Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, September 29, 2021

خرافة أسطورة المليار الذهبي

هناك عملية هندسة اجتماعية بدأت منذ منتصف السبعينيات تجري بهدوء أحيانا و بصخب أحيانا أخرى  في جميع أنحاء العالم حتى في الدول الصناعية والمتقدمة. الهدف هو إعادة ضبط إعدادات البشر واخضاعهم الى مجموعة قوانين وقواعد يجري تجديدها كل بضعة عقود من السنين من قبل مجموعات نخبوية تتحكم في الاقتصاد, السياسة والإعلام. وفي الوقت نفسه هناك الكثير من الحديث عن أسطورة المليار الذهبي وأنها الإطار الذي سوف تتم من خلاله التغييرات الجذرية وصولا بعدد سكان العالم الى مليار شخص. 

والحقيقة أنني إستخدمت كلمة (أسطورة) لأن المليار الذهبي مجرَّد خرافة  وهي أحد أدوات عملية الهندسة الإجتماعية التي ذكرتها في بداية الموضوع. المليار الذهبي مجرد أسطورة مثلها مثل أسطورة النظام العالمي الجديد أو التغير المناخي والاحتباس الحراري. الهدف هو إجراء تغييرات اقتصادية, إجتماعية وسياسية على مستوى العالم بإستخدام عنصر الخوف و استغلال الأزمات في تنفيذ أجندات قد يكون العمل عليها مستحيلا في الظروف الإعتيادية.

أزمة فيروس كورونا هي أحد الأزمات التي وجدت من العدم بعد عِدَّة تجارب سابقة مثل أزمة فيروس سارس و مارس(متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) وهي أيضا أزمة وجدت من العدم حيث تتعامل قبائل البدو والرُحَّل في منطقة شبه الجزيرة العربية وآسيا مع الجمال منذ مئات السنين ولم يعرف أنه إنتشر بينهم أي أمراض تنفسية قاتلة لها علاقة بالجمال. إنفلونزا الخنازير هي أزمة أخرى ظهرت فجأة من العدم والذي يثير الضحك أنَّها بدأت في قرية مكسيكية ليس فيها خنازير حيث تم تتبع الحالة صفر الى تلك القرية. وحاليا بعد أن استنفذت أزمة فيروس كورونا اندفاعها يتم تجديدها بالحديث عن موجات فيروسية جديدة وسلالات جديدة وجرعات معززة من اللقاحات حيث من المتوقع أن يصبح لقاح فيروس كورونا يعطى مرة كل ستة أشهر أو مرة كل سنة على الأٌقل.

سلاح الطاقة الذي يعتمد على النفط بشكل رئيسي يستخدم في عملية الهندسة الإجتماعية أكثر من غيره حيث وكما هو معلوم فإن أغلب مناحي الحياة تعتمد على توفر مصدر من مصادر الطاقة سواء النفط, الغاز أو الفحم. الحضارات تبنى وتزدهر بسبب توفر مصدر مستمر للسعرات الحرارية والذي يعتمد على عمل الإنسان في الزراعة بشكل رئيسي حيث تعتبر قوة عمل الإنسان مصدرا من مصادر الطاقة والتي تنتقل منه الى مصدر آخر وهكذا دواليك. التحكم في مصادر الطاقة الأحفورية(النفط والغاز) يعني التحكم في قوة عمل الإنسان وبالتالي إنتاجه من الغذاء والسعرات الحرارية التي يستهلكها.

هناك سوء إدارة موارد في العالم ولا يوجد نقص في تلك الموارد. هناك إستغلال سيئ للموارد والسبب هو الثقافة الإستهلاكية والأمثلة كثيرة. ليس هناك حاجة الى تبديل هاتف متحرك أو سيارة كل سنة. هناك أشخاص خزائنهم ممتلئة بملابس قد لا يقومون بارتدائها في حياتهم. هناك جشع وطمع ولا إنسانية. هناك من يدفع ثمن الحضارة من دمائه وعرقه حتى يتمتع الأخرون برفاهيات و أمور كمالية للغاية. هناك وثائقيات مشاهدتها تصيب بالغثيان من الحال الذي وصل إليه العالم في الاستغلال الجشع للفئات الأكثر ضعفا. 

أنصار ومؤيدي أسطورة المليار الذهبي أجيبوني على تساؤلاتي التالية: لو تقلص سكان العالم الى مليار شخص, من سوف يعمل في استخراج معدن الميكا الذي يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل؟ من سوف يعمل في مناجم الكوبالت الذي يعتبر أساسيا في صناعة البطاريات والإلكترونيات؟ من سوف يعمل في المصانع الاستغلالية التي تنتج الملابس والأحذية وأحدث هواتف الأيفون؟ من سوف ينظف لكم طرقاتكم ويعمل في المطاعم والمتاجر والأسواق والمصانع؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment