Flag Counter

Flag Counter

Saturday, October 23, 2021

هكذا تخَطِّطُ الولايات المتحدة من أجل تدمير الإقتصاد الألماني

ليس هناك أي شك في أن الولايات المتحدة تعمل من أجل السيطرة على العالم والهيمنة على موارده والذي يعتبر النفط أهمها. كما أنه ليس هناك أي شك في أنها سوف تعمل على إزاحة خصومها وكل من يعارض مصالحها بمختلف الطرق. السياسة الخارجية الأمريكية تعمل وفق المثل القائل أنَّ (الغاية تبرر الوسيلة). ألمانيا تعتبر أهم دولة أوروبية والدافع القوي خلف الإتحاد الأوروبي والمحرك الاقتصادي للاتحاد وخصم رئيسي للولايات المتحدة وحجرة عثرة في مساعيها من أجل السيطرة على أوروبا.

ألمانيا كان ينتظرها مصير مظلم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى حيث قبلت التوقيع على معاهدة فيرساي التي كانت تحتوي على شروط مذِلَّة ومهينة منها تقليص الجيش الألماني ودفع تعويضات حرب ضخمة الى دول الحلفاء. الولايات المتحدة كانت تعتقد أنَّ ألمانيا قادرة على النهوض من جديد وأنَّ ذلك كان أمر يتم الأخذ به جدِّياً خصوصا وزير الخزانة هنري مورغنتاو(الإبن) الذي تقدَّمَ سنة 1944 بإقتراحه الى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي وافق عليه بدون تردد. ملخص الخطة هو تقسيم ألمانيا الى عدة أقاليم مستقلة وإستيلاء دول بولندا, الإتحاد السوفياتي, فرنسا والنمسا على أجزاء من الأراضي الألمانية وتجريد ألمانيا من قدراتها الصناعية وتحويلها الى دولة زراعية.

ولكن خِطَّة مورغنثاو لقيت معارضة من شخصيات سياسية أمريكية وبريطانية كانت رأيها  أنَّ تلك الخطة هي وصفة سريعة لقيام حرب عالمية أخرى. أحد تلك الشخصيات هو داهية السياسة البريطاني ورئيس الوزراء ونستون تشرشل وهنري ديكستر وايت والذي كان معاون وزير الخزانة هنري مورغنتاو(الإبن) وشخصيات في وزارة الحرب وكل له دوافعه وأسبابه أو مصالحه حتى أكون أكثر وضوحا. المستثمرون الأمريكيون وبنوك وول ستريت كانت ترغب في الإستفادة من مشاريع إعادة إعمار ألمانيا وتحقيق أرباح ضخمة وذلك من جهة. بينما من الجهة الأخرى كانت وجهة نظر شركات صناعة الأسلحة والذخائر المرتبطة مع وزارة الحرب أنها تحتاج الى البنية الصناعية الألمانية خصوصا صناعة الحديد والصلب وأنَّ تدمير الصناعة الألمانية وفق خطة مورغنتاو سوف يكون من الصعب تعويضه.  بينما كان ونستون تشرشل يرغب في أن تكون ألمانيا قوية بما يكفي من أجل المعركة المقبلة مع الإتحاد السوفياتي.

وقد تحقَّقَت توقعات المحللين فيما يتعلق بعملية نهوض ألمانيا خلال خمسة الى عشرة سنين من الحرب العالمية الثانية. إنَّ ماتم إنجازه في تلك الظروف التي عانت منها ألمانيا هو معجزة حقيقية: مقسَّمة بين الحلفاء والإتحاد السوفياتي, ملايين القتلى والمفقودين والأسرى, نقص حاد في الأيدي العاملة, دمار واسع خصوصا في البنية التحتية مثل الجسور والطرق والكباري, أوضاع اقتصادية مزرية ولكن ألمانيا نهضت وفي بداية السبعينيات أصبحت تنافس الصناعة الأمريكية واليابانية. 

إنَّ  الأحداث في عالم السياسة في الأغلب من وراء ستار ومن يريد أن يفهم عليه أن يقرأ بين السطور. إنَّ أكبر المتضررين من الحظر النفطي خلال حرب 1973 هو الدول الصناعية في أوروبا وآسيا خصوصا ألمانيا واليابان حيث إرتفعت أسعار النفط 400%. حتى لو أننا نظرنا الى أزمة الديون اليونانية التي كانت تهدد الوحدة الأوروبية نفسها وانسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد(بريكست), سوف نجد أن أكبر المستفيدين هي الولايات المتحدة التي ترغب في التخلص من منافس قوي والحفاظ على هيمنة الدولار أمام غيره من العملات خصوصا اليورو. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment