Flag Counter

Flag Counter

Friday, July 22, 2022

الاستثمارات هي أحد أهم مكونات الناتج الإجمالي المحلي

إن الإستثمارات(Investment) هي أحد المكونات الأربعة للناتج الإجمالي المحلي وبالتالي تحتل مكانة مركزية في تفكير رجال الإقتصاد ومدراء المؤسسات الإقتصادية مثل البنوك المركزية, حيث يتم تشجيع الإستثمارات وتوفير البية الأمنة لها. إن الذي يميز الإستثمارات عن المكونات الثلاثة الأخرى للناتج الإجمالي المحلي وهي: الإستهلاك, الإنفاق الحكومي, صافي الصادرات, أنها تعد عاملا محفزا للتوظيف وتحسين الإنتاجية على المدى البعيد. إن الإنسيابية والشفافية في توافر المعلومات المتعلقة بأسعار الأسهم والأصول والسلع تشجع المستثمرين على المغامرة بأموالهم حيث سهولة حساب ناتج الربح والخسارة بينما يكون الوضع على العكس تماما في حال اضطراب الأسواق نتيجة عدم اتزان القرارات الإقتصادية الحكومية وانعدام الشفافية وعدم توفر المعلومات.

إن هناك شبه إجماع على أن السياسات النقدية المضطربة التي اتبعتها الحكومة الأمريكية أو حتى نكن أكثر وضوحا بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي كانت أحد أهم الأسباب التي أدت إلى أزمة ١٩٢٩-١٩٣٣. كانت تلك السياسات طاردة للاستثمارات بسبب رفع سعر الفائدة مما أدى إلى انخفاض السيولة في الأسواق وبالتالي ازدياد نسبة البطالة. إن هناك ثلاثة مناسبات مهمة خلال المائة سنة الأخيرة حيث كانت السياسات الحكومة الغير منضبطة والغير متوازنة السبب في أزمات إقتصادية وحلول شبح الكساد. الأولى سنة ١٩٣٠, الثانية سنة ١٩٧٠والثالثة سنة ٢٠١٠. 

إن السبب في تلك السياسات الغير منضبطة والتي أدت إلى اضطراب الأسواق  سنة ١٩٣٠ كانت بسبب سياسات التدخل الحكومية للرئيس هربرت هوفر والرئيس فرانكلين روزفلت والتي تعلقت بتحديد الأسعار وسياسة الدعم الحكومي وقوانين العمال ومصادرة الذهب من المواطنين والشركات ورجال الأعمال. إن أزمة الكساد العظيم لم تبدأ بالاختفاء إلا خلال الإنتعاش الإقتصادي الذي صاحب الحرب العالمية الثانية وقوانين الاقتطاعات الضريبية التي تم إقرارها سنة ١٩٤٦ حيث كانت ضريبة الدخل تبلغ خلال الحرب ٩٠% تقريبا. خلال فترة السبعينيات وبداية من سنة ١٩٧١, فقد عانى الإقتصاد الأمريكي بسبب تخبط السياسات الإقتصادية الحكومية خصوصا مع إلغاء إرتباط الدولار الأمريكي مع الذهب من قبل الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وسياسة تحديد الأسعار. 

إن التأثيرات التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي حاليا منذ بداية فترة رئاسة باراك أوباما مرورا بالرئيس السابق دونالد ترامب وحاليا جو بايدن هي نفس التأثيرات التي يعاني منها اقتصاد مضطرب حيث يتردد المستثمرين في المخاطرة بأموالهم بسبب حالة عدم اليقين في أسواق المال والأسهم, الصراعات المستمرة حول الميزانية الفيدرالية, قانون الرعاية الصحية, القوانين الضريبية والتشريعات المتعلقة بالبيئة. إن تصرفات الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب مثل محاولته إلغاء قانون أوباما كير, التراجع عن تطبيع العلاقات مع كوبا, الجدار الفاصل مع المكسيك, معارضته لاتفاقيات التجارة الحرة مثل النافتا و فرض ضرائب على واردات الصين من الحديد والصلب بذريعة حماية الإنتاج المحلي سوف تزيد من اضطراب الأسواق حيث يكون المستثمرون أكثر حذرا من المخاطرة بأموالهم في استثمارات غير مضمونة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment