Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 9, 2022

الحركات النسوية, الرأسمالية والحرب ضد الإرهاب

هناك أمر أثار إهتمامي في موضوع الحركات النسوية التي بدأت في الكتابة عنها مؤخرا وهو انطلاقهم من من منطلق نظرية تفوق العرق الأبيض وقد تحدثت عن ذلك في موضوع سابق بعنوان "الحركات النسوية, العنصرية ونظرية تفوق العرق الأبيض." وهناك الكثير من الأمور التي يمكن تناولها فيما يتعلق بالحركات النسوية واجنداتها وعلاقتها مع المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة ودخولها ضمن منظومة الرأسمالية وتلك هي محاور الحديث في هذا الموضوع.

شركات صناعة السيارات, مواد التجميل, الجراحات التجميلية, المواد الغذائية وحتى السجائر تستخدم النساء في الترويج والدعاية لمنتجاتها. وعلينا أن لاننسى أن مؤسس علم العلاقات العامة الأمريكي إدوارد بيرني قد إستخدم العنصر النسائي في حملات ترويجية لصالح شركات صناعة التبغ ونجح في إقناع الرأي العام خصوصا من النساء أن التدخين بالنسبة للمرأة مرتبط بالتمرد والخروج عن التقاليد الذكورية التي كانت تحكم المجتمع الأمريكي. كما نجح في إقناع النساء بأن التدخين مرتبط بزيادة أنوثة وجاذبية المرأة. 

صناعات بمئات المليارات من الدولارات ترتبط مع جماعات النسوية والجمعيات التابعة لها والهدف هو المصلحة المشتركة للطرفين حيث تستمر الجمعيات النسوية في تحركاتها الاحتجاجية وإقناع النساء بمحاولة تغيير التقاليد والتمرد على الهيمنة الذكورية ودخول سوق العمل مما يعني تحقيق الإستقلال عن الرجل وأموال طائلة تصبُّ في جيوب تلك الشركات وحساباتها البمكية. الجمعيات النسوية والنسويات يطالبون بالمساواة في الأجور بين الرجال والنساء من البيض في الدول الغربية ولكن ذلك لا يشمل الملونين والأعراق الأخرى ولا حتى نساء دول العالم الثالث ممن يعملون في أماكن مزدحمة وخالية من معايير السلامة و بأجور رخيصة من أجل صناعة منتجات يتم استهلاكها في دول العالم الصناعي. 

إنَّ صناعة مواد التجميل يدخل فيها بشكل رئيسي مادة الميكا والتي تعتبر الهند مصدرا رئيسيا لها حيث يتم إستغلال النساء والأطفال خصوصا المراهقات في استخراج تلك المادة. ولكن النسويات ممن يروجِّن لمستحضرات التجميل بأنها وصفة سحرية من أجل زيادة جاذبية المرأة غير معنيين بحقوق أطفال ونساء الهند ولا حقوق النساء العاملات في المناطق الصناعية في الفلبين التي سوف تتعرض أحدهم الى الطرد من العمل إن أصبحت حاملا حيث لا ترغب الشركات في دفع الحقوق المالية المرتبطة بذلك.

الرأسمالية ابتلعت الحركات النسوية وأدخلتها ضمن منظومتها ولكن ذلك ليس الأمر الوحيد المثير للإشمئزاز فيما يتعلق بالحركات النسوية واجنداتها. تناقضات الحركات والجمعيات النسوية أكثر من أن تعد أو تحصى. أحدها العلاقة بين المجمع الصناعي العسكري وتلك الجمعيات التي تعتبر على سبيل المثال مؤيدة للحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان. الحروب الأمريكية في بلدان مثل العراق وأفغانستان تعتبر الوسيلة الوحيدة من أجل تحرير المرأة في تلك البلدان من القمع الذكوري الذي يفرضه الطغاة والأنظمة الحاكمة في تلك البلدان. حلال الحرب في أفغانستان والعراق كان من المثير للإهتمام تركيز أضواء الإعلام على المراسلات الصحفيات. في الحرب على العراق, كما برزت رواية تحرير المجندة الأمريكية جيسيكا لانش التي رواها الإعلام الأمريكي بطريقة أقرب إلى أفلام هوليود, القليل من الحقيقة والكثير من الأكاذيب وذلك في سبيل إبراز دور المرأة الأمريكية وبطولتها في مجال بقي حكرا على الرجال فترة طويلة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment