Flag Counter

Flag Counter

Sunday, November 7, 2021

جذور الخلاف السني-الشيعي, هاشم وعبد شمس

إنَّ تاريخ العرب ليس عبارة إلا عن حروب ومذابح دموية منذ وفاة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الى يومنا هذا. الخلفاء الراشدين هم أربعة: أبو يكر, عمر بن الخطاب, عثمان بن عفان, علي بن أبي طالب. خلال عهد أبو بكر رضي الله عنه حصلت حروب الردة حيث رفضت بعض القبائل دفع الزكاة وحصلت حوادث كثيرة لا يتسع الموضوع من أجل ذكرها. أبو بكر رضي الله عنه هو الخليفة الوحيد من بين الخلفاء الأربعة من توفي وفاة طبيعية, الثلاثة الآخرون توفوا اغتيالا. بل وقرأت أن الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص قد نجوا من محاولة إغتيال تزامنت مع اغتيال علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد كانت هناك محاولة ثانية لإغتيال الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ولكنها فشلت وأصيب إصابة طفيفة. ومن ثم توالى خلفاء بني أمية حتى تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز وهو أشجُّ بني أمية الذي قُتِلَ مسموما.

بنو أمية قتلوا و اضطهدوا آل البيت بسبب خلافات سياسية تعود إلى ما قبل عهد النبوة. آل البيت ينتسبون الى هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بينما بنو أمية ينتسبون الى شقيق هاشم التوأم عبد شمس. عبد مناف بن قصي بن كلاب كان سيد قبيلة قريش والآمر الناهي فيها. الأخوين التوأمين هاشم وعبد شمس كانا على خلاف انتهى لصالح هاشم حيث نُفِي عبد شمس إلى الشام. وعند بداية نبوة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم فقد كان أغلب معارضيه من بني أمية الذين ينتسبون الى عبد شمس بن عبد مناف وعلى رأسهم أبو سفيان والد الخليفة معاوية رضي الله عنه.

الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان كان ينتسب إلى عبد شمس بن عبد مناف وتوليه منصب الخلافة أثار إشكالية كبيرة إذ إنَّ المرشح الأخر كان علي بن أبي طالب الذي ينتمي الى شقيق عبد شمس التوأم هاشم بن عبد مناف. ولكنَّ عثمان بن عفان هو من تولى الخلافة وكان من خيار الصحابة ومن أكرمهم ومن العشرة المبشرين بالجنة ولا يطعن به إلا منافق. وقد إستشهد سنة 35 هجرية/656 ميلادية في أحداث الفتنة التي بدأت خلال النصف الثاني من فترة حكمه.

علي بن أبي طالب تولى الخلافة بعد استشهاد عثمان رضي الله عنهما وكان ينتمي إلى بني هاشم بن عبد مناف ولقي معارضة فور توليه السلطة من معاوية بن أبي سفيان الذي ينتمي إلى عبد شمس بن عبد مناف. معاوية بن أبي سفيان كان واليا على الشام منذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقد سار على رأس جيش طالبا ثأر الخليفة الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه لأنه صاحب الدم بصفة القرابة وقد إصطحب معه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. علي بن أبي طالب رضي الله عنه بوصفه خليفة المسلمين وولي الأمر رفض قتال الخوارج في تلك المرحلة وقرَّرَ تأخير القصاص لا تركه. 

الدولة العباسية هي التي ورثت الدولة الأموية حيث هزم آخر حكام الأمويين مروان بن محمد في معركة الزاب الكبرى وقام العباسيين بملاحقة الأسرة الأموية وقتل كل من تصله أيديهم ويقال في بعض الروايات أنهم نبشوا قبور أمراء بني أمية ومثلوا ببقايا جثثهم. ويقول المثل:"كما تُدين, تُدان" حيث أن الأمويين تعاملوا مع آل البيت بالسيف, قتلهم بنو العباس بالسيف. ولكن بني العباس ليسوا أفضل من سابقيهم حيث أن خلافتهم قامت على مبادئ الدعوة الى الرضا من آل محمد ولكنهم قتلوا آل البيت ممن طالبوا بأحقيتهم بالخلافة كما فعل الأمويون من قبلهم. العباسيون كانوا يزعمون نسبهم الى هاشم بن عبد مناف شقيق عبد شمس التوأم وبذلك يعود الخلاف مرة أخرى إلى جذوره, خلاف الإخوة الأشقاء, هاشم بن عبد مناف و عبد شمس بن عبد مناف حيث مازال على ذلك إلى يومنا هذا.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية












No comments:

Post a Comment