Flag Counter

Flag Counter

Monday, July 11, 2022

جرائم الشرف, معايير إعلامية وأخلاقية مزدوجة

هناك ظاهرة منتشرة في جميع بلدان الوطن العربي وهي معيبة للغاية وتعتبر وصمة عار في جبين العدالة والنظام القضائي وهي جرائم الشرف. إن تعريف منظمة هيومان رايتس واتش لتلك الجريمة هو التالي:"جرائم الشرف هي أعمال انتقامية ، وعادة ما تكون الموت ، يرتكبها أفراد الأسرة الذكور ضد أفراد الأسرة من الإناث ، الذين يُعتقد أنهم جلبوا العار على الأسرة. يمكن استهداف المرأة من قبل (أفراد) أسرتها لأسباب متنوعة ، بما في ذلك: رفض الدخول في زواج مرتب ، أو أن تكون ضحية لاعتداء جنسي ، أو طلب الطلاق - حتى من شخص مسيء - أو (يُزعم) ارتكابها الزنا. إن مجرد تصور أن المرأة تصرفت بطريقة "تسيء إلى شرف" أسرتها يكفي لشن هجوم على حياتها."

إنَّ الذي نلاحظه من ذلك هو أن التعريف لا يختص جرائم الشرف بأشخاص من ذوي البشرة الداكنة أو السوداء, النساء من ذوي البشرة البيضاء يتعرضن الى القتل بسبب الخيانة الزوجية أو الغيرة العمياء ولكن الإعلام في دول الغرب لا يصف تلك النوعية من الجرائم بأنها جرائم شرف. إزدواجية وسائل الإعلام في دول الغرب في تعاملها مع تلك النوعية من القضايا تثير الاستغراب. على سبيل المثال, شخص أسود يقتل امرأة بيضاء تعتبر جريمة كراهية, شخص عربي يقتل إمرأة عربية تصنَّف أنها جريمة شرف, ولكن أن يقتل شخص أبيض إمرأة بيضاء يطلق عليها الإعلام وصف جريمة جنائية رغم أن الأسباب هي نفسها, الغيرة والخيانة الزوجية.

جرائم الشرف في الوطن العربي تعطي مرتكبها حكما بالبراءة في حال ثبت للمحكمة ارتكاب الجريمة بداعي حماية الشرف أو العرض كان يثبت للمحكمة أنه ضبط أحد نساء بيته مثل زوجته في حالة تلبس بارتكاب جريمة الزنا. وفي أحوال كثيرة قد تكون نساء العائلة الأكبر سنا هم من يقوم على تحريض الرجال بغسل العار وارتكاب جريمة القتل بداعي الشرف. وقد يقوم أحد الأشخاص المراهقين في العائلة بإرتكاب الجريمة بتحريض من أشخاص آخرين بالغين من أقاربه حيث لايمكن الحكم عليه بالإعدام أو السجن مع المجرمين البالغين بل قد يسجن في دار الأحداث فترة محدودة. كما أنه هناك الكثير من الجرائم ضد النساء يتم ارتكابها بدوافع مختلفة مثل خلاف على الميراث أو الزواج ضد رغبة العائلة ولكن يتم التستر خلف دواعي جريمة شرف من أجل عدم تطبيق عقوبة السجن أو الإعدام.

الجمعيات النسوية وعبر وسائل الإعلام تحاول تمرير أجندات غاية في التفاهة وذلك في إطار عنصريتها ضد نساء الملونين من الأعراق الغير بيضاء وإيمانهم المطلق بنظرية تفوق العرق الأبيض.كما أنَّ المعايير الإعلامية المزدوجة التي تحكم أسلوب عمل الجمعيات النسوية والناشطات النسويات عند تعاطيها مع مشكلات مثل جرائم الشرف هو دليل على أنَّ تلك الجمعيات لديها أهداف وأجندات أخرى غير تلك المعلنة وأنها تمارسها عبر شعارات براقة هدفها التلميع الإعلامي وإخفاء الحقائق.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment