Flag Counter

Flag Counter

Saturday, October 9, 2021

الولايات المتحدة والرقص على حافة الهاوية

يوم القيامة للاقتصاد العالمي يقترب مع إقتراب موعد ١٨/أكتوبر/٢٠٢١ وهو الموعد الذي صرَّحت به وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين حيث حذَّرت من إستنفاذ الأمول المخصصة للإنفاق الحكومي مع حلول ذلك التاريخ. جانيت والتي شغلت في السابق منصب رئيس بنك الإحتياطي الفيدرالي حذَّرت من أنها تستخدم الإجرائات الإستثنائية منذ إنتهاء أخر تعليق لسقف الدين يوليو/٢٠٢١ لمدة سنتين خلال حكم الرئيس السابق دونالد ترامب. 

الرقص على حافة الهاوية هو أفضل تعبير عن تلك الوصفة المتفجرة التي سوف تؤدي الى مجموعة من الآثار الكارثية على مستوى الولايات المتحدة والعالم. إن كل ذلك سببه مناكفات سياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين حيث يعارض الجمهوريون بنود إنفاق في الموازنة الجديدة تبلغ ٣ تريليون دولار ويتهمون الرئيس بايدن بأنه يسعى الى تعزيز الإشتراكية في أمريكا. ولكن في الوقت نفسه كما تحدث بعض الديمقراطيين أنهم ساعدوا الرئيس السابق في صمت من أجل رفع سقف الدين وذلك من أجل المصلحة العامة متجاهلين الخلافات السياسية. 

الآثار الكارثية لا يمكن إحصائها ولعل أولها هو تخفيض تصنيف سندات الدين الأميركية من (AAA) الى (AA+) وهي حصلت في مناسبة سابقة سنة ٢٠١١ والسبب هو عدم ثقة وكالات التصنيف الائتماني بخطة تخفيض العجز التي وافق عليها الكونغرس الأمريكي. إن تخفيض التصنيف الإئتماني يعني زيادة الفائدة على الاقتراض للحكومة الأمريكية والأفراد على حد سواء في جميع المجالات بداية من القروض الشخصية وليس إنتهاء بقروض الرهن العقاري.  معدل البطالة سوف يزداد بحدَّة خصوصا مع تداعيات أزمة فيروس كورونا حيث من المتوقع إختفاء ٦ ملايين وظيفة. ولكن الأهم هو أنَّ سجل الولايات المتحدة في أنها لم تتخلف عن دفع ديونها سوف يتلطَّخ لأول مرَّة في تاريخها.

هناك محاولات مستميتة من أجل تجنيب الولايات المتحدة الآثار الكارثية لقضية رفع سقف الدين والتي تعني عمليا لو فشلت تلك الجهود إعلان الإفلاس بسبب عدم القدرة على سداد ديونها ودفع التزاماتها. الديمقراطيون لا يرغبون في أزمة إقتصادية تعيق إعادة إنتخاب جو بايدن خصوصا أن الرئيس السابق دونالد ترامب يخطِّط لإعادة ترشحه في الإنتخابات الرئاسية القادمة. هناك نموذج مثير للقلق وهو أن الجمهوريون في حال توقع خسارة مرشحهم الإنتخابات الرئاسية أمام خصومهم الديمقراطيين سوف يفتعلون أزمة إقتصادية تشغل الرئيس الأمريكي الجديد. وقد حصل ذلك خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما الذي بدأ فترته الرئاسية الأولى في محاولة حل أزمة الرهون العقارية ٢٠٠٨/٢٠٠٧ الى تحولت الى أزمة إقتصادية عالمية. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment