Flag Counter

Flag Counter

Sunday, August 22, 2021

كلاكيت...أفغانستان وطالبان

هناك الكثيرين من التساؤلات عن دوافع الولايات المتحدة من أجل غزو أفغانستان والبقاء فيها 20 سنة ثم الانسحاب تاركة غنيمة من المعدات العسكرية والذخائر تكفي حركة طالبان عدة سنين من القتال. سيناريو مماثل في العراق حين انسحب الجيش العراقي من مدينة الموصل مخلفا وراءه كنزا ثمينا من المعدات والذخائر وحتى فرع البنك المركزي في المدينة بما فيه من أموال وسبائك ذهبية وعملة صعبة. الولايات المتحدة دخلت أفغانستان وهي بلد مدمرة بعد عقود من الحرب الروسية-الأفغانية والحرب الأهلية ثم فترة حكم طالبان الأولى وأحداث سبتمبر والحرب على الإرهاب. الوفود الدولية التي كانت تزور أفغانستان من أجل مشاريع إعادة الإعمار كانت تنفق الأموال في الحماية والإقامة والتنقلات وليس في إعادة إعمار البلاد التي طردت كل الغزاة في تاريخها منذ الإسكندر المقدوني الى الأمريكيين مرورا بالبريطانيين والإتحاد السوفياتي. 

ولعل الكثيرين يتسائلون لماذا لا تتعلم الدول الكبرى من دروس التاريخ؟ الإسكندر المقدوني لم يتمكن من الإقامة الدائمة في بلد إستمر سكانها في مقاومته عبر هجمات خاطفة وحرب عصابات في بيئة جبلية قاسية لا ترحم. البريطانيين أرسلوا عدة حملات عسكرية الى أفغانستان تعرض بعضها الى الإبادة حيث لم يترك الأفغان جنديا واحدا على قيد الحياة. الإتحاد السوفياتي أرسل مئات الآلاف من الجنود ودبابات وطائرات وإتباع أسلوب الأرض المحروقة ومع ذلك لم يتمكن من البقاء أكثر من 10 سنين وكان ينزف يوميا جرحى وقتلى وأسرى من خيرة شبابه وقادته. الولايات المتحدة وبعد عشرين سنة وإنفاق أكثر من تريليون دولار وتدريب وتسليح 350 جندي أفغاني, عاد جنودها الى بلادهم يلعقون جراحهم ويستعدون من أجل حرب جديدة في مكان ما من العالم إختارته الولايات المتحدة من أجل أن تصبَّ عليه لعناتها.

مفاوضات في العاصمة في العاصمة القطرية الدوحة ثم اتفاق سريع وانسحاب أسرع وسيطرة قوات طالبان بسرعة البرق على جميع الولايات الأفغانية باستثناء وادي بنجشير ودخولها العاصمة كابول. القوات البريطانية كانت تسابق الزمان من أجل تفكيك قاعدتها العسكرية في ولاية هلمند المعروفة بقاعدة(Bastion) وتعني في اللغة العربية القاعدة المحصَّنة حيث تكلَّف بنائها مليار دولار. الولايات المتحدة اختصرت الطريق والتكاليف وقامت بتسليم قواعدها الى قوات طالبان تسليم مفتاح بذخائرها وطائراتها ومعداتها الحربية. أغلب الولايات الأفغانية (إختصروا الشر) وسلموا مناطقهم الى طالبان سلميا بدون قتال. حتى العاصمة كابول دخلتها قوات طالبان بدون قتال بعد فرار الرئيس الأفغاني وكبار القيادات السياسية والعسكرية حاملين معهم ما تيسر من أموال. الجنود الأفغان سلموا أنفسهم وأسلحتهم الى طالبان وأعلنوا توبتهم قبل أن تقوم طالبان بالقبض عليهم وقطع رؤوسهم.

سقوط جميع الولايات الأفغانية باستثناء وادي بنجشير ودخول قوات طالبان الى العاصمة كابول أدى الى إحداث ردود فعل مختلفة ولكن أبرزها لدى الحركات السلفية وأحزاب الإسلام السياسي التي هلَّلَت وإحتفلت بذلك لأنهم لم يتعلموا من دروس التاريخ إذا إفترضنا أنهم يقرئونه. حركة طالبان خلال فترة حكمها الأولى(1996-2001) قدَّمت نموذجا سيئا ليس له علاقة بنظام حكم إسلامي نقي كما يزعم قادتها حيث إضطهدت النساء وحرمتهم من التعليم والعمل وأجبرت الرجال على إطالة اللحية ومنعت الموسيقى أنواع الفن من مسرح وسينما. وقد كان عناصر طالبان يجوبون شوارع المدن الأفغانية يضربون النساء والرجال الغير ملتزمين بإطالة اللحية بل ويعدمون بعضهم. وحاليا, بدأ طالبان بنكث تعهداتها والعفو الذي أعلنت عنه حيث تقوم بملاحقة المعارضين ومن تصفهم بأنهم خونة وتعاملوا المحتل الأمريكي. وحاليا تقوم فرنسا بدعم أحمد مسعود الذي خلَّفَ والده في قيادة التحالف ضد طالبان حيث أرسلت عراب الربيع العربي ومؤسس تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين برنارد هنري ليفي من أجل الإتفاق مع أحمد مسعود على مقتضيات المرحلة المقبلة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment