Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, August 18, 2021

يا حَبل الغسيل, حَبل الكذب قصير

مهرج أمريكي جديد قرر الإنضمام الى موكب السيرك الذي تديره وسائل إعلام أمريكية حول مقتل زعيم تنظيم القاعدة والعميل الأمريكي أسامة بن لادن. المهرج المدعو بيتر بيرغن وهو مؤلف ذكر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قرَّرَ الموافقة على الهجوم على منزل أسامة بن لادن المحصَّن في مدينة أبوت أباد الباكستانية بعد أن تمت مراقبة المنزل وتحديدا محتويات حبل الغسيل التي تم الإستدلال من خلالها أن الهدف زعيم تنظيم القاعدة وأنه متواجد في المنزل. ولكن ذلك يتناقض مع رواية أخرى أن الطبيب الباكستاني شكيل أفريدي هو من ساعد القوات الأمريكية في التأكيد على موقع اختباء زعيم تنظيم القاعدة حيث قام باستغلال وظيفته وتنظيم حملة تطعيم مزيفة ضد التهاب الكبد الوبائي في أبوت أباد والمناطق المحيطة بها.

إن مقتل أسامة بن لادن حدث أحيط به الغموض والكثير من التناقضات. أحد أهم تلك التناقضات هي رواية زوجته اليمنية أمل الصدّاح التي تواجدت معه في الغرفة لحظة مقتله وأنه قتل بطلقة في الرأس حين حاول من نافذة غرفته الاشتباك مع القوة المهاجمة وأنه كان هناك انتشار كثيف للقوات في محيط المنزل بما فيها قوات باكستانية. ولكنَّ الحكومة الباكستانية قبضت على الطبيب شكيل أفريدي ومازال في السجن حتى هذه اللحظة والسبب هو تعاونه مع الولايات المتحدة بدون معرفة الحكومة الباكستانية.

وهناك رواية مثير للجدل حول مصير جثمان زعيم تنظيم القاعدة وهي أنه أثناء اجتماع دار في مكتب كوفر بلاك الذي يشغل منصب رئيس عمليات مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمعروف إختصارا بمركز مكافحة الإرهاب), ذكر جاري تسشورين أحد أوائل ضباط الوكالة الذين يتم إرسالهم إلى أفغانستان, وذالك نقلا عن بلاك:"...يجب أن يتم قتلهم. أرغب برؤية صور لرؤوسهم على الحراب. أرغب برأس ابن لادن أن يشحن إلى الولايات المتحدة في صندوق مليئ بالثلج الجاف. أرغب في أن أكون قادرا على عرض رأس بن لادن على الرئيس. لقد وعدته على القيام بذلك " توقف للحظة ثم تابع قائلا " هل جعلت نفسي واضحا " وقد قام بلاك في حديث لصحيفة النيويوركر منتشيا بوصف المصير الذي ينتظر بن لادن حيث ذكر " سوف تحتاج لبعض الحمض الوراثي " كما قال حيث يحتاج العالم لإثبات أن بن لادن تم ذبحه. " هناك طريقة بسيطة للقيام بذلك. أمسك بمدية(سكين طويلة) واحتز رأسه, وسوف تحصل على دلو مليئ بالحمض الوراثي لتشاهده وتفحصه. إن ذالك يتغلب على فكرة حمل الجسم كله والرجوع به ".

وهنا إنتهى سرد الأحداث وبقي مجموعة ملاحظات وإستفسارات أولها لماذا بدت الدهشة على وجه الرئيس الأمريكي وبعض مساعديه حين كانوا يشاهدون بثا مباشرا للعملية؟ هل كان السبب المتاعب التي تعرضت لها طائرة الهيلوكبتر وأجبرتها على الهبوط الإضطراري مما قد يؤدي إلى فشل العملية؟ أم كان السبب لحظة مقتل زعيم تنظيم القاعدة؟ أم لحظة قطع رأسه؟ أم أن السبب كان تحطم طائرة الهليكوبتر التي كانت تحمل جثمانه حين إقلاعها ؟ أم أن حراس المنزل أطلقوا نيران قذائف الأر بي جي على الطائرة بكثافة؟ 

ثانيها هو كل شاركت القوات الباكستانية في الهجوم على المجمع السكني كما في رواية زوجة بن لادن اليمنية؟ أم أن الرواية الأمريكية التي تقول بمشاركة الفريق-٦ من قوات فقمات البحرية الخاصة هي الصحيحة؟ وأين كانت الأجهزة الأمنية الباكستانية والمطلوب رقم واحد في العالم يعيش ليس على حدودها بل وفي داخل أراضيها وقرب مدرسة لتدريب قواتها الخاصة؟ هل كانت متعاونة معه أم متعاونة عليه؟

ثالثها هو مراسم الدفن الإسلامية التي أقامها ضابط في الجيش الأمريكي وقام مترجم للعربية بترديد الطقوس والأدعية الدينية حيث قرأت أنها تضمنت تغسيل الجثة ولكن ألا يعلم الجيش الأمريكي أنه في تلك الحالة تدفن الجثة دون تغسيل؟

رابعها وهو هل قتل بن لادن أثناء محاولته الإشتباك من شباك غرفته مع القوة المهاجمة حيث أطلق عليه النار في رأسه كما ذكرت زوجته اليمنية؟ أم قتل حين إقتحام الغرفة التي كان فيها مع إثنين من النساء حسب الرواية الأمريكية؟ أحد تلك النساء هي زوجته اليمنية التي كانت تعيش في الطابق الثالث من هي الأخرى؟ مع العلم أن تلك الرواية تتناقض مع رواية أخرى أنه كان في الغرفة مع إمرأة واحدة فقط هي زوجته اليمنية؟

خامس تلك الإستفسارات هو عن مقتل جميع أفراد القوة الخاصة التي شاركت في العملية بتحطم طائرة هيليكوبتر-شينوك كانت تقلهم مع سبعة جنود أفغان بعد العملية بفترة قصيرة حيث كانوا في طريقهم للإغارة على تجمع لعناصر طالبان. الطائرة أسقطها عنصر من طالبان بقاذف أر بي جي حسب الرواية المتداولة. حتى تلك الحادثة ثار حولها الكثير من الجدل خصوصا حول كشف الرئيس الأمريكي ونائبه معلومات عن فريق المهام الخاصة الذي قام بتنفيذ العملية بما يعارض أبسط مبادئ السرية, الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بالفزع والإتصال بأسرهم طالبين حذف أي معلومات تشير إليهم من الفيسبوك أو مواقع التواصل الإجتماعي حتى لا يتتبع أثرهم من يحاولون الإنتقام حيث يتحول الصياد إلى المُطارد.

سادس تلك الإستفسارات مما قد لايخطر على بال أحد وهو حول مقتل رئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٧ حين خروجها من تجمع انتخابي لأنصارها في مدينة روالبندي. هل كان سبب مقتلها هو تصريحاتها المتكررة بأن أسامة بن لادن توفي منذ سنة ٢٠٠١ نتيجة إصابته بمرض في الكلى؟ هل هناك من كان يخشى وصولها لمنصب رئيس الوزراء في حال فوز حزبها في الانتخابات التي كانت سوف تقام سنة ٢٠٠٨ وبالتالي فإن تصريحاتها سوف يصبح لها مصداقية أكثر وتتعزز بتقارير سوف تصبح بحوزتها بحكم منصبها؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment