Flag Counter

Flag Counter

Saturday, August 14, 2021

رواية إنتحار أدولف هتلربين الحقيقة والخيال

دخلت القوات السوفياتية وقوات الحلفاء برلين وتم الإعلان عن سقوط ألمانيا النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية التي حصدت أكثر من 70 مليون بين قتيل, جريح ومفقود. بتاريخ 2/مايو/1945, رُفع علم الاتحاد السوفياتي فوق مبنى الرايشتاغ وانتهت أحلام هتلر في إقامة الرايخ الثالث الذي سوف يستمر ألف سنة قادمة. وخلال عمليات البحث حول مخبأ هتلر المحصن ثم العثور على ما وُصِفَ حينها بأنه جثة أدولف هتلر وإيفا براون التي تزوجها قبل ساعات قليلة من انتحارهما المفترض في مخبأ هتلر المحصَّن الذي يقع أسفل مبنى المستشارية.

وقد أثيرت الشكوك منذ البداية حول حقيقة إنتحار هتلر أم تمكِّنه من الهروب الى المنفى في منطقة باتاغونيا التي تقع على الحدود بين الأرجنتين وتشيلي وتتميز بطبيعة جغرافية ساحرة وعدد كبير من السكان من أصول ألمانية يعتبرون من الموالين للحزب النازي. هتلر أقام في أحد المزارع في تلك المنطقة حتى توفي سنة 1962 وقد أنجب إبنتين من زوجته إيفا براون.

هناك عدد من الأدلة والقرائن على أن هتلر قد تمكن من الهروب مع زوجته إيفا براون ولم ينتحر. الزعيم السوفياتي ستالين والمارشال غيورغي جوكوف كانا من المشككين برواية انتحار أدولف هتلر. حتى أنَّ الرئيس الأمريكي السابق دوايت أيزنهاور عبَّرَ عن شكوكه الى نظرائه السوفياتي حول رواية إنتحار هتلر. الفحوصات التي تم إجرائها على الجمجمة التي يحتفظ بها الأرشيف السوفياتي وفيها ثقب رصاصة أثبتت أنها تعود الى إمرأة عمرها يقل عن 40 عاما. ليس هناك أي حديث عن فحوصات تخص بقايا جثمان إيفا براون كما أن عددا من أقاربها قد اختفى بصورة غامضة. هناك عدد من كبار قادة النازية اختفوا ولم يعثر لهم على أثر منهم هاينرش مولر ومارتن بورمان والذي كان سكرتير هتلر ومستشاره الشخصي وكاتم أسراره. المثير للإستغراب أن أسرته رفضت رواية وفاته والعثور على جثته في أكثر من مناسبة وأصرَّت أنه حي يرزق. هناك حركة تحويل أموال وأصول الى دول في أمريكا اللاتينية خلال الفترة التي سبقت سقوط الرايخ الثالث حيث من الممكن ملاحظة زيادة احتياطي الذهب في دول مثل الأرجنتين والبرازيل وبكميات ضخمة وزيادة أصول ورؤوس أموال شركات ألمانية قائمة. هناك تقارير عن حركة قوافل غواصات ألمانية(U-Boat) بين جزر الكناري الإسبانية والأرجنتين حيث يعتقد أنَّ أحدها كان يقلُّ الزعيم النازي وزوجته.

هناك أمر لم يلتفت إليه الكثيرون وهي أن تضارب الروايات حول إنتحار هتلر بإطلاق الرصاص على صدغه الأيمن أو في فمه. كما أنه لم يكن هناك حاجة الى ابتلاع حبة السيانيد لأن إطلاق النار على الصدغ أو في الفم هو أكثر من كاف للتسبب بالوفاة الفورية. المؤرخ البريطاني Ian Kershaw ذكر في كتاب السيرة الذاتية التي قام بتأليف عن هتلر في الفصل رقم 28 من الكتاب أنه كان يفكر في الهروب من العاصمة برلين الى منطقة Obersalzberg حيث يوجد منزل هتلر الثاني المعروف بإسم (Berghof) أو وكر الذئب مما يعني أنه الإنتحار لم يكن خيارا لديه حتى في أحلك الظروف التي كان يمر بها. في نفس الفصل رقم 28 من الكتاب, ذكر المؤلف أن ماجدا(Magda) زوجة وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز قد طلبت من هتلر الخروج من برلين خلال الدقائق التي سبقت دخوله الى الغرفة مع إيفا براون و انتحارهما. كما أنه وبعد دخول الزوجين الى الغرفة, كانت هناك عشرة دقائق لم يسمع فيها أي صوت حتى من Otto Günsche الذي كان ضابطا رفيعا في القوات الخاصة(SS) والذي كان يقف على حارسا على باب الغرفة. ومن ثٌمَّ أخذ هاينز لينج برفقة مارتن بورمان زمام المبادرة وقاموا بفتح باب الغرفة بهدوء وأعلنت وفاة هتلر وإيفا براون. الغريب في الأمر أنه من المفترض أن هتلر قد أطلق الرصاص على نفسه بعد ابتلاع حبة السيانيد على الرغم من عدم سماع صوت إطلاق نار وهو مايتناقض مع رواية أخرى وهي الشائعة أن طاقم العاملين في مخبأ هتلر المحصن والمسؤولين الألمان المتواجدين فيه قد سمعوا إطلاق نار بعد وقت قصير من دخول هتلر وإيفا براون الى غرفة هتلر في المخبأ المحصن.

والسؤال هو هل تمَّ إستخدام بدلاء عن هتلر وإيفا براون وتنفيذ أحد أكثر عمليات الخداع والتضليل إتقانا في التاريخ؟

الإجابة هي أن ذلك احتمال وارد. رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل, الزعيم السوفياتي ستالين والقائد العسكري البريطاني برنارد مونتغمري جميعهم كان لديهم بدلاء. الرئيس العراقي السابق صدام حسين وإبنه كان لديهم بدلاء.

هناك الكثير من الغموض حول عدد من الأحداث المتعلقة بنهاية الحرب العالمية الثانية, تساؤلات تثير الكثير من الشكوك التي لم يتم الإجابة عليها حتى هذه اللحظة. على سبيل المثال قطار الذهب الألماني الذي اختفى في أحد الأنفاق في أحد المدن جنوب غرب بولندا وهي منطقة كانت في السابق تتبع ألمانيا, إختفاء الأسرار العسكرية الألمانية مثل المدفع العملاق(V3) والمحركات الصاروخية وطائرة الشبح الألمانية(هورتون229) وغيرها الكثير من الأسرار. هروب هتلر هو أحد تلك الأحداث الغامضة حيث تداخلت فيها الحقائق مع مروجي نظرية المؤامرة. وكما نُقِلَ عن رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل:"التاريخ يكتبه المنتصرون."

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment