Flag Counter

Flag Counter

Saturday, September 18, 2021

رسالة الى اليوتيوبر الأردني جو حطاب حول فنزويلا وأمريكا اللاتينية

الصورة النمطية التي يساهم إعلام دول غربية في ترويجها عن دول العالم المختلفة هي صورة تخدم أهداف ومصالح تلك الدول والشركات العابرة للقارات التي لديها جشع غير طبيعي من أجل مراكمة الأرباح ولو على حساب دماء الشعوب. دول في أمريكا اللاتينية, أفريقيا والشرق الأوسط هي ضحية سياسات إعلامية تصفها بأنها مصدر للجريمة والجهل والإرهاب. ولكن وسائل الإعلام الرئيسية لا تتحدث عن الأسباب الحقيقية, جذور المشكلة التي أدت الى تلك الأوضاع المأساوية في دول تعتبر غنية في مواردها ولكن في الوقت نفسه يعاني مواطنوها من ثلاثي الجهل, المرض والفقر.

في فيديو عن دولة فنزويلا نشره الرحالة واليوتيوبر الأردني جهاد حطاب(جو حطاب) تحدَّثَ خلاله عن حالة التضخم المفرط التي يعاني منها الاقتصاد الفنزويلي حيث تنهار قيمة العملة وعن انتشار الفقر والمرض والقى باللائمة على نظام الرئيس السابق هيوغو تشافيز والرئيس الحالي نيكولاس مادورو عن تلك الحالة. وقد كان من المفترض على جهاد حطاب أن يكون أكثر مسؤولية لأن هناك ملايين الأشخاص يتابعون قناته والتي من المفترض أنها تعرض محتوى عن السياحة والسفر حصريا. 

أكثر من ٥٠٠ عام من الإستغلال ونهب الموارد تركت أثرها على دول أمريكا اللاتينية حيث مازالت عملية النهب مستمرة تحت مسميات مختلفة. في السابق, كانت تتم عبر حركة الكشوفات الجغرافية التي أعقبتها الحركة الاستعمارية حيث كان الهدف الأول هو كسر احتكار المسلمين طرق التجارة خصوصا التوابل حيث تم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح. ولكن في عصرنا الحالي, تغيَّرت المسميات والهدف واحد, منظمة التجارة العالمية وإتفاقيات التجارة الحرة حلَّت محل الحركة الإستعمارية, استعمار حديث وعصري.

فنزويلا هي إحدى دول أمريكا اللاتينية الأكثر تأثرا بسبب مواردها الطبيعية خصوصا النفط, الثروات المعدنية مثل خام الحديد والزراعية خصوصا قصب السكر, نبتة القهوة والكاكاو التي تمت زراعتها بداية القرن السادس عشر في مزارع السخرة حيث يعمل العبيد من ذوي البشرة السوداء ومن السكان الأصليين. الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة لا تتوانى عن تدبير الانقلابات العسكرية والتدخل في شؤون الدول الداخلية حين تكون القرارات التي يتم اتخاذها لا تتوافق مع مصالحها. إذا القضية ليس لها علاقة بمسائل مثل حقوق الإنسان والحريات والهراء الذي تردِّدُه وسائل إعلام غربية. الولايات المتحدة تحاصر فنزويلا وتفرض عليها عقوبات وتلاحق الدول التي تتعامل معها بفرض العقوبات وربما تدبير إنقلاب أو ماشابه. 

إن كل الأحداث في فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية, أفريقيا والشرق الأوسط تحركها مصالح إقتصادية حيث يتم إستخدام أسلحة ناعمة مثل منظمات حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية وأيضا سلاح العقوبات الاقتصادية. دول مثل كوبا ليست بعيدة عن التشبيه حيث أن أغلب قرارات التأميم التي اتخذها فيديل كاسترو خلال الفترة التي أعقبت انتصار الثورة الكوبية لم تكن مقلقة للمصالح الأمريكية بقدر ما كان قراره تأميم الشركات النفطية التي كان نشاطها الرئيسي هو تكرير النفط ومصدره شركات فرعية تابعة لها في دول مثل فنزويلا ومن ثم بيع الناتج بأسعار مضاعفة الى الحكومة الكوبية التي رفضت و استوردت نفطا بسعر تفضيلي من الإتحاد السوفياتي فكانت النتيجة تأميم شركات النفط الأمريكية التي رفضت تكرير النفط الذي مصدره دولة شيوعية عدوة للولايات المتحدة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment