Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, October 6, 2021

تسريبات...تسريبات...تسريبات...ومن ثم تسريبات

حقَّقَ الإقتصادي والمفكر الفرنسي توماس بيكيتي شهرة واسعة بعد صدور كتابه "رأس المال في القرن والواحد والعشرين" الذي تحدَّث فيه عن نشوء الثروات وتوزيعها والفوارق الطبيقية وبعض الحلول التي إقترحها من أجل معالجة تلك المشكلة منها الغاء الملاذات الضريبية وفرض ضريبة عالمية موحَّدة على الثروات. سنة 2017, كان نصيب 1% من سكان العالم ما يعادل 82% من الثروات في حين أن 3.7 مليار من سكان العالم وهم الأكثر فقرا لم يشهدوا أي زيادة على ثرواتهم, 10% من سكان العالم يملكون أكثر من 50%-60% من الثروات بينما تمتلك النخبة الأكثر ثراء 1% مانسبته 40%-50% من تلك الثروات أكثر مما تمتلكه نسبة 9% الباقية.

الملاذات الضريبية وجدت لتبقى وليس هناك رجل أعمال أو شخص ثري على وجه الكرة الأرضية ليس لديه حسابات أو شركات أوفشور في إحدى الملاذات الضريبية مثل جزر العذراء البريطانية بنما أو جزر الكايمان. وقد كانت سويسرا في السابق أحد أشهر الدول التي لديها قوانين حماية السرية وبيانات عملاء بنوكها مما ادى الى تحولها الى أحد الملاذات الضريبية المفضَّلة لأثرياء العالم. كما أنَّ هناك إمارات أوروبية صغيرة مثل لوكسمبورغ وليخنشتاين تم تصنيفها على أنها ملاذات ضريبية. في الولايات المتحدة التي وصفتها وثائق باندورا بأنها أكبر ملاذ ضريبي في العالم هناك ولاية ديلاوير التي تعتبر أقرب الى ملاذ ضريبي وإن لم يكن وفق المعنى الحرفي للكلمة. 

والحقيقة أن تسريبات وثائق باندورا ليست هي الأضخم وقد سبقتها ما تسريبات وثائق بارادايس التي تعد أكثر من ١٣ مليون وثيقة والي سمعت بها صدفةً على هامش بحثي في الشبكة العنكبوتية عن معلومات تتعلق بوثائق باندورا. التسريبات انتقائية وتستهدف أشخاص بعينهم في محاولة لإحداث حراك في المياه الراكدة للسياسة الدولية خصوصا أنه هناك الكثير من الملفات العالقة والتي تعني أن هناك تصفية حسابات سوف تتم بطريقة أو بأخرى. مشروع تسريبات وثائق باندورا هو عملية قام بها الإتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وشارك فيها أكثر من ٦٠٠ صحفي وشملت ١٤ شركة خدمات مالية تعمل انطلاقا من ملاذات ضريبية. 

ولكن إذا عُرِفَ السبب بطل العجب حيث أننا لن نقرأ في أي وثيقة من وثائق باندورا على كثرتها إسم الملياردير الأمريكي ورجل مضاربات البورصة والعملات اليهودي الأصل جورج سوروس وذلك ليس لأنه يقوم بدفع الضرائب بانتظام ولكن لأنه من قام على تمويل المشروع ودعمه. جورج سوروس أحد أكثر رجال الأعمال الذي تحوم حولهم الشبهات في العالم حيث أنه يقوم بتمويل منظمات يطلق عليها "منظمات المجتمع المدني" والتي كانت تقوم تحت ستار اللاعنف بتدريب وتعليم شباب من دول عدَّة خصوصا دول عربية على إستخدام السلاح وزعزعة إستقرار الدول والقيام بعمليات التخريب. كما أن جورج سوروس متورط مباشرة في دعم الثورات الملونة في جورجيا, أوكرانيا, يوغسلافيا وفي عدة دول عربية فيما يعرف (الربيع العربي).

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment