Flag Counter

Flag Counter

Sunday, November 21, 2021

رأسمالية الكوارث وإقتصاد الأزمات

هناك نوعان من الكوارث والأزمات التي تمر بها البشرية, الأول هو الطبيعية مثل البراكين, الزلازل و الأعاصير. بينما النوع الثاني هو الإصطناعية مثل الحروب والأزمات الإقتصادية. هناك مصطلح أثرياء الحرب ممن يحصلون على ثروات ضخمة من مبيعات السلاح والتكنولوجيا العسكرية. الحرب هي نوع من الأزمات من الممكن أن نقول أنه مصطنع.  ولكن هناك مصطلح آخر ربما أكثر شمولا نستطيع أن نطلق عليه أثرياء الأزمات ممن لا يمكن أن يفوتوا أزمة بدون أن يستفيدوا منها ماديا على حساب الضحايا الحقيقيين. السياسيين أيضا هم مستفيد رئيسي من الأزمات حيث يحرصون على استغلالها من أجل تمرير قوانين لا يمكن الموافقة عليها في الأحوال العادية.

الاحتباس الحراري والتغير المناخي هي من الأزمات التي يثير النقاش حولها الكثير من الجدل, طبيعية أم من صنع البشر. هناك رأي ثالث وهو أن العامل البشري يختصر الزمن الذي سوف تصل فيه الأزمة إلى نقطة اللاعودة ولكنه ليس سببا فيها. حكومة جزر المالديف تستغل مزاعم حول إرتفاع منسوب مياه البحر بسبب التغير المناخي وتخلي سكان بعض الجزر ولكن في الوقت نفسه تسمح ببناء منتجعات فاخرة عليها. حكومة جزر المالديف تقوم بذلك من دون أي إعتبارات للسكان الأصليين الذين ينتزعون من مناطق عيشهم التقليدية حيث يحصلون على رزقهم من الصيد والزراعة وينقلون الى المدن الرئيسية حيث يتعرضون الى الأمراض وسوء التغذية. 

المشهد في دول غربية لا يختلف عن ذلك في جزر المالديف. خلال الفترة التي أعقبت الإعصار كاترينا سنة ٢٠٠٥ في ولاية لويزيانا الأمريكية, قام السياسيون المحليون وأعضاء الكونغرس و لوبيات الضغط باستغلال حالة الفوضى والقيام بأمرين مهمين لم يكن ممكنا القيام بهما قبل ذلك. الأمر الأول هو تخصيص نظام المدارس الحكومية في مدينة نيو أورلينز الأكثر تضررا من الإعصار, بينما الأمر الثاني هو بناء مجمعات سكنية فاخرة في مناطق كانت مخصَّصَة لإسكان ذوي الدخل المنخفض حيث تصنف الأراضي في تلك المناطق من المدينة أنها (Premium Estate) . في سريلانكا التي تضرَّرت مناطقها الساحلية من إعصار تسونامي ٢٠٠٤, منعت الحكومة عودة سكان القرى قرب الشاطئ خوفا على سلامتهم رغم أنها سمحت ببناء فنادق ومنتجعات سياحية على بعد أمتار فقط من شاطئ البحر.

ولكن حتى يومنا هذا, لا صوت يعلو فوق صوت فيروس كورونا. بل ومن الممكن أن نطلق على تلك الأزمة لقب أم الأزمات. وحتى هذه اللحظة, مازال العلماء والعامَّة يتجادلون حول ما إذا كان فيروس كورونا طبيعيا أم فيروس مختبرات. ولو افترضنا أنه فيروس مختبرات, هل وجوده في المختبر كان بهدف الدراسة أم استخدامه سلاحا بيولوجيا؟ وذلك يقود الى السؤال التالي: هل إنتشار فيروس كورونا كان نتيجة تراخي في إجراءات السلامة في مختبر مصنف من الدرجة الخامسة وهي أعلى درجات الأمان؟ ولكنَّ المتفق عليه أن حكومات العالم بلا إستثناء وشركات الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية قد إستفادت من الأزمة. ولكن هناك شركات أخرى إستفادت مثل شركة أمازون ونتفلكس بسبب تكرار فرض الحجر المنزلي من أجل كسر المنحنى الوبائي.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment