Flag Counter

Flag Counter

Monday, October 24, 2022

سوريا, الربيع العربي وبرنارد هنري ليفي

قناة الجزيرة تعلن وتكرر ذلك بأن الربيع العربي مستمر. والحقيقة أنَّ قناة الجزيرة تذكرني بإذاعة أوروبا الحرَّة التي كانت الولايات المتحدة أقامتها في المانيا الغربية ويصل بثها الى دول المعسكر الإشتراكي والهدف هو مناهضة الشيوعية. قناة البي بي سي هي القناة الأم التي تفرَّعت منها قناة الجزيرة والتي تم الإعلان عن إغلاق قسمها العربي ربما بسبب نقص التمويل حيث تعاني بريطاني من آثار الحرب الروسية-الأوكرانية, أو ربما هناك أسباب أخرى. قناة الجزيرة هي مشروع صهيو-أمريكي بأموال قطرية وكوادر تتبع تنظيم الإخوان المسلمين على رأسهم يوسف القرضاوي. الهدف الذي أنشئت من قناة الجزيرة هو إدخال الصهيونية الى كل بيت في الوطن العربي تحت ذريعة الرأي والرأي الأخر كأنَّ المحتل أصبحت له وجهة نظر.

قناة الجزيرة تتحدث عن الجميع باستثناء قطر. الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سخر من حاكم قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني وتحدَّث عن قناة الجزيرة التي تروِّج للإصلاح والديمقراطية إلا في قطر. وفي كتابه "الأرض الموعودة," سخر من قطر و وصف سياسة قطر وحكامها بأنه غباء عابر للحدود وذلك ردا على تسريبات خيمة القذافي حيث وصف حاكم قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني أوباما بأنه "عبد" يعايره بلون بشرته. حتى الرئيس الليبي السابق معمر القذافي سخر من حاكم قطر السابق خلال أحد مؤتمرات القمة العربية و وصفه بأنه جيد من أجل ملئ الفراغ بسبب سمنته المفرطة. قناة الجزيرة تتحدث عن توريث الحكم في مصر أو سوريا ولكنها تتجاهل الحديث عن قطر حيث إنقلب الأمير الحالي تميم على والده حمد بن خليفة آل ثاني الذي انقلب بدوره على والده خليفة بن حمد آل ثاني والذي انقلب على ابن عمه أحمد بن علي آل ثاني.

سوريا هي أحد ضحايا الربيع العربي وقناة الجزيرة التي تروِّج من خلال برامجها أعمال القتل التي تقوم بها ميليشيات إرهابية كانت تعمل تحت مسمى الجيش السوري الحر الذي تفرَّعَ الى عدة تنظيمات منها جبهة النصرة و داعش. قطر ومن خلال قناة الجزيرة تقوم على تنفيذ أجندات إعلامية أمريكية-صهيونية ضد سوريا ويشمل ذلك التحريض الطائفي و شيطنة الرئيس السوري بشار الأسد من خلال حملة إعلامية منظمة تستهدفه و زوجته السيدة السورية الأولى أسماء الأسد. السبب الرئيسي هو مشروع أنابيب نقل الغاز والنفط القطري الى أوروبا من خلال موانئ تركيا والذي كان من المفترض أن يمر في سوريا ويؤدي الى تقليل الاعتماد على واردات الطاقة من روسيا. القيادة السورية لم توافق على المشروع وبالتالي تم إخراج ملفات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية في سوريا من الأدراج ونفض الغبار عنها.

إن مشكلة الولايات المتحدة مع سوريا ليست وليدة اللحظة أو بدأت منذ سنة ٢٠١١م أو لها إرتباط بالربيع العربي بل هي قديمة منذ إستقلال سوريا حيث سعت الولايات المتحدة وضمن إطار الحرب الباردة الى ضم سوريا الى المعسكر الغربي بسبب موقعها الإستراتيجي و قدراتها الزراعية. في كتاب "إرث من الرماد," يصف مؤلف الكتاب تيم واينر أن التدخل الأمريكي في سوريا وتمويل الانقلابات وعمليات الشغب والمظاهرات قد بدأت مباشرة بعد الإستقلال سنة ١٩٤٦م ومستمرة الى يومنا هذا. إنَّ ذلك يذكرني بتاريخ العلاقات المضطربة بين روسيا والدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والذي يعود الى القرن الثامن عشر و سوريا ينطبق عليها الأمر نفسه حيث أن مشكلة الولايات المتحدة ليست مع شخص الرئيس بشار الأسد ولكنها مهتمة بإبقاء سوريا دولة ضعيفة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداق لعل أهمها أمن الكيان الصهيوني.

الولايات المتحدة ليست في موقع جيد من أجل إعطاء نصائح أخلاقية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى الدول الأخرى. السكان الأصليون في الولايات المتحدة يعانون التمييز العنصري وظروف معيشية متدنية للغاية. السكان الأمريكيون من ذوي البشرة السوداء يعانون أيضا من التميز حتى في النظام القضائي, مدَّة الأحكام والمعاملة في السجون. إن نسبة المعتقلين إلى السكان في الولايات المتحدة تزيد عن دولتي روسيا والصين مجتمعتين. أغلب ضحايا النظام القضائي الأمريكي هم ذوي البشرة السوداء ثم مواطنين من أصول لاتينية ومن ثم العرب والمسلمون.

المشكلة أن وجهة النظر الأمريكي على الرغم من مجانبة الصواب بكل وقاحة إلا أنها تجد مؤيدين ومناصرين في الوطن العربي ممن غسلت أدمغتهم من خلال الدعاية الأمريكية الذكية. جيل أناني لا يهمه إلا أن يأكل همبرغر ويشرب كوكاكولا و يشاهد سيلفستر ستالون. المثير للدهشة هو التوافق الغريب بين الأجندات الأمريكي وتلك التي تتبع تنظيم الإخوان المسلمين حول كثير من القضايا أهمها سوريا. وأنا لست أزعم أنَّ نظام الحكم في سوريا هو نظام فاضل وقد إرتكب الأخطاء مثله مثل غيره من الأنظمة, ولكن تنظيم الإخوان المسلمين له تاريخ أسود من العمالة للدول الغربية الإستعمارية التي كانت ومازالت تحتاج إليه في صراعها ضد التيارات القومية والوطنية والعلمانية.

إنَّ أي نقاش حول الأزمة السورية لا يتضمن الدور الأمريكي هو نقاش عقيم بدون أي نتيجة والهدف منه سياسي يمكن إختصاره بإجبار سوريا على الدخول في المنظومة الأمريكية للعولمة وإتفاقيات التجارة الحرَّة والخصخصة خصوصا البنك المركزي السوري. كما أنه لا يمكن إغفال النقاش حول دور الفيلسوف اليهودي الفرنسي والأب الروحي للتنظيمات الأصولية المتطرفة برنارد هنري ليفي الذي نجح في بالتعاون مع أبو مصعب الزرقاوي في تأسيس تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين والذي تم تغيير اسمه لاحقا إلى تنظيم داعش. المخابرات البريطانية ساهمت أيضا في الأزمة السورية من خلال تأسيس منظمة القبعات البيض التي ظاهرها أنها مجموعة دفاع مدني بينما هي في الواقع تتبع جبهة النصرة وأسَّسها ضابط متقاعد في جهاز المخابرات الخارجية(إم أي ٦) يدعى جيمس لو ميسورير والذي توفي في ظروف غامضة في تركيا حيث عثر عليه متوفيا قرب مكتبه في العاصمة التركية إسطنبول وفي ظروف ماتزال مجهولة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية















No comments:

Post a Comment