Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, September 21, 2021

الولايات المتحدة مستمرة في تحقيق أهدافها في الشرق الأوسط والعالم

إن اعتراف دوائر صنع القرار الأمريكية بأن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها في دول مثل العراق, الصومال, ليبيا, تونس وسوريا هو بحد ذاته ليس دليلا على الفشل. ولا يؤخذ بتصريحات المسؤولين الأمريكيين العلنية إلا من السُّذج ومن لديهم قصر نظر في رؤيتهم السياسية حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط, إفريقيا والعالم ومن يحلمون بعالم مثالي تلعب فيه الولايات المتحدة دور شرطي الأخلاق والقيم. 

والسؤال الذي قد يكون نقطة البداية هو: ماهي أهداف التدخلات العسكرية الأمريكية في دول الشرق الأوسط, إفريقيا والعالم؟

الهدف هو صناعة الفوضى مما يؤدي الى الكوارث والأزمات التي يتم استغلالها من أجل نهب الثروات الطبيعية خصوصا النفط والغاز كما في العراق أو تأمين ممرات ملاحية حيوية كما في الصومال.

الإدارة الأمريكية التي تتلقى التقارير والدراسات من معاهد أبحاث متخصصة ولديها أذرع أمنية وعسكرية ترفع إليها أدق التقارير حول الحالة الإقتصادية, الثقافية والسياسية في البلد الذي سوف يتم استهدافه. مراكز المعاهد والأبحاث(Think Tank) الأمريكية لديهم فهم عميق ودقيق للثقافات المحلية والعادات والتقاليد في جميع بلدان العالم.

إن أهداف الولايات المتحدة ليس إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار لأنه ليس هناك بلد تدخلت فيه قوات أمريكية إلا وأصبح غارقا في الفوضى والشرذمة والتقسيم. القضية ليست فشل الإدارة الأمريكية بسبب عدم الفهم الدقيق للمجتمعات المحلية أو تخصيص أموال إعادة الإعمار أو غياب الرؤية طويلة المدى, قياس فاسد أدى الى استدلال فاسد لدى كثير من المحللين العرب الذي يحمل أغلبهم ويا للأسف درجات علمية رفيعة. الأهداف الحقيقية التي تسعى الولايات المتحدة الى تحقيقها تتلخص في نشر الفوضى لأن ذلك يجعل مهمة شركات الأسلحة والشركات العابرة للقارات أكثر سهولة في ترويج منتجاتها من الأسلحة ومنظومة العولمة خصوصا إتفاقيات التجارة الحرَّة.

الربيع العربي يعتبر مثالا على جهود الولايات المتحدة في نشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط حيث لم تسعى الولايات المتحدة الى إخفائها منذ ثمانينيات القرن العشرين. الهدف من الربيع العربي هو تدجين الإسلاميين أو الإسلام السياسي حتى يكون التعبير أكثر دقة وذلك لايمكن أن يكون في بيئة سياسية مستقرة لأن الشعوب العربية مع مرور الوقت سوف تقاوم بعناد. الولايات المتحدة كانت متأَكِدة من أن محاولاتها ترفيع حزب الإخوان المسلمين الى كرسي الحكم والسلطة سوف يؤدي الى فوضى عارمة سوف تستمر عقودا حتى تعثر الإدارة الأمريكية على مبرِّر أخر وتَكُرَّ السبحَة مرة أخرى. خلال الفترة التي سبقت عمليات التدخل الأمريكي في الحرب السوفيتية-الأفغانية فقد كان التوجه نحو التحذير من الإسلاميين ووصولهم الى مقاليد الحكم. ولكن ذلك تغيَّر لاحقا بسبب الحرب الباردة, إنهيار جدار برلين وسقوط الاتحاد السوفياتي ومن ثم حرب تقسيم البلقان التي لعب فيها الإسلاميون دورا بارزا. الإدارة الأمريكية غيَّرَت توجهاتها نحو إدخال الإسلاميين في السلطة والحكم حتى تُظهِرَ عجزهم وفشلهم وبالتالي يسهل تطويعهم على المدى البعيد.

في العراق, نجحت الولايات المتحدة في إسقاط نظام الرئيس العراقي ونهب إحتياطي الذهب وسيطرت على صناعة النفط ومازالت. أموال إعادة الأعمار المفقودة وصلت الى ١٧ مليار دولار وفساد قطاع الكهرباء وصل الى ثمانين مليار دولار وهي أموال تم نقلها خارج العراق وإيداعها بشكل رئيسي في بنوك أمريكية.. إسقاط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي حقق الأهداف الأمريكية في زرع أرض خصبة تساهم في نمو التنظيمات المتطرفة والتكفيرية. الهدف الآخر هو الضغط على دول الإتحاد الأوروبي فيما يتعلق بموضوع الهجرة من أجل تحقيق أهداف جيوسياسية. في الصومال, تحققت الأهداف في تواجد قوات أمريكية في تلك المنطقة الحيوية والتي تعتبر ممرا بحريا مهما. أما في سوريا, فقد حقَّقَ الربيع العربي أهم هدف للإدارة الأمريكية وهو التواجد العسكري في سوريا تحت ذريعة محاربة الإرهاب خصوصا تنظيم داعش حيث تتواجد يتواجد عناصر داعش على مقربة من حقول النفط حيث ويا للصدفة تتواجد قوات أمريكية.

الولايات المتحدة حقَّقَت جميع أهدافها في العراق, سوريا, ليبيا, تونس, مصر وفي أمريكا اللاتينية وإفريقيا وحتى آسيا ومازالت مستمرة في التدخل في شؤون الدول الأخرى والحفاظ على مصالحها وتحقيق جميع الأهداف الإستراتيجية القصيرة أو طويلة المدى.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية





No comments:

Post a Comment