Flag Counter

Flag Counter

Saturday, October 29, 2022

أسرار الربيع العربي

شهدت منطقة الشرق الأوسط منذ سنة ٢٠١٠م الأحداث التي تم التعريف عنها بأنها الربيع العربي وهي عبارة عن تحركات وصفتها وسائل الإعلام بأنها ثورات على الرغم من أن ذلك ينافي الواقع تماما. فقد شهدت بلدان تونس, مصر, اليمن, ليبيا, سوريا, سلطنة عمان والمغرب أحداث الربيع العربي حيث نجح بعضها في تحقيق أهدافه وإسقاط الأنظمة الحاكمة بينما فشل بعضها الأخر أو تحول الى نزاع دموي مرير مستمر كما في سوريا.

إنَّ دوافع وأهداف الربيع العربي يمكن تلخيصها في تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد, إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط أو سايكس-بيكو2 وهو اسم رمزي يتم من خلاله إسقاط تاريخي على الإتفاق الفرنسي-البريطاني على تقاسم مناطق نفوذ الدولة العثمانية أو رجل أوروبا المريض خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى.

الولايات المتحدة ورئيسها وودرو ويلسون نجحوا في خداع الجميع وإظهار الدور البريطاني والفرنسي وإخفاء حقيقة أن الرئيس الأمريكي ومستشاره العقيد إدوارد هاوز هم من رسموا خارطة الشرق الأوسط والعالم في إجتماع بينهما لم يستغرق أكثر من ساعتين. مصارف وول ستريت التي يتحكم فيها المرابون والمصرفيون الدوليون من اليهود والتي موَّلت حملة وودرو ويلسون الإنتخابية سارعت الى تقديم الدعم المالي الى الثورة البلشفية والهدف هو وصول الشيوعيين الى السلطة وفضح الإتفاقيات السرية التي تم توقيعها بين روسيا القيصرية, بريطانيا وفرنسا مما يؤدي الى الضغط عليهم وتحقيق المطالب الأمريكية في السيطرة على مناطق نفوذ جديدة.

ولأن التاريخ يعيد نفسه, فقد نجحت الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في خداع الشعوب مرة أخرى من خلال شعارات وكلمات براقة مثل الحرية, الديمقراطية والربيع العربي وذلك من أجل إسقاط أنظمة حكم ترى الولايات المتحدة أنها لم تعد تقبل التعاون بما فيه الكفاية من أجل تحقيق وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

صدام حسين في العراق فشل في إسقاط نظام الخميني في إيران, حسني مبارك في مصر رفض إقامة قواعد عسكرية أمريكية أو إستخدام الأراضي والأجواء المصرية في الهجوم ضد إيران. بينما في سوريا, رفض الرئيس السوري رفضا قاطعا مشروع خط الغاز القطري والذي كان من المفترض أن يمر من خلال سوريا الى أحد الموانئ التركية.معمر القذافي بدأ في إنتقاد هيمنة شركات النفط الأمريكية وطرح خطته من أجل بيع نفط إفريقيا وثرواتها الطبيعية مقابل الذهب وليس الدولار.

هناك بعض الآراء في أنَّ عناصر متطرفة قد ركبت الموجة أو أنَّ الولايات المتحدة قد تفاجئت بتلك الثورات المزعومة. إن جميع تلك الآراء تنافي الواقع والذي يثبت بما لايدع مجالا للشك أن الولايات المتحدة هي من جنَّدَ وموَّلَ ودرَّبَ أولئك النشطاء الذين كانوا يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي في التحريض على المظاهرات والإضرابات وذلك من خلال مؤسسات مثل فريدوم هاوس التي تتبع الملياردير اليهودي المجري جورج سوروس. 

هناك نص في الإنجيل على لسان يسوع المسيح يقول:"من ثمارهم تعرفونهم." قناة الجزيرة الإخبارية التي تبث من قطر برامج تتحدث عن الديمقراطية وتعطي الدول الأخرى دروسا في الحريات و تنادي بالإصلاح هي دولة غير ديمقراطية وغبائها عابر للقارات كما وصفها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. قناة العربية وهي قناة إخبارية سعودية كانت تنافس الجزيرة في إعطاء الآخرين دروسا في الأخلاق رغم أنَّ السعودية دولة ليس فيها برلمان ولا إنتخابات والحكومة تلاحق حتى المغردين على تويتر. الدولتان مع تركيا كانوا ينفذون مخططا أمريكيا في العراق وسوريا ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم صرَّح قائلا:"تهاوشنا على الصيده وأفلتت منا."

إنَّ المعارضة في بلدان الربيع العربي توجَّهت الى التسليح بسرعة قياسية ودخل في صفوفها عناصر متطرفة أجنبية كان لها الدور الرئيسي في الصراع المسلح خصوصا في سوريا. قادة القوات المعارضة التي استولت على مطار منغ العسكري في ريف حلب ليس من بين قياداتها سوري واحد. السيناتور الأمريكي والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين اجتمع مع قيادات المعارضة السورية المسلحة ومن بينهم العراقي أبو بكر البغدادي ومقاتلون مسلحون المعارضة الشيشانية لعبوا دورا رئيسيا في الهجمات ضد مواقع القوات الحكومية السورية وارتكبوا عدة مجازر ضد المدنيين ولكن وسائل إعلام غربية أصرَّت على وصفهم بأنهم معارضة معتدلة.

الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني هما المستفيد الأول والأخير من أحداث الربيع العربي. إنَّ خسائر الدول العربية التي تعرضت الى تلك الأحداث المؤسفة زادت عن ٨٠٠ مليار دولار والوضع لم يتحسن والحالة المثالية التي بحث عنها ألوئك المغفلون لم تتحقَّق. إن جميع الدول التي شاركت في حرب رمضان ١٩٧٣ أو دعمت جهود مصر و سوريا في الحرب كانت هدفا ومازالت للتدخل الأمريكي بإسم الثورات وبإستخدام مفاهيم ومصطلحات إعلامية براقة عن الحريات وحقوق الإنسان والهدف هو مصالح الولايات المتحدة وأمن دولة الكيان الصهيوني.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية




No comments:

Post a Comment