Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, September 8, 2021

الى جنرالات الحرب الأفغان, المتغطي بالأمريكان عريان

ستة أيام هي الفترة الزمنية التي استغرقتها حركة طالبان من أجل أن تدفن أحلام أحمد مسعود ومعه نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح الذي يمكن وصفه بأنه (ديك المزبلة) الذي أعلن نفسه رئيسا بعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني بما تيسَّرَ من أموال الشعب الأفغاني. لم تنفع أحمد مسعود علاقاته مع فرنسا ولا إرثُ أبيه في مقاومة حركة طالبان ولا زيارات برنارد هنري ليفي الى وادي بنجشير ولا تصريحاته الرنانة حول تحويل منطقة وادي بنجشير الى مقبرة مقاتلي طالبان ومعقل للمقاومة ضدَّهم. حركة طالبان قاتلت ستة أيام وإستراحت في السابع.

الولايات المتحدة إنسحبت من أفغانستان وسلمتها تسليم مفتاح الى حركة طالبان بما فيها قواعد عسكرية وأسلحة بعدة مليارات من الدولارات يقال أنها 85 مليار دولار وأحمد مسعود قام بالأمر نفسه وإنسحب من وادي بنجشير مخلَّفا وراءه غنيمة ثمينة من الأسلحة التي لا تقدَّرُ بثمن إستولت عليها حركة طالبان. الولايات المتحدة خلَّفت ورائها فراغا في أفغانستان سوف تقوم الصين بملئه وبكل سرور خصوصا عبر الإستثمارات الصينية في مناجم الذهب والمعادن الثمينة.

ولكن أحمد شاه مسعود ليس الوحيد الذي فرَّ من أفغانستان قبل أن تقبض عليه حركة طالبان وتقطع رأسه بل سبقه في الفرار زعيم الحرب الأوزبكي عبد الرشيد دستم الذي كان سوف يلقى مصيره ربما في حاوية شحن كما فعل مع الآلاف من أسرى حركة طالبان الذي قتلهم إختناقا خلال الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر ودخول القوات الأمريكية الى أفغانستان. ولم يكن أسد هيرات إسماعيل خان أوفر حظا من سابقيه الذين تمكنوا من الفرار حيث قبض عليه مقاتلو حركة طالبان بعد أقل من شهر من تصريحاته الطنانة بأنه سوف يصمد في وجه حركة طالبان حيث دعا سكان هيرات للانضمام الى حركة المقاومة.

الولايات المتحدة أمضت في أفغانستان عشرين سنة قامت خلالها على تدريب وتسليح جيش أفغاني من 350 ألف مقاتل يضاف اليهم عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات مثل ميليشيا الطاجيك بقيادة أحمد مسعود, الأوزبك بقيادة عبد الرشيد دستم وزعيم هيرات إسماعيل خان. ولو افترضنا في أقل التقديرات تفائلا أن عدد مقاتلي الجيش الأفغاني ومقاتلي زعماء الحرب هو نصف مليون جندي يمتلكون أحدث الأسلحة التي يمكن أن تتوفر في أفغانستان ولكنه على الرغم من ذلك فقد هربوا أمام ستين ألف عنصر من طالبان التي سيطرت على أفغانستان خلال الفترة التي تلت إعلان انسحاب القوات الأمريكية من دون قتال تقريبا وفي فترة لا تتجاوز 30 يوما.

لا أدافع عن حركة طالبان لأنها حركة ظلامية ينتمي إليها مقاتلون دمويون ولدى قادتها وجهات نظر تعود الى العصور الحجرية حول المرأة والحريات وحتى سلوكيات الأفراد في روتين حياتهم اليومي. حركة طالبان لم ولن تتغير رغم تصريحات قادتها التي يحاولون أن يبدو في مظهر تصالحي مع خصومهم ومع المجتمع الدولي. ذلك من جانب, وأما الجانب الأخر فإن مقاتلي حركة طالبان هو أفغانيون وليسوا قادمين من كوكب أخر ومن حقِّهم أن يحكموا بلادهم وفق الطريقة التي يرونها مناسية بدون وصاية أو تدخل أجنبي الذي بعد عشرين سنة, فشلت جميع وصفاتهم في علاج الجسد الأفغاني المريض. كما أن جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الاجنبية خصوصا الاسترالية في أفغانستان تجعل أي عملية تدخل غربي قادمة محفوفة بالمخاطر.

العقد القادم في أفغانستان سوف يكون عقدا صينيا بإمتياز ولكن الولايات المتحدة سوف تقوم على دعم مقاتلي المعارضة وإغراق أفغانستان بقلاقل وفتن من أجل محاولة الحد من النفوذ الصيني والامتيازات التي يبدو أنَّ حركة طالبان توشك على أن تمنحها الى الصين.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment