز" 

هناك أسطورة ترَّوج لها الآلة الإعلامية العثمانية وأنصارها من البلهاء والسذج أتباع أحزاب الإسلام السياسي مثل حزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير. تلك الأسطورة هي الخلافة العثمانية التي تحت علمها تم ارتكاب فظائع يندى لها الجبين, مجازر  ضد المخالفين والأقليات, قتل الإخوة, مؤامرات ومكائد سياسية وحتى تحالف مع دول الغرب الصليبي ضد مسلمين آخرين. العثمانيون ليس لهم أصول عريقة حيث يشترط في خليفة المسلمين أن يكون من قريش وبسبب ذلك تلقبوا بمجموعة ألقاب منها لقب السلطنة ولقب الخلافة التي لم تدم سوى ٤٨ عاما(١٨٧٦-١٩٢٤).

السلطان محمد الفاتح قاد جيشا بلغ حسب بعض المصادر مايزيد عن ٢٠٠ ألف جندي ونجح في دخول مدينة القسطنطينية بدلا من مدينة روما لأن الأولى كانت هدفا سهلا حيث كانت الدولة البيزنطية مفككة والحامية التي تدافع عن المدينة لا تزيد عن بضعة آلاف بدون تسليح جيد.  السلطان سليم الأول والد السلطان سليمان القانوني خاض حروبا دموية توسعية ضد دولة المماليك المسلمة في مصر والشام حيث انتصر عليهم في معركة مرج دابق قرب(١٥١٦م) حلب و الريدانية(١٥١٧م) قرب القاهرة. وقد أكمل ابنه سليمان القانوني مسيرة والده التوسعية في محاولة ضم المغرب حيث تصدى له السعديون وهزموا جيشه شر هزيمة في معركة وادي اللبن(١٥٥٨م). المماليك والسعديين كانوا يواجهون خطر التوسع الإسباني والبرتغالي والآثار المترتبة على سقوط غرناطة سنة ١٤٩٢ وهي آخر معاقل المسلمين في الأندلس.

المثير للاستغراب أن جيوش العثمانيين كانت تتجه الى غزوات عسكرية ضد دول عربية ومسلمة كلما تعثرت جهودها العسكرية في أوروبا. السلطان العثماني كان يعقد المعاهدات مع ملوك أوروبا حتى يتفرغ من أجل غزو جيرانه المسلمين. وفي مصر وبلاد الشام, فرض العثمانيون الضرائب الباهظة على السكان المحليين وقاموا بجمع الصنَّاع والحرفيين وترحيلهم الى تركيا وأفرغوا البلدان التي إحتلوها منهم. وقد أهمل العثمانيون تقديم الخدمات في مجالات مثل الصحة والتعليم وانتشر في عهدهم الفقر والفساد وبيع المناصب لمن يدفع أكثر. أنَّ مايروِّج له أنصار الخلافة العثمانية من أنَّ السكان المحليين في مصر والشام قد ضاقوا ذرعا بحكم المماليك وأنهم كاتبوا سليم الأول ومن قبله والده بايزيد الثاني للخلاص من حكم المماليك هو أمر ليس له أي مصداقية تاريخية.

إن غزوات العثمانيين كانت ذات طبيعة توسعية والهدف هو مصالح اقتصادية وتجارية وفرض نفوذ وليس لها أي علاقة بالجهاد. إن الكثير من الحملات العسكرية العثمانية كانت موجهة ضد مسلمين آخرين ومنها الحملات العسكرية ضد المماليك في مصر والشام. السبب هو أن شقيق الأمير بايزيد ويدعى جِم قد فرَّ الى الى السلطان قايتباي في مصر الذي رفض تسليمه ورفض أن يمده بقوات عسكرية من أجل إستعادة عرش أبيه من أخيه بايزيد الثاني في التزام منه موقف الحياد. ولكنَّ بايزيد أضمرها في نفسه وجرت بينه وبين المماليك عدة معارك عسكرية حيث توفي سنة ١٥١٢م وتولى من بعد إبنه سليم الأول الذي لم يكن يقبل وجود جار قوي الى جانبه. وقد عانت مصر والشام وجميع دول الوطن العربي التي كانت تحت سيطرة العثمانيين من الإهمال وانتشار الفقر والجوع. كما لم يهتم العثمانيون طوال ٤٠٠ سنة بتأسيس جيوش محلية قوية تتولى مهمة الدفاع عن البلاد مما أدى الى سهولة سقوطها في أيدي القوى الإستعمارية لاحقا. بل على العكس تماما فقد شجَّع العثمانيون على الإقتتال الطائفي بين الأقليات خصوصا الكرد والآشوريين وبين المسيحيين والدروز مما أدى الى تدخل دول أجنبية من أجل حماية رعاياها وبداية تفتيت الدولة العثمانية التي أصبح لقبها رجل أوروبا المريض.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment