Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, June 29, 2022

الحركات النسوية, العنصرية ونظرية تفوق العرق الأبيض

الحركة النسوية(The Feminist) هي أحد الأدوات الناعمة للتغيير والتأثير في الدول وسياساتها. وقد يزعم بعض المؤرخين أنها من أدوات حروب الجيل الخامس, الحروب الغير مباشرة, ولكن ذلك قد يكون خطأً يقع فيه الكثيرون لأن تاريخ النسويات يعود الى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فقد تطورت الحركات النسوية مع تطور الحركة الإستعمارية حيث وجدت النسويات ذوات البشرة البيضاء متنفسا لهم في المستعمرات حيث يمكنهم أن يتمتعوا بالإمتيازات التي تؤمنها لهم نظرية تفوق العرق الأبيض على السكان الأصليين الهمجيين والبدائين كما كانت تصوِّرهم وسائل الإعلام والمؤلفات والنشرات خلال تلك المرحلة الزمنية.

إذا, بداية الحركات النسوية كانت تعتمد على نظريات عنصرية حيث هيمنة وتفوق العرق الأبيض هي وجهة نظر قام أدولف هتلر على تطويرها من نظرية تفوق العرق الأبيض الى تفوق العرق الآري الجيرماني النقي على الأعراق البيضاء الأخرى والملونين والآسيويين. إنّ وجهات النظر التي تعتمد عليها النسويات في قضايا الحريات والمساواة بين الرجل والمرأة خصوصا في الأجور تبقى معتمدة على آراء عنصرية تطالب بإلغاء التمييز في الأجور ولكن تلك المطالبات لا تشمل النساء من ذوي البشرة الداكنة والأعراق الأخرى. هناك الكثير من العوامل التي تؤدي الى تفاوت في الأجور بين الرجال والنساء مثل المستوى التعليمي والخبرة والقدرة الجسمانية ولكن النسويات يرفض الإعتراف بتلك العوامل.

الحركات النسوية التي تهيمن عليها النساء من ذوي البشرة البيضاء تمثل فئة معينة وتدافع عن مصالحها مع التخلي عن باقي الأعراق وإعتبار هامشية في صراع المساواة بين الرجل والمرأة. مثال بسيط هو أنَّ الحركات النسوية في بريطانيا والولايات المتحدة والتي كانت تناضل في سبيل منح المرأة حق التصويت وذلك خلال القرنين التاسع عشر والعشرين حاولت تأسيس جمعيات نسوية في دول آسيوية وأفريقية في المستمعرات خصوصا في الهند من أجل الدفاع عن حق النساء في التصويت ولكن في الوقت نفسه مع تجاهل حق التصويت للنساء في الهند وإعتبار ذلك أمرا غير جديرٍ بالإعتبار.

كما أنَّ الحركات النسوية يتم إستغلالها من أجل أهداف سياسية. في المملكة العربية السعودية حيث كانت المرأة في السابق ممنوعة رسميا من الحصول على قيادة السيارة أو الحصول على رخصة, بدا تأثير الحركات النسوية في تلك المسألة واضحا وصل الى درجة التحريض على المملكة في وسائل الإعلام من نسويات سعوديات مثل منال الشريف التي أرسلت رسائل الى أعضاء في الكونغرس وحتى وزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون تطالبهم بالضغط على القيادة السياسية من أجل السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة. بينما في دول أخرى تتعارض مصالحها أو رؤيتها السياسية مع مصالح الولايات المتحدة أو بريطانيا حيث تظهر ناشطات نسويات هنا وهناك يحاولن لفت الإنتباه الى قضية هامشية عبر التعري الجزئي وفي بعض الأحيان التعري الكلي في الميادين والساحات العامة أو أثناء زيارات رسمية يقوم بها مسؤولون أجانب.

وفي ختام الموضوع هناك أمر لا بد من الحديث عنه وهو العلاقة بين الحركات النسوية والإسلام. والحقيقة أن الدين الإسلامي خصوصا تعدُّد الزوجات هو أحد أهم أهداف الحركات النسوية والناشطات النسويات. بينما يطول الحديث عن تاريخ العلاقة بين النسويات والدين الإسلامي خصوصا لو دخل الإستشراق عاملا رئيسيا في ذلك الحديث, إلا هناك أمثلة على تناقض الدول الغربية والحركات النسوية في تعاملها مع مسألة حقوق المرأة حيث من الممكن الإستعانة بقضية الفتاة السعودية رهف القنون كأحد الأمثلة.

رهف القنون هربت من أهلها أثناء قضائهم إجازة عائلية في دولة الكويت حيث إستقلت طائرة الى بلد آسيوي ومن ثم قامت بالإستعانة بموقع تويتر من أجل نشر قصتها التي تلقفتها بناء على ترتيب مسبق ناشطة نسوية مصرية مقيمة في كندا تدعى منى الطحاوي حيث قبلت الحكومة الكندية وبسرعة قياسية منحها حق اللجوء وتم إستقبالها في كندا من وزيرة الخارجية الكندية بنفسها والسبب هو خلافات سياسية بين كندا والسعودية لها علاقة بقضية الناشط رائف بدوي المعتقل في السجون السعودية. ولكن وزيرة الخارجية الكندية غير مهتمة وربما مسؤولون كنديون أخرون بسماع عشرات القصص عن تعرض النساء من السكان الأصليين الى جرائم قتل وإختفاء غامضة لم يتم التعرف الى فاعليها أو حتى بذل جهود كافية من أجل ذلك أو قضايا التمييز العرقي التي تتعرض لها النساء من السكان الأصليين وذوي العرق الأسود والآسيويات في التوظيف أو حتى إستئجار منزل.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment