Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, August 18, 2021

ماذا بعد أن سيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول؟

هناك الكثير من الأسئلة المطروحة حول مستقبل أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على جميع الولايات باستثناء وادي بنجشير والتي تعني الأسود الخمسة باللغة الأفغانية. هل سوف تتحول الولاية الى معقل مقاومة ضد حركة طالبان كما حصل في السابق؟ مع الأخذ في عين الإعتبار أنَّ أحد أسباب عدم الإعتراف الدولي بحركة طالبان سابقا كان عدم سيطرتها على تلك الولاية وبالتالي على كامل أراضي أفغانستان. 

في كتاب حروب أفغانستان(The Wars Of Afghanistan), يصف السفير والمبعوث الخاص الأمريكي بيتر تومسين طبيعة الشعب الأفغاني الذي يقاتل ضد المستعمر ويطرده ثم يتفرغون من أجل قتال بعضهم بعضا. كما وصف طبيعة من يطلقون على أنفسهم المجاهدين الأفغان حيث تقاتلوا على السلطة والنفوذ خصوصا في العاصمة كابول حيث قصف المجاهدون بعضهم البعض بنفس الصواريخ التي كانوا يقصفون بها القوات الروسية. أما بالنسبة الى مصير الرئيس الأفغاني السابق نجيب الله وشقيقه الذي قامت حركة طالبان بإعدامهم بعد تعرُّضِهم للتعذيب سنة 1996 فما زالت تلك الحادثة مثالا على وحشية الحركة التي لن تتردد في الإنتقام من خصومها وبأبشع الطرق. 

انهيار القوات الحكومية كان عملية سريعة حيث سيطرت الحركة على أغلب المحافظات الأفغانية بدون قتال مع الجيش وقوات الأمن المتفوقين في العدد والعدَّة على قوات الحركة. القوات الأمريكية المنسحبة من قواعدها تركت كميات كبيرة من العتاد والذخيرة خصوصا الأسلحة الفردية والعربات المدرعة وحتى الدبابات في إعادة استنساخ سيناريو انسحاب القوات العراقية من الموصل وسيطرة تنظيم داعش على كميات كبيرة من العتاد والذخيرة وحتى صواريخ سكود بعيدة المدى.

إنَّ كلَّ ماسبق ذكره يثير الشكوك حول أسباب الغزو الأمريكي لأفغانستان, هل كان السبب تجارة الأفيون أم الثروات الطبيعية أم تصفية حسابات ضمن إطار الحرب الباردة؟ وقد تم الكشف مؤخرا عن ثروات معدنية في أفغانستان تبلغ تريليونات الدولارات خصوصا الليثيوم والمعادن النادرة(REEs). الصين التي تحتكر تقريبا إنتاج المعادن الأرضية النادرة بدأت في التودد الى طالبان مما سوف يضعها في صراع مباشر مع الولايات المتحدة. الثروات الطبيعية في أفغانستان تكفي من أجل تحويلها الى دولة متقدمة وثرية ولكن ذلك ليس عملية سهلة أو تلقائية. حركة طالبان ترسل رسائل متناقضة الى المجتمع الدولي أنها تغير وسوف تسمح بالحريات وتمنح المرأة حقوقها في الوقت نفسه تجبر النساء في أماكن سيطرتها على إرتداء البرقع وعدم الخروج بدون محرم. 

الأيام كفيلة بأن تكشف للجميع طبيعة حركة طالبان ونوع الحكم الذي سوف تمارسه في أفغانستان. هل سوف تعود أفغانستان الى عصور الجاهلية الأولى؟ هدم الآثار بذريعة أنها شرك و اصنام تعبد من دون الله. أم أنَّ الحركة تم تدجينها أمريكيا وأنها سوف تتحول الى فرانشايز أمريكي أخر في آسيا وتنفيذ أجندات سياسية وإقتصادية تراعي مصالح الولايات المتحدة بالدرجة الأولى؟ أسئلة سوف تجيب عنها الأيام القادمة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment