Flag Counter

Flag Counter

Monday, August 23, 2021

قطر, طالبان, أسامة فوزي وعبد الهادي راجي المجالي

لست أشكُّ في عروبة الصحفي الأردني عبد الهادي راجي المجالي ولا في قومية الرجل الذي عبَّرَ عن مواقفه يوم كانت الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ويوم راهن على الخلاخيل وقصائد الريحان والياسمين كما ذكر في موضوعه (دمشق) وكسب الرهان في لحظات مجنونة تنبَّأ بعضهم برحيل الرئيس السوري خلال أسابيع قليلة بل وخلال أيام معدودة. كسب عبد الهادي راجي المجالي الرهان ورحلوا جميعا وبقي الأسد في عرينه. ولست منجِّما ممن يتنبأون بالغيب لأنه كذب المنجمون ولو صدقوا. ولست مثل أسامة فوزي الذي كان يخوض في الأعراض ويقذف المحصنات ويزعم في الوقت نفسه أنه يعرف الدين أكثر من تجار الدين وتحالف ضد قطر ثم تحالف مع قطر وحلف بشرفه أنه لم يقبض ديناراً ولا ريالاً ولا دولاراً.

ولكنني كنت أتوقع عودة طالبان طال الزمن أم قصر لأن التاريخ يحكي والتاريخ ليس قرائة فنجان أو طالع الكف كما تفعل العرافات مقابل قروش قليلة. أفغانستان قاهرة الإمبراطوريات, دخلها الإسكندر المقدوني وخرج منها يجر أذيال خيبته وهو الذي وصل مشارق الأرض ومغاربها. دخلها البريطانيون الذي خرجوا منها بعد أن أباد الأفغان جنودهم وتركوا بعضا منهم أحياء حتى يحكوا روايتهم وأهوال تلك المعارك حتى يتَّعِظَ كل من يقرأ التاريخ. ولكن الإتحاد السوفياتي لم يتَّعظ وكان يعتقد أنها نزهة فغرق فيها أوحالها عشرة سنين. ومن ثم الولايات المتحدة التي لم تتعظ من جميع ما سبق وغرقت في أوحالها عشرين سنة أو هي أغرقت نفسها. 

كما قال أحدهم في الولايات المتحدة:"War is Business, and business is good," لأن من كانت صنعتهم الحرب لا يمكن أن يحترفوا مهنة غيرها, وإن لم يجدوا حربا في طول العالم وعرضه, هناك الكثير من النار تحت الرماد, فتن نائمة تنتظر من يوقظها. أفغانستان كانت ساحة تجارب والعراق قبلها, ساحة تجارب الأسلحة الجديدة والتخلص من مخزون الأسلحة القديمة وتدريب حي وحقيقي للجنود استعدادا للجولة القادمة. عقود بعشرات المليارات من الدولارات ذهبت الى شركات أمن خاصة حيث قارب عدد المتعهدين الخاصين كما يطلق عليهم في وسائل الإعلام الأمريكية الى ما يعادل عدد الجنود النظاميين. فيروس الخصخصة الرأسمالي, حتى الحرب يتم خصخصتها. 

القوات البريطانية قامت بتفكيك حتى قماش الخيم التي كانت تأوي جنودها والولايات المتحدة تركت طائرات ودبابات وأسلحة وذخائر تكفي قوات طالبان من أجل إقتحام وادي بنجشير عشرات المرات ومن لا يرى من الغربال سوف يكون أعمى. قادة القبائل الأفغانية سلموا المدن الى طالبان تسليم مفتاح بهدوء وبدون قتال, الجنود الأفغان استسلموا وبعضهم إنضم الى قوات طالبان لأن مصيره سوف يكون معروفا في حال لم يفعل. الكثير من الأفغان يعتبرون حركة طالبان على عيوبها وسلبياتها حركة مقاومة وطنية وينظرون الى القوات الأمريكية على أنها قوات احتلال وكل من يتعاون معها خائن وذلك جعل من الممكن أن تسيطر طالبان على أفغانستان بتلك السرعة حيث لم يبقى خارج سيطرتها إلا منطقة وادي بنجشير التي تحاصرها قوات الحركة من كل الإتجاهات.

لماذا تتدخل الولايات المتحدة ودول غربية في شؤون الأخرين؟ ومن يعطيها ذلك الحق؟ تدَخَّلت الولايات المتحدة في العراق وكانت النتيجة تنظيمات متطرفة جعلت العراقيين يترحمون على أيام تنظيم القاعدة. حتى الصومال ذلك البلد الإفريقي الفقير تدَخَّلت فيه الولايات المتحدة وأسقطت حكم تنظيم المحاكم الإسلامية وهو تنظيم قبلي وكانت النتيجة تنظيم الشباب الدموي المتطرف. فرنسا تدَخَّلت في مالي لأنها ترغب في نشر قيم الديمقراطية والثورة الفرنسي بينما هدفها الحقيقي هو مناجم الذهب واليورانيوم. 

والسؤال هو هل سوف تترك الولايات المتحدة ودول غربية أفغانستان وأهلها حتى يقرروا مصير بلادهم أم أنها نشهد بداية حرب أهلية وحقبة دموية عناوينها الاضطراب والفوضى وسفك الأفغاني دماء أخيه الأفغاني على مذبح الحرية الأمريكية والأطماع الغربية في أفغانستان وثرواتها الطبيعية التي تقدَّرُ بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment