Flag Counter

Flag Counter

Friday, August 25, 2023

لابد من تدمير سوريا

كانت سوريا ومازالت منذ نهاية خمسينيات القرن العشرين هدفا للحروب السرية والتدخل الخارجي من دول غربية على رأسها الولايات المتحدة التي تلعب دورا رئيسيا من خلال الإعلام وتقديم الدعم اللوجستي, بريطانيا التي تحتضن المعارضة السورية الإسلامية بينما تحتضن فرنسا المعارضة السورية العلمانية في تقاسم أدوار مفضوح ينطبق عليه المثل الشعبي "إذا لم تستحي فإفعل ماشئت."

السلام يقتل الغرب لأنه يقلص أرباح شركات الأسلحة, الشركات التي تقدم خدمات المرتزقة والأهم شركات النفط. إقتصاد الدول الغربية قائم على الحروب وعلى علاقة طفيلية مع مستعمراتها السابقة. الغرب يعمل على خلق الصراعات من العدم وتغذيتها من خلال الإعلام والمرتزقة والأموال حتى تستمر وتضمن استمرار تدفق الأرباح على حساب دماء الشعوب.

إنَّ الصراع في سوريا المستمر منذ نهاية شهر أكتوبر/٢٠١٠ ليس له علاقة بشخص الرئيس السوري بشار الاسد أو المقاربة العبثية بين الديمقراطية والديكتاتورية أو دماء الشعب السوري وغير ذلك من بهرجات وبهلوانيات وسائل الإعلام الرئيسية التي يسيطر عليها رأس المال اليهودي وليس له علاقة بما تحاول وسائل إعلام أخرى الترويج له من أساطير دينية ولكن موقع سوريا الإستراتيجي. الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا تتدخل في سوريا منذ نهاية أربعينيات القرن العشرين بدون أن تترك لذلك البلد المسالم فرصة لالتقاط أنفاسه بعد الإستقلال عن فرنسا.

المحافظون الجدد في الولايات المتحدة والتيار اليميني-المسيحي المحافظ المتحالف مع الصهيونية العالمية لديهم هاجس وهو أنه (لابدَّ من تدمير سوريا), لا تقبل الخضوع ولايمكن السيطرة عليها إذا دمروها. إن من يسيطر على سوريا فإنه سوف يسيطر على مركز صناعة القرار في الشرق الأوسط  وذلك بسبب موقعها الإستراتيجي المتاخم خمسة مجالات بحرية حيوية هي: البحر الأبيض المتوسط, البحر الأسود, بحر قزوين, البحر الأحمر, المحيط الهندي عبر الخليج العربي. كما أن سوريا تعتبر أحد أهم مراكز الطاقة في الشرق الأوسط خصوصا الغاز حيث تم اكتشاف حقول نفط وغاز ضخمة في منطقة الساحل السوري يضاف اليها النفط في منطقة الجزيرة(دير الزور والرقة) مما يجعل سوريا منافسا قويا للغاية لدول مثل قطر. ولعل ذلك من باب الصدفة أن الأخيرة من أكبر المساهمين في تدمير سوريا حيث قامت بضخ الأموال ومازالت أكثر من 36 مليار دولار والتي لو تم توزيعها على سكان قطر, لأصبحوا جميعا من المليونيرات بما فيهم الأطفال حديثي الولادة.

الولايات المتحدة أكثر دولة تمارس النفاق السياسي وازدواجية المعايير وإرهاب الدولة تليها فرنسا ومن ثم بريطانيا. ولكن حتى دول مثل بلجيكا التي تقبع في الظل في عالم السياسة الدولية بينما تتحكم في الوقت نفسه بتجارة الألماس(الدموي) العالمية التي تقدَّر بمئات المليارات والتي تعتبر في غالبيتها غير قانونية وغير شرعية.

إنهم يجتمعون ضمن العائلة الواحدة من أجل اقتسام الغنيمة, النفط للولايات المتحدة, فرنسا تسيطر على استخراج اليورانيوم في النيجر, بلجيكا تتحكم في تجارة الألماس وبريطانيا تتحكم في خيوط العلاقة مع تنظيمات الإسلام السياسي وحركات المعارضة التي وبلا إستثناء تمارس نشاطها من عاصمة الضباب(لندن) تحت سمع وبصر وحماية جهاز المخابرات الداخلي(إم آي ٥) وجهاز المخابرات الخارجي(إم آي ٦) ودول أخرى كلٌّ في مجاله يسيطر بشكل رئيسي على قطاع معيَّن من الموارد الطبيعية أو مصادر الطاقة.

وعلى الرغم من كل ما سبق ذكره فإن تلك الدول تمارس دول الأستاذ والمعلم على تلاميذه ومن يرفض أو يفهم فإنه سوف يتم ضربه بالعصا على يديه. إن تلك الدول سوف تقوم بتدبير الإنقلابات وحركات التمرد والعصيان أو المظاهرات والقناصة عندما يرفض أحدهم أن يفهم ويفضِّل أن يلعب دور التلميذ المشاغب أو زعيم الصف. الولايات المتحدة تتحدث عن المعتقلين في سوريا بينما لا تزال فضائح سجونها السرية وتسليم المعتقلين الى دول أخرى للتحقيق تزكم رائحتها الأنوف. معتقلات أبو غريب و بوكا في العراق و غوانتانامو في كوبا لا تزال شاهد عيان على قيم الحرية والحقوق والعدالة الأمريكية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية



No comments:

Post a Comment