Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, November 24, 2021

القانون الأمريكي الوحيد المعترف به, الغاية تبرر الوسيلة

الولايات المتحدة لديها طرق وأدوات مختلفة تستخدمها من أجل التدخل في شؤون الدول الأخرى. هناك الحصار الإقتصادي, تدبير الانقلابات, تمويل حركات معارضة مسلحة, منظمات المجتمع المدني(NGO), وسائل دبلوماسية, غزو عسكري مباشر, أسلحة الدمار الشامل وغيرها. الهدف من محاولات التدخل هو ضمان السيطرة الأمريكية المطلقة وإبعاد المنافسين وتدميرهم إن لزم الأمر. شعارات الحرية, الديمقراطية وحقوق الإنسان ليست إلا شعارات براقة يتم إستخدامها في حملات إعلامية لأهداف سياسية. الولايات المتحدة صديقة الديكتاتوريات الدموية مثل أوغستو بينوشيه في تشيلي المجلس العسكري في الأرجنتين ولكنها في الوقت نفسه تعطي محاضرات عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

الوعي الشعبي هو أمر مهم في إدراك أهداف ومقاصد عمليات التدخل الأمريكية في شؤون بلدان أخرى والتي تهدف الى تدمير أو إضعاف بلد ما وذلك لا يكون إلا بتفكيك نسيجه الإجتماعي. وفي سبيل ذلك تقوم الولايات المتحدة بفرض عقوبات إقتصادية واللعب على أوتار الطائفية خصوصا الدينية والقبلية. ومن يشاهد السفير الأمريكي في هذا البلد أو ذاك يزور هذه المنطقة أو تلك البلدة ويتناول الطعام مع شيوخ عشائرها ووجهائها يدرك ما أعني. نجاح الولايات المتحدة في تفكيك النسيج الاجتماعي في أي بلد يعني أنه ليس هناك أي قوة مسلحة مهما عظمت قدرتها قادرة على أن تحميه سواء من عملية غزو مباشر أو غير مباشر.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بممارسة جميع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان وسجونه تمتلئ بمعتقلين سياسيين وتركيا في الوقت نفسه عضو في الناتو. الجيش والأمن في تركيا يلاحقون النشطاء من ذوي أصول كردية و أرمنية ويقصفون قرى كردية بطائرات إف-١٦ ويهدمون البيوت على رؤوس ساكنيها ويقدمون الدعم إلى تنظيمات مثل داعش. ولكن في الوقت نفسه, ينادي أردوغان بإسقاط نظام الحكم في سوريا ويحتل جيشه لواء الإسكندرون ويرسل قوات عسكرية الى سوريا حتى تقتل السوريين. كل ما تقوم به تركيا هو بمعرفة وموافقة الولايات المتحدة ولو شاءت أصدرت له الأمر بأن يتوقف.

الولايات المتحدة كانت مسؤولة عن تدريب وتسليح ميليشيات الكونترا في نيكاراغوا والتي قتلت مدنيين وقساوسة ومعارضين للهيمنة الأمريكية في منطقة أمريكا اللاتينية. وقد كانت تلك الميليشيات بنشر الرعب في مناطق سيطرتها عبر عمليات القتل العشوائي وقطع الرؤوس والأطراف حيث تظهر على الجثث علامات التعذيب الشديد. وقد قام صحفي أمريكي يدعى جاري ويب بفضح ممارسات الحكومة ودورها في تلك الفضيحة حيث كان يتم تمويل تلك النشاطات بعيدا عن رقابة الكونغرس عبر عمليات غسيل أموال ناتجة عن بيع المخدرات في الولايات المتحدة نفسها. الصحفي الأمريكي جاري ويب توفي منتحرا كما تزعم وسائل إعلام ولكنه في الحقيقة هناك شكوك أنه مات مقتولا. ولكن نيكاراغوا ليست البلد الوحيد في أمريكا اللاتينية الذي تدخلت فيه الولايات المتحدة بل جميع البلدان بلا إستثناء.

لست أفهم الى الآن كيف يعتبر بعض الأشخاص الولايات المتحدة قدوة أخلاقية. من الممكن أن أصدِّق ذلك لو كانت دولة مثل النرويج, تلك دولة يمكن اعتبارها قدوة أخلاقية ولكن ليس الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا. أنا أتفهَّمُ أسباب غضب الشباب العربي من حكوماتهم وهي فاسدة جدا بكل المعايير كما أنها تصبح أقل تسامحا مع مرور الأيام. هناك دول عربية وصلت درجة تكميم الأفواه الى أنه يصبح من الممنوع إنتقاد فاتورة المياه أو الكهرباء المرتفعة. هل يعتقد أولئك الشباب العربي أنهم لو أكلوا الهمبرغر وشربوا بيبسي كولا سوف يكون ذلك كافيا حتى يجعلهم أمريكيين؟ هم ليسوا إلا أدوات في أيدي الولايات المتحدة حتى تحرق بواسطتها بلدانهم ثم يجلس نفس أولئك الشباب على الرصيف يبكون واقع الحال يفكرون في الهجرة مثل شخص يطلق النار على قدمه ثم يصرخ من الألم ويطلب الإسعاف.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment