Flag Counter

Flag Counter

Monday, August 21, 2023

هل هناك أدلة على تحريف الكتاب المقدس

"إنَّ نسبة أسفار التوراة الى موسى لا تتضمن حتمية الإعتقاد بأن موسى كتب بيده أو أملى على أمناء سرِّه نصوص هذه الأسفار...
وإنَّ الكتب الخمسة المذكورة قد تعدَّلت نصوصها مع مرور الزمان, بحيث أضيفت مثلا نصوص كتبها كاتب بعد وفاة موسى, وزيدت تفسيرات, وتحولت تعابير قديمة الى تعابير مستحدثة, وأنَّ هناك أخطاءً إقترفها النساخون..."!!

"قرار اللجنة الحبرية التوراتية" الصادر عن الفاتيكان في ٢٧/٦/١٩٠٦

التحريف في الكتاب المقدس موجود وثابت وعليه أدلة متعددة سوف أمر عليها سريعا من دون الدخول في التفاصيل ويمكن الرجوع الى عدة مراجع سوف أكرها في نهاية الموضوع للإطلاع عليها.

الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس(أسفار موسى) لم يكتبها موسى أو أي من تلاميذه أو أتباعه المقربين. سفر التكوين من تأليف أكثر من شخص وفيه الكثير من التناقضات والأخطاء.

هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس مثل سفر ياشر وسفر حروب الرب. أين هي تلك الأسفار إن كانت أقدم مخطوطات الكتاب المقدس, مخطوطات قمران, المخطوطة الفاتيكانية والسينائية لا تحتوي على تلك الأسفار.

اليهود عملوا على تحريف وتغيير أسفار الكتاب المقدس إما بالإضافة أو الحذف وجميع الأخبار أن مخطوطات قمران تتطابق مع الكتاب المقدس الذي بين أيدينا عبارة عن أكاذيب لأن من يرددها لم يقرأ مخطوطات قمران والذي من المفترض أن يكون يعرف اللغات القديمة, اليونانية, الآرامية, العبرية والقبطية. اليهود وهم قتلة الأنبياء ولكن النبي الوحيد الذي وصلت الينا قصة مقتله هو يوحنا المعمدان.

الكتاب المقدس الذي تعترف به الطائفة الكاثوليكية يختلف عن ذلك الذي تعترف به الطائفة البروتستانتية لأنه يضم أسفار الأبوكريفا وهي على التوالي: طوبيا, يهوديت, أستير, المكابيين الأول, المكابيين الثاني, الحكمة, يشوع بن سيراخ, سفر باروك وإضافات الى سفر أستير و دانيال. كل طائفة مسيحية لها كتاب مقدس يختلف عن الأخرى وجميعها موحى بها من عند الله وتعتبر نصوصا مقدسة.

إن وجود أربعة صور لنفس القصة عن يسوع المسيح مع الإختلافات والتناقضات التي بينها كان مربكا للغاية بالنسبة الى المسيحيين الأوائل وبسبب ذلك حاول بعضهم أن يتعامل مع تلك المشكلة من خلال دمج الأناجيل الأربعة بعضها مع بعض في نصر واحد. إن ماقام به بعض المسيحيين الأوائل في أنهم شعروا بأنهم أحرار في فعل مايريدون دليل على أنهم لم يكونوا يرفعون تلك النصوص الى مرتبة القداسة. أحد أولئك العلماء هو معلم غنوصي سوري يدعى تاتيان أنهى في سنة ١٧٠م تأليف ذلك الإنجيل الذي إختفى ولم يصلنا منه شيئ فقد أعلن أساقفة في المنطقة أن تاتيان هرطوقي وأمروا الكنائس بإستخدام ترجمات أخرى للأناجيل.

إن الأناجيل الأربعة لم تكن معروفة قبل سنة ١٤٠م وأول قائمة لأسفار العهد الجديد لم تظهر إلا سنة ١٧٠م-١٨٠م وذلك ردا على بدعة ماركيون. أحد آباء الكنيسة الأوائل أوريجانوس في القرن الثالث ميلادي أعد قائمة من ثلاثة أجزاء لأسفار العهد الجديد وهي: القائمة الأولى وتضم الأسفار المقبولة في الكنائس(الأناجيل الأربعة, رسائل بولس الثلاثة عشر, أعمال الرسل, رسالة بطرس الأولى, رسالة يوحنا الأولى وسفر رؤيا يوحنا), القائمة الثانية هي الأسفار المتنازع عليها(العبرانيين,يعقوب,بطرس الثانية, يوحنا الثانية والثالثة, يهوذا), القائمة الثالثة هي الأسفار الغير موثوق فيها(إنجيل توما, إنجيل المصريين, إنجيل ماتياس). الأسقف المصري أثناسيوس هو أول من ذكر قائمة تضم أسفار العهد الجديد كما نعرفها اليوم وذلك في خطاب عيد القيامة سنة ٣٦٧م.

سفر راعي هرماس كتب سنة ١٥٠م وكان منتشرا في القرن الثاني والثالث قبل أن يحذفه الأسقف أثناسيوس من قائمة الكتب القانونية للعهد الجديد ولكنه أوصى المؤمنين الجدد بقرائته. كما أن عددا من آباء الكنيسة الأوائل كانوا يعتبرون سفر راعي هرماس نصا مقدسا ومنهم ترتليان, كليمنت الإسكندري, إيرناسيوس و أوريجانوس. المخطوطة السينائية التي يعود تاريخ كتابتها الى القرن الرابع ميلادي كانت تضم سفر راعي هرماس بعد رؤيا يوحنا ورسالة برنابا التي كتبت ربما سنة ٧٠م وكان معترفا بأنها نصوص مقدسة من كليمنت الإسكندري, أوريجانوس وجيروم.

أحد أهم آباء الكنيسة الأسقف أوريجانوس يصف تحريف اليهود للكتاب المقدس في تعليقه على نص إنجيل القديس متى(٢٩: ٢٣-٣٩) في رسالته الى يوليوس الأفريقي:"فلننظر الآن, ألسنا في هذا الحالة ملزمين أن نصل إلي استنتاج وهو إن المخلص يعطينا قصة حقيقية عن اليهود بينما لا نجد أي نص من الكتاب المقدس يؤكد قول يسوع , فإن الذين يبنون قبور الأنبياء ويزينون مدافن الصديقين ويدينون جرائم آبائهم يقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء."

هناك الكثير من الأخطاء والتناقضات في الكتاب المقدس(العهد القديم, العهد الجديد) والتي لايمكن تفصيلها في هذا الموضوع. تناقضات بين الأناجيل وتناقضات أخرى حتى داخل نصوص الأناجيل نفسها. هناك على سبيل المثال تناقضات بين سفر لوقا وأعمال الرسل وكلاهما من المفترض أنهما من تأليف نفس الشخص الذي أعترف في مقدمة إنجيله بأنه كان يكتب قصة وليس وحيا ملهما من الروح القدس.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية

No comments:

Post a Comment