السبب هو الشحن الطائفي وليس تسجيل صوتي مجهول يهين الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. أكلت يوم أكل الثور الأبيض وبعد أحداث الساحل, الدور على الدروز ولاحقا على الأكراد والمسيحيين. العقلية التكفيرية والتحريض والشحن الطائفي الذي يمارسه يوميا نشطاء على اليوتيوب ومنابر الجوامع والفضائيات والأهم وسائل التواصل الإجتماعي هو السبب وبالتأكيد التخلف العربي.
الدعوة الى النفير في المساجد والجوامع والزحف الى الساحل السوري بسبب عدد لا يزيد عن ٣٠٠ شخص ممن يصفهم إعلام السلطة الحالية أنهم فلول. أنا والله شخصيا مستغرب من الحاجة الى ٥٠٠ ألف متطوع والأغاني والأهازيج الحماسية كأنهم ذاهبون الى تحرير فلسطين بينما عندما توغل العدو الإسرائيلي في الأراضي السورية وأقام قواعد دائمة, كأن على رؤوسهم الطير. أين المتطوعون؟ أين إعلان النفير؟ أين مفتي إعزاز الذي دعا الى قتل العلويين ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة؟ أين القوات الخاصة والنخبة والفصائل؟
والآن الدور على جرمانا في ريف دمشق حيث يسكن غالبية من الدروز والمسيحيين, عصفورين في حجر واحد. ولكن كما قال في أحد المناسبات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "مش كل الطير اللي يتاكل لحمه" والدروز لديهم موقف واحد ومرجعية موحدة ورأي واحد على عدم تكرار أحداث الساحل في مناطق الدروز. كما أنهم منذ أيام حكم النظام السابق, كانوا صفا واحد ولم يقدر عليهم بشار الأسد أو أجهزته الأمنية.
الفصائل التي توجهت من كل مكان في سوريا الى جرمانا متأثرة بدعوات الجهاد المقدس ضد الكفار أعادت حساباتها بعد أن فشلت في اقتحام المنطقة و وصول تعزيزات ضخمة من السويداء وتحرك دروز فلسطين المحتلة وتدخل طيران أولاد العمومة الطير الأبابيل وقصف مجموعات من فصائل مسلحة كانت تستعد لإقتحام جرمانا وممارسة قتل كل كائن حي يتحرك أمامها.
المثير للسخرية أن ناشطا سوريا يتفاخر بأنه يعيش في تركيا بحماية جهات أمنية يحرض على الدروز ويظهر في فيديو يشتم الدروز في أعراضهم ويتحدث عن خيانتهم بسبب الإستعانة أو طلبهم مساعدة الإسرائيلي أو الحماية الإسرائيلية. المعارضة السورية قبل ذلك طلبت تدخل الجيش الإسرائيلي ضد بشار الأسد وكانت تهلل عند قصف الطيران الإسرائيلي مواقع الجيش السوري وينتظرون قبل وقوع القصف بكاميراتهم حتى يصوروا فيديو مما يؤكد عمالتهم واطلاعهم على موعد تنفيذ الهجوم. تنسيقيات إسرائيلية كانت تقدم الدعم والتمويل الى مسلحين في سوريا وجرحى المعارضة السورية كانوا يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية.
دي خيانة ولا مش خيانة يا متعلمين يا بتوع المدارس
دمتم بخير وعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية