Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, August 29, 2023

صناعة التفاهة, وكيف نتصدى للتافهين؟

كما ينقل من كتاب "عصر التفاهة" من تأليف الفيلسوف الكندي آلان دونو بأن مواقع التواصل الاجتماعي نجحت في ترميز التافهين(جعلتهم رموزا) وأن التافهين يساندون بعضهم البعض, فقد ظهر أحد أولئك التافهين الذين تم ترميزهم وهو يتحدث في أحد الفيديوهات عن نجاحاته والدخل المالي الجيد الذي يحققه من اليوتيوب والفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الإجتماعي الذي يزيد عن ٢٠٠٠ دولار في الشهر في بلد متوسط معدل الرواتب هو ٤٠٠ دولار/شهر. 

الرحالة الأردني قاسم الحتو أو صانع المحتوى وهي مهنة من لا مهنة له مثل لقب ناشط حقوقي يطلقه بعض الأشخاص على أنفسهم أو تطلقه عليهم وسائل الإعلام لأنها تعجز عن إيجاد تسمية بديلة. هناك رحالة أردني آخر هو جو خطاب قبض عليه في الأردن بسبب إستخدام الدرون في أحد مناطق الأردن بدون تصريح حيث تم احتجازه في مخفر الشرطة يوم واحد ومصادرة الدرون خصوصا بسبب وجود وحدة عسكرية قرب موقع التصوير. جو خطاب كذب على متابعي قناته أنه تم احتجازه سبعة أيام وأنه من المفترض أن تتم معاملته معاملة تمييزية واستثنائه من القوانين والتعليمات لأنه يروج للأردن سياحيا.

هناك قناة د. معن القطامين, وزير سابق وحاصل على دكتوراه في الإقتصاد, على اليوتيوب الذي ينشر فيديوهات لها علاقة بالشأن العام في الأردن وفيديوهات أخرى أكثر من رائعة عن الاقتصاد العالمي ولكن عدد المتابعات قليل وتقريبا ليس هناك أي تعليقات وربما ذلك دليل على أن المواضيع التي يتحدث فيها د.معن القطامين أكبر من أن تستوبها عقول الأردنيين المشغولين بأمثال قاسم الحتو وجو الخطاب.

يوتيوبر وصانع محتوى و رحالة هي ألقاب تمنح للتافهين حتى يحسوا بأهميتهم وأنهم يحققون إنجازاً في الحياة. قاسم الحتو ظهر في فيديو يتحدث عن نجاحاته وإنجازاته وأنه قام بحملة جمع تبرعات ناجحة تم تخصيصها لصالح كينيا, دولة إفريقية, وليس الأردن لأن حملة تبرعات من أجل الأردن لن تحقق تلك الضجة الإعلامية التي يسعى اليها أمثال قاسم الحتو الذي ظهر على قنوات المعارضة السورية مثل أورينت يعتذر بتذلل عن حلقة أحد حلقاته التي تم تصويرها في سوريا رغم أنها لا تتعرض الى أي محتوى سياسي وزاد الطين بلة مزاعمه بأنه لا يغير مواقفه ولا يقبل التعرض للضغوط رغم ظهوره عدة مرات على قنوات اورينت وقبوله الضغوط وتغيير مواقفه.

المثير للشفقة على حالة المجتمعات أن التافهين وصناعة التفاهة أصبحت حالة سرطانية منتشرة وعلاجها صعب للغاية. التافهون يساندون بعضهم البعض ونجحوا في صناعة شبكة دعم وعلاقات اجتماعية تعتبر حاضنة لهم ويعملون باستمرار على إفساد المجتمعات وتغيير مفهوم النجاح الى صناعة التفاهة.

إن التصدي للتفاهة والتافهين مهمة صعبة بل وشبه مستحيلة لأن صناعة التفاهة أصبحت من خلال استخدام أحدث وسائل الدعاية والبروباغندا وعلم النفس والإجتماع أشبه ما يكون بحالة من الإدمان في عصر الهواتف الذكية, القنوات الفضائية والإنترنت. الحكومات عليها مسؤولية والأسر أيضا عليها مسؤولية في مراقبة ومتابعة أبنائها وطبيعة المحتوى الذي يشاهدونه منذ صغرهم سواء على التلفاز او الإنترنت. الأشخاص أنفسهم لديهم مسؤولية في صناعة وعي إيجابي خاص بهم بحيث يتم توجيه البوصلة نحو الإتجاه الصحيح وذلك من خلال تخصيص أوقات الفراغ للقيام بأمور نافعة تزيد الرصيد المعرفي مثل القراءة أو التوسع في مجال الدراسة من خلال الاطلاع على مراجع خارجية بديلا عن تضييع الوقت الثمين في مقاهي الإنترنت والكافيهات.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment