Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, October 26, 2022

بنوك وول ستريت هي العامل المشترك في جميع الأزمات والحروب العالمية

الحقيقة أنه لو رفعت حجرا في الصحراء, سوف تجد أحد بنوك وول ستريت موجودا هناك. بنوك وول ستريت موَّلت ثورة أكتوبر/١٩١٧ البلشفية في روسيا القيصرية, الحركة الفاشية و الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني,, المستشار الألماني أدولف هتلر والحركة النازية, الحرب العالمية الأولى, الحرب العالمية الثانية, إنقلاب سنة ١٩٥٣م ضد رئيس وزراء إيران محمد مصدق, حرب رمضان ١٩٧٣م, سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوي سنة ١٩٧٩م, الحرب العراقية-الإيرانية(١٩٨٠-١٩٨٩), الحرب الأهلية اليوغسلافية(١٩٩٠-١٩٩٥), أزمة الكساد العظيم(١٩٢٩-١٩٣٣), أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة(٢٠٠٧-٢٠٠٩) وغير ذلك الكثير مما كشفت وما سوف تكشف عنه الأيام.

بنوك وول ستريت التي تسيطر عليها الأسر اليهودية المصرفية الثرية هي التي ساهمت في تأسيس البنك المركزي الأمريكي, بنك الاحتياطي الفيدرالي سنة ١٩١٣م. الحرب العالمية الأولى بدأت أحداثها سنة ١٩١٤م بقيام غافريلو برينسيب وهو من صرب البوسنة باغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند مع زوجته في سراييفو. القاتل كان ينتمي الى منظمة قومية صربية هي اليد السوداء من الممكن أنَّ لها إرتباطات مشبوهة مع المخابرات البريطانية. جون بيربونت مورجان(جي بي مورغان) مصرفي يهودي أمريكي من أصول بريطانية وجدت لجنة تحقيق من الكونغرس الأمريكي(Pujo Committee) سنة ١٩١٣م أنه يملك أسهما من الباطن في ١١٢ شركة أمريكية قيمتها ٢٢.٥ مليار دولار تقريبا. بنك جي بي مورغان تشيس يصنَّفُ حاليا أكبر بنك في الولايات المتحدة الأمريكية.

جي بي مورغان الإبن أكمل مسيرة الأب ونجح في أن يصبح وكيل الحكومة البريطانية في شراء الأسلحة والمعدات والذخائر من الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى حيث حقَّقَ أرباحا هائلة. كما لعب دورا مهما في إقناع الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى حيث كان الكفَّة ترجح الى الجانب الألماني الأمر الذي أقلق مورغان الإبن حيث كانت خسارة دول الحلفاء الحرب تعني خسارته الأموال التي أقرضها الى تلك الدول خصوصا بريطانيا. بنك جي بي مورغان تشايس الذي يعتبر أكبر بنك في الولايات المتحدة بإجمالي أصول يزيد عن ٢ تريليون دولار هو نتيجة عملية إندماج بين بنك جي بي مورغان و بنك تشايس مانهاتن.

أسرة روكفلر وهي من أكثر الأسرة اليهودية الثرية شهرة في التاريخ حيث استمدوا شهرتهم من عمل مؤسس الأسرة جون دافيسون روكفلر الأب في مجال النفط حيث أصبحت ستاندرد أويل أكبر شركة في الولايات المتحدة. كانت شركة ستاندرد أويل كانت تمتلك سنة ١٨٧٩م عشرين ألف بئر, اربعة آلاف ميل من خطوط الأنابيب, خمسة آلاف صهريج نقل, مائة وخمسون ألف موظف, ٤٨ حقلا, ٩ أحواض ويسيطر على ٩٠% من صناعة النفط الأمريكية. روكفلر الأب هو أول ملياردير في تاريخ الولايات المتحدة وحين توفي سنة ١٩٣٧م, وصلت تقديرات ثروته الى ٤٠٠ مليار دولار.

الدور الذي لعبه جون روكفلر الأب في الحروب والأزمات لا يقل أهمية عن آل مورغان. بنك تشيس مانهاتن كان يمثل مصالح عائلة روكفلر في الولايات المتحدة حيث كانت الأسرة من كبار المساهمين في البنك. ديفيد روكفلر وهو حفيد جون روكفلر سام مع صديقه هنري كيسنجر في إقناع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر السماح للشاه محمد رضا بهلوي العلاج في الولايات المتحدة على الرغم من أن تقارير الأمنية تشير بوضوح الى أنَّ ذلك سوف يؤدي الى إقتحام السفارة الأمريكية في طهران وأزمة الرهائن. بنك تشيس مانهاتن كان هو البنك الذي كان شاه إيران محمد رضا بهلوي يقوم بإيداع حصيلة مبيعات النفط الإيراني وهو يعتبر بنك الحكومة الإيرانية في الولايات المتحدة. حادثة إقتحام السفارة الأمريكية في طهران بإعلان إيران دولة عدوة للولايات المتحدة وبالتالي سمحت للبنك بمصادرة أموال الحكومة الإيرانية بذريعة سداد الديون المترتبة عليها.

ديفيد روكفلر ساهم في تأسيس اللجنة الثلاثية التي تدور حولها الكثير من الإشاعات ونظرية المؤامرة أنها تحاول تأسيس حكومة عالمية. جون روكفلر الأب هو مؤسس جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة التي ارتبطت بما يسمى مدرسة شيكاغو الاقتصادية التي تقوم على المبادئ الاقتصادية النيوليبرالية التي وضع أبجدياتها الاقتصادي ميلتون فريدمان. الاتهامات تلاحق ديفيد روكفلر بسبب تعاونه مع ديكتاتوريات دموية مثل أوغستو بينوشيه في تشيلي حيث عمل تلاميذ مدرسة شيكاغو مستشارين اقتصاديين. شركة ستاندرد أويل كانت تعتبر أكبر شركة إحتكارية في الولايات المتحدة والعالم حيث كان جون روكفلر الأب لا يتردَّدُ في تحطيم المنافسين سواء من خلال حرب الأسعار أو الإستحواذ عليهم بأسعار بخسة.

إنَّ سبب ٩٠% من أزمات وحروب العالم وبلا مبالغة يمكن التصريح بأنه النفط وآل روكفر هم ملوك الذهب الأسود. سنة ١٩١١م تم تفكيك شركة ستاندرد أويل إلى ٧ شركات بعد شكوى تم تقديمها الى الجهات المختصة في الولايات المتحدة بأن الشركة تمارس الاحتكار وأنها بذلك تخالف قانون (قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار). الشركات السبعة هي على التوالي: Texaco, Mobil, Exxon, Chevron, Gulf Oil, British Petroleum, Shell, حيث لم يبقى منها حاليا سوى أربعة شركات هي: ExxonMobil, Shell, British Petroleum, Shell.

خلال الأزمة المالية العالمية ٢٠٠٨, قامت الحكومة الأمريكية بإنقاذ مجموعة من البنوك في وول ستريت التي تعتبرها "أكبر من أن تفشل" في محاولة من أجل منع إنهيار الإقتصاد الأمريكي والذي يعني إنهيار الإقتصاد العالمي. أكثر من ٧٠٠ مليار دولار من أموال دافعي الضرائب ذهبت الى جيوب البنوك التي خسرت أموال دافعي الضرائب في مضاربات في البورصة من خلال أدوات مالية مشبوهة, سرقة مزدوجة. بنك غولدمان ساكس هو على رأس قائمة البنوك التي تعتبرها الحكومة الأمريكية "أكبر من أن يفشل" وهو الهدف الرئيسي من عملية إنقاذ البنوك المتعثرة. ربما نصف أعضاء فريق باراك أوباما الرئاسي عملوا في السابق في ذلك البنك.

والآن في ختام الموضوع أرغب في أن أطرح سؤالاً, هل بقي هناك أي شك في دور بنوك وول ستريت والطغمة المالية اليهودية في افتعال الحروب والأزمات وذلك بهدف تحقيق الأرباح الطائلة, أم أن البعض سوف يعتقد أنها من نظريات المؤامرة؟

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment