Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, August 30, 2023

سوريا...الى أين؟

لماذا لا يريد البعض سواء بإرادتهم أو بسبب جهلهم أن جميع الأحداث في سوريا منذ أكتوبر/٢٠١٠ لا علاقة لها بشخص الرئيس السوري بشار الأسد أو والده أو الصراع الشيعي-السني, لكن هي امتداد لعمليات التدخل الغربي المستمرة خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا في سوريا. القضية ليست كما يختصرها البعض بأن الحكومة زادت الأسعار وأن القوة الشرائية للعملة السورية أصبحت ضعيفة وأن الغلاء يلتهم الأجور بسرعة متزايدة يوما بعد يوم. لماذا إذا تظاهروا عندما كانت الظروف المعيشية مناسبة والقوة الشرائية للعملة السورية في أفضل حالاتها وهناك إكتفاء ذاتي من القمح والمحاصيل الزراعية الأخرى؟

يصف تيم واينر مؤلف كتاب "إرث من الرماد" عن تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عمليات التدخل الأمريكية في سوريا منذ سنة ١٩٤٩ التي إستخدمت خدعاً قذرة وإستمرت عشرة سنين من أجل الإطاحة بالحكومة السورية. المخابرات المركزية الأمريكية قدَّمت الدعم الى حسني الزعيم الذي وقع إتفاقية الهدنة وأخرى لها علاقة بخط النفط(التابلاين) قبل أن يطيح به انقلاب أديب الشيشكلي سنة ١٩٤٩ والذي قدَّمت له الولايات المتحدة أيضا الدعم. سنة ١٩٥٥ بدأت الولايات المتحدة في التحضير لانقلاب آخر في سوريا من خلال عميل السي أي أيه كيم روزفلت وعميل المخابرات العسكرية البريطانية جورج يونغ ولكن حرب السويس ١٩٥٦ أفسدت تلك المحاولة حيث تغيرت الظروف الدولية والإقليمية وبدأت سوريا في الإقتراب أكثر من مصر جمال عبد الناصر و الإتحاد السوفياتي الذي تدخل في أزمة السويس وضرب نيكيتا خروتشوف بحذائه على طاولة الأمم المتحدة.

الولايات المتحدة لديها تاريخ حافل بمحاولات الانقلاب وعمليات التدخل العسكري في منطقة الشرق الأوسط خصوصا سوريا وذلك بطريقة مباشرة أو من خلال وكالة المخابرات المركزية أو من خلال دول أخرى حليفة مثل تركيا. الربيع العربي الذي تستمر قناة الجزيرة القطرية في الإعلان عنه بأن مازال مستمرا ليس إلا أحد مشاريع الولايات المتحدة للتغيير في المنطقة والذي قام باراك أوباما بالترويج له في خطابه في جامعة القاهرة سنة ٢٠٠٩.

ولكن ماهو الهدف من الربيع العربي؟

الإجابة هي أن جميع الدول التي حاربت سنة ١٩٧٣(سوريا ومصر) أو قدمت الدعم(العراق, ليبيا, تونس, الجزائر, المغرب, الأردن) هي هدف الربيع العربي الذي نجح في تدمير بعضها بينما البعض الأخر ينتظر دوره وماهي إلا مسألة وقت, لا أكثر ولا أقل. الهدف من الربيع العربي هو أمن دولة الكيان الصهيوني وأمن الطاقة حتى لا يتم تكرار تجربة الحظر النفطي(١٩٧٤-١٩٧٥) والذي سوف تتعرض جميع الدول التي شاركت فيه الى عمليات التدخل الأمريكية بطريقة أو بأخرى. السعودية هي أحد الدول التي شاركت في الحظر النفطي بفاعلية من خلال الملك فيصل آل سعود رحمه الله والذي توفي نتيجة عملية اغتيال سنة ١٩٧٥ مازالت تحوم حول ظروفها الشبهات.

سوريا هي ضحية مخططات التدخل الأمريكية أو التي يطلق عليها البعض مؤامرات ولو أنني أعتقد بأن استخدام ذلك المصطلح محاولة غير موفقة من أجل وصف الأحداث في سوريا. إن تدبير المؤامرات تلازمه السرية والكتمان ولكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تعلن في العلن من خلال مراكز الأبحاث والمفكرين والسياسيين عن نواياها العدوانية ضد سوريا ودول أخرى بالطبع وذلك لا يخفى على أحد. إن الأحداث الحالية في سوريا ليس لها علاقة بشخص الرئيس السوري بشار الأسد والأحداث التي حصلت خلال فترة حكم والده ليس لها علاقة بشخصه أيضا ولكن لها علاقة بموقع سوريا الإستراتيجي وتاريخها العريق الذي يسعى الغرب الى تدمير والى تدمير النسيج الاجتماعي المتماسك للشعب السوري ونشر الطائفية والتفرقة والأهم ثروات سوريا من النفط والغاز. الولايات المتحدة تعلن أن سبب تواجدها في سوريا هي محاربة تنظيم داعش ومكافحة الإرهاب ولكن تنظيم داعش لا يقوم بعملية واحدة ضد القواعد العسكرية الأمريكية أو التركية ولا حتى تنظيم جبهة النصر رغم أن أجنداتهم المعلنة هي قتال الغرب الصليبي والكفار.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية











No comments:

Post a Comment