Flag Counter

Flag Counter

Saturday, November 20, 2021

تزوير التاريخ هو أكبر جريمة في تاريخ البشرية

إنَّ أكبر جريمة يتم إرتكابها في تاريخ البشرية هي تزوير التاريخ. جريمة بدون محاكمة, ليس فيها متهمين أو محامين أو قضاة ولا يصدر فيها أحكام. جريمة يفلت مرتكبها من العقوبة بل ويتحول الى بطل تاريخي تتناقل سيرته الأجيال.

عملية التزوير بدأت مع إسلام عدد أحبار وعلماء اليهود الذين أدخلوا أحاديث وروايات اليهوديات إلى السنة النبوية وتفسير القرآن ثم إستمر التزوير خلال عهد الدولة الأموية حيث بدأت ترسيخ طقوس عبادة الشخصية وأنَّ بني أمية فوق النقد ومن ثم خلال فترة حكم العباسيين وغزو بغداد وتدميرها من جيوش المغول حيث تم تزوير روايات تاريخية القت التهمة على شخصية إبن العلقمي وهو وزير الخليفة المستعصم وقد كان على المذهب الشيعي.

التزوير لم يترك مجالا من مجالات الحديث والسنة النبوية والتاريخ إلا ولعب دورا رئيسيا في خدمة أنظمة الحكم التي طوَّت الدين و زوَّرت التاريخ في سبيل كرسي الحكم. الأمويون زوروا التاريخ على حساب آل البيت والسبب منافسة سياسية بين الطرفين. العباسيون زوروا التاريخ من أجل إدانة بني أميَّة وتلميع صورتهم. التزوير كان متبادلا, أنصار بني أمية يزورون تاريخ العباسيين والعكس صحيح. 

الدولة العثمانية وأنصارها الذين يطلق عليهم العثمانيون الجدد أكبر مزوري التاريخ والهدف هو عثمنة التاريخ الإسلامي وتحصين الدولة العثمانية دينيا. المبالغة في كيل المديح للعثمانيين والإساءة الى خصومهم هي سمة مميزة لتلك الفئة كأنَّ الدولة العثمانية كانت دولة فاضلة. الحجَّة المفضَّلة في الدفاع عن بني عثمان هي أنهم قاوموا الدول المسيحية وقاموا بحماية الأماكن المقدسة في فلسطين ومكة. ولكن المماليك أيضا قاموا على خدمة وحماية الأماكن المقدسة وهم من أخرج الصليبيين نهائيا من بلاد الشام وفلسطين وهم من حارب المغول وانتصر عليهم. هناك الكثيرون من الأمم التي سبقت بني عثمان وقامت بأكثر مما قاموا به ولكن يتم تنحيتهم من الروايات التاريخية بهدف الترويج للدولة العثمانية.

الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعتبر من أكبر مزوري التاريخ. المثير للاستغراب أن شخصيات رسمية مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور التاريخ جهارا نهارا في حديثه عن الجزائر والذي أثار عاصفة من الغضب في أوساط الجزائريين والعرب. تدريس الثورة الفرنسية في المدارس والجامعات من وجهة نظر متحيزة هي تزوير للتاريخ. مزورو التاريخ لن يخبروكم أنَّ لويس السادس عشر كان شخصا إصلاحيا وأنهم كان على وشك إغلاق سجن الباستيل وأنه نجح قبل سنة واحد في إيقاف أكبر المذابح الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت في فرنسا وهي الجريمة التي لم تغتفر له وهو الملك الكاثوليكي في فرنسا التي تعتبر معقل الكاثوليكية في أوروبا. 

الولايات المتحدة هي أكبر مزور للتاريخ على الإطلاق حيث تمتلك المال وآلة دعائية وإعلامية ضخمة. المثير للدهشة أن الولايات المتحدة قادرة حتى على تزوير المستقبل. خلال أحداث الربيع العربي, نجح الإعلام الأمريكي والإعلام العربي المتأمرك في إقناع جماهير المتظاهرين من الرعاع والسوقة وعامة الشعب أن المستقبل سوف يكون أفضل لو أسقطوا أنظمتهم الحاكمة.  الحرب الأهلية الأمريكية, الحرب العالمية الأولى, الحرب العالمية الثانية, حرب كوريا, حرب فيتنام, حرب أفغانستان حيث سوف تجد تزوير التاريخ في كل سطر وكل زاوية. كمية تزوير سوف تجعل أي شخص عاقل يشكُّ في كل ما يصدر عن وسيلة إعلامية حتى لو كانت محلية أو مشهور عنها الوطنية وحبُّ الوطن. 

والسؤال هو لماذا نتحدث عن التاريخ؟ لماذا نستعيد سيرة الماضي ونحيي أحداثا تاريخية أكل عليها الدهر وشرب؟ والجواب هو من أجل الأجيال القادمة لأن من لا ماضي له, ليس له حاضر ولن يكون له مستقبل. هي محاولات وفق مبدأ (زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون) ولأنه من حق الأجيال القادمة أن تستعرض الحقائق كاملة وأن تتعرف على جميع وجهات النظر حتى تكون قادرة على الإستمرار وتوريث ذلك إلى أبنائها وأحفادها.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment