Flag Counter

Flag Counter

Thursday, August 17, 2023

أسرار الثورة العربية الكبرى, التاريخ يعيد نفسه

الثورة العربية الكبرى(1916-1918) ربما تكون أهم حدث تاريخي تمر به منطقة الشرق الأوسط في تاريخها لأنها أثَّرت ومازالت حتى يومنا هذا على حاضر المنطقة ومستقبلها. شريف مكة حسين بن علي أعلن عن بداية الثورة ضد الإحتلال العثماني بإطلاق رصاصة من شرفة قصره في مكة وفي رواية أخرى إطلاق أول رصاصة ضد الحامية العثمانية في قلعة أجياد في مكة المكرمة. بريطانيا ودول الحلفاء كانت تواجه صعوبات بالغة في مختلف الجبهات في الحرب العالمية الأولى وكانت الجبهة في فلسطين وبلاد الشام على وجه العموم  بالغة الصعوبة بسبب التحصينات والقوات العثمانية المتواجدة في المنطقة.

بريطانيا خاضت معركة إعلامية ونفسية لاتقل شراسة عن القتال في ميادين المعارك في محاولة منها من أجل كسب ود السكان المحليين وشيوخ القبائل وزعماء المنطقة ومنهم الشريف حسين بن علي. وفي سبيل تحقيق مصالحها, قدَّمت بريطانيا الوعود بتأسيس دولة مستقلة للعرب تحت حكم أسرة الأشراف الهاشمية ذات الأصول الحجازية التي كانت تتعرض الى المضايقة من قبل حليف أخر للبريطانيين في المنطقة, عبد العزيز آل سعود أحد حكام منطقة نجد. الوعود البريطانية تمت صياغتها في مراسلات الحسين-مكماهون ولكن بريطانيا كانت نواياها الغدر بالشريف حسين لأنها بالتأكيد لم تكن تسعى الى تأسيس دولة قوية للعرب وكانت الأولوية تنفيذ إتفاقية سايكس-بيكو و وعد بلفور وتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين.

هناك خطأ تاريخي شائع يتمسك به أنصار الخلافة العثمانية من أتباع تيارات الإسلام السياسي وحزب التحرير وهو إتهام الشريف حسين بالتحالف مع (الكفار) وخيانة دولة الخلافة الإسلامية. إنَّ من يروجون مصالح حزبية وسياسية ضيقة لايهتمون الى رواية الحقائق التاريخية وهي أن دولة الخلافة المزعومة لم تكن موجودة لأنها جماعة الإتحاد والترقي عزلت السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909 ونصَّبت شقيقه (...) خليفة صوري لايحكم ولايملك من أمره شيئا وبالتالي فإن الشريف حسين بن علي أعلن الثورة على الدولة التركية الطورانية العنصرية التي كانت تكره العرب وتتمنى فنائهم حيث أرسلت شباب العرب الى جبهات القتال في القوقاز, اليونان وتركيا وجمعت بالقوة المحاصيل والغلال مما أدى الى إنتشار المجاعة. جمال باشا(السفاح) علق المشانق للوطنيين العرب في دمشق وبيروت بتهمة التعامل مع سفارات دول أجنبية بينما كانت قيادة الإتحاد والترقي متحالفة مع ألمانيا القيصرية(كفار) وكانوا بذلك يناقضون أنفسهم.

بريطانيا كذبت على حلفائها العرب وخدعتهم كما كذبت الولايات المتحدة على حلفائها وخدعتهم خلال أحداث مايسمى الربيع العربي التي تروج له قناة الجزيرة القطرية بأن الثورة مستمرة, ولكن مستمرة على ماذا؟ علمها عند الله, قائد قاعدة العيديد العسكرية الأمريكية وحاكم قطر الشيخ تميم آل ثاني. شخصية ضابط المخابرات البريطاني لورنس الذي كان يعمل في المكتب العربي برزت خلال أحداث الثورة العربية الكبرى كما برز إسم اليهودي الصهيوني برنارد هنري ليفي خلال أحداث الربيع العربي وكما نعلم, فإنَّ التاريخ يعيد نفسه.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment