Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, July 26, 2022

الصين والولايات المتحدة, بداية النهاية للعالم كما نعرفه

هناك توتر كبير في الأجواء الدبلوماسية الدولية مصدره رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التي أعلنت نواياها زيارة تايوان في خطوة مستفزة للصين التي ردَّت وحذَّرت من عواقب الزيارة. إنَّ هدف نانسي بيلوسي من الزيارة ليس ما يتم إعلانه في وسائل الإعلام عن إظهار الدعم الى تايوان ولكن يبدو أنه محاولة من أجل التغطية على فضيحة تورط نانسي بيلوسي في تسريب معلومات الى زوجها إستفاد منها في بيع وشراء الأسهم في بورصة نيويورك. لكن هناك بعض الآراء أن الولايات المتحدة تحاول في تصعيد التوتر مع الصين استنساخ السيناريو الأوكراني حيث لم يكن هناك أي نوايا حقيقة في أن تنضم أوكرانيا الى الناتو, كما أن نانسي بيلوسي ليس لديها أي نوايا في زيارة تايوان.

الأمريكيون حكومة, سياسيين, مواطنين لديهم أنانية ونرجسية عجيبة في تعاملهم مع الآخرين, في إعطاء مصالحهم الأولوية.نانسي بيلوسي ليس لديها أي وازع أخلاقي في أن تشعل حربا عالمية ثالثة حتى تغطي على فضيحتها و زوجها. كما أن الولايات المتحدة تعيش حالة إستقطاب غير مسبوقة قد بدأت من خلال إنتخاب دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري سنة  رئيسا للولايات المتحدة. القناة التي كشفت عن فضيحة نانسي بيلوسي هي فوكس نيوز والتي معروفة تقليديا بأنها منبر للحزب الجمهوري الأمريكي.

ولو تركنا نانسي بيلوسي وفضيحتها و قصية زيارتها إلى تايوان وتحدثنا عن الصين التي ليس لديها مشكلة هي الأخرى في أن تبتلع العالم ولا تترك للأخرين حتى البقايا. مشكلة الصين تذكرني بدولة عربية هي مصر التي ليس لديها مشكلة هي الأخرى في أن تبتلع الوطن العربي بأكمله ولديهم حساسية من أي منافسة. الجامعة العربية مقرها في مصر وجميع الهيئات والمؤسسات التي تتبع لها يجب أن تكون مقراتها في مصر. مصلحة مصر في السياسة المحلية والدولية فوق أي اعتبار وفوق مصلحة أي دولة عربية أخرى. الصين تريد أن تستولي على الملاحة في بحر الصين الجنوبي رغم أن هناك دولا أخرى لديها حدود بحرية في تلك المنطقة ولكن الصين ترفض مجرد الإعتراف بذلك وتفرض موافقتها على أي ترسيم مستقبلي للحدود.

إنَّ حساسية الصين في موضوع تايوان وبحر الصين الجنوبي له علاقة مباشرة في مجال الطاقة وخطوط نقلها سواء البرية أو البحرية وكذلك خطوط التجارة والشحن الدولية. الولايات المتحدة التي ليس لديها مشكلة بدورها في أن تبتلع العالم ولا تترك للأخرين حتى الفتات تسعى الى محاصرة الصين في مجال الطاقة وبالتالي فرض الإرادة السياسية والاقتصادية الأمريكية عليها. الصين لديها أكبر ملكية من سندات وزارة الخزينة الأمريكية بقيمة تزيد عن ١.٣ تريليون دولار. ولكن الصين في السنوات الأخيرة بدأت تتراجع عن شراء تلك السندات بل بيع بعضها في الأسواق المالية الدولية حيث لاتزيد حيازة الصين حاليا عن تريليون دولار. الولايات المتحدة دولة تعتمد على الديون في تمويل إنفاقها الاستهلاكي وتراجع إقبال الصين ودول أخرى على شراء أدوات الديون الأمريكية يعتبر أمرا يثير التوتر على أعلى المستويات السياسية الأمريكية. الولايات المتحدة تحاول أن تفرض أسلوبها الاستهلاكي المعتمد على الديون على الآخرين ولو بالقوة إن لزم الأمر. 

خلاصة الأمر أنَّ هناك أسباب متعدِّدة للتوتر بين الصين والولايات المتحدة. الصين ترغب في الحصول على مكانة تجارية وسياسية دولية دون الدخول في تعقيدات مصطلح دولة عظمى بما يحمله من أعباء ومسؤوليات. بينما الولايات المتحدة مدفوعة بعدة عوامل قد يكون بعضها عنصريا تسعى الى الحد من النفوذ الصيني وتحجيمه والإبقاء على الصين عبارة عن مصنع للسلع الرخيصة الثمن التي تباع في الأسواق الإستهلاكية الأمريكية حتى يبقى المواطن الأمريكي راضيا عن حكومته وسياستها. وعندما لا يتبقى للصين دول يمكن استغلالها تجاريا ولا يتبقى للولايات المتحدة دول يمكن أن تستعمرها سياسيا وإقتصاديا, سوف تحصل المواجهة الكبرى بين الدولتين والتي سوف تجعل من سيناريو الحرب العالمية الثانية أمرٌ لطيف للغاية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment