Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, November 17, 2021

الإقتصاد السياسي لأزمة فيروس كورونا

عند تحليلنا للأزمات التي يمر بها العالم سوف نجد أنه هناك نوعان, الأول هو الأزمات الطبيعية والثاني هو الأزمات المصطنعة(المفتعلة). الأزمات الطبيعية مثل أزمة الإعصار كاترينا في الولايات المتحدة سنة ٢٠٠٥ بينما يمكن اعتبار الأزمات الإقتصادية مصطنعة(مفتعلة). وفي كل أزمة يمر بها العالم وعند كل منعطف حيوي هناك نوعان من أساليب التحليل: الأول هو تحليل الأسباب الظاهرية, بينما الثاني هو تحليل الاقتصاد السياسي للأزمة. في كتابه "ثورات في كل مكان-Why It's kicking off Everywhere," يتحدث الصحفي والكاتب البريطاني بول مايسون أن جذور ثورات الربيع العربي تكمن في الجوع والفقر. إن وجهة نظر بول مايسون لها اعتبارها ولكنها لا يمكن إلا أن تكون في إطار التحليل الظاهري لأسباب الأزمة ولا تصل في عمق التحليل الى جذور الأزمة. 

هناك الكثير من الأمثلة التي يمكن أن تدل على صحَّة ودِقَّة وجهة النظر حول تحليل الإقتصاد السياسي للأزمات. هناك دول مثل تونس وليبيا شهدت اضطرابات في إطار ما يسمى الربيع العربي  دون أن  يكون للفقر والجوع دور فيها. ولكن ما هو تعريف بول مايسون لمفهوم الجوع؟ حسنا, هو لم يذكر ذلك في كتابه ولا يوجد أي بلد في العالم يخلو من الجوع. ولكن ربما المقصود أن يتحول الجوع الى ظاهرة عامة تؤثر على عدد كبير من السكان وذلك غائب عن جميع بلدان الوطن العربي. موقع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة(الفاو) ربط بين الجوع وغياب الأمن الغذائي وربما الأخيرة هي الأصلح للتعبير عن مفهوم الجوع ضمن الإطار الأوسع للمصطلح. ولكننا رغم ذلك لم نصل الى أعماق الأزمة وجذورها. 

ولكنني ونحن مستمرون في الحديث عن تحليل أسباب الأزمات نلفت النظر الى نقطة مهمة جدا ربما غَفِل عنها بول مايسون وهي أنَّ القلق من الأحداث المستقبلية هو أول عامل من عوامل تطور الأزمة لدى مجموعة محددة من الأشخاص سواء كانت محدَّدة بواسطة عامل جغرافي أو عرقي أو ديني وإستمرار تلك الحالة فترة زمنية ممتدة. القلق من المستقبل المجهول يعني أنَّ الخوف أصبح عاملا مؤثرا ورئيسيا ويتم إستخدامه في تحريك الجماهير. أزمة فيروس كورونا تثير الكثير من تلك التساؤلات المرتبطة بالمستقبل المجهول. متى سوف تنتهي الأزمة؟ هو السؤال الذي يردِّدُهُ الجميع ويفكرون في إجابته ليل نهار. الجواب هو أن أزمة فيروس كورونا لن تنتهي في القريب العاجل وأنه في سبيل فهم أفضل الأزمة وتبعاتها, علينا أن نعتمد على مبدأ التحليل السياسي للأزمات.

ليس هناك أزمة مجانية ولا يمكن تفويت فرصة الاستفادة من الأزمات. أزمة فيروس كورونا هي أحد تلك الأزمات التي تعتبر فرصة ذهبية من أجل إعادة ترتيب الأوضاع على المستويين الداخلي والعالمي. هناك فرصة واعدة جدا بسبب أزمة فيروس كورونا سوف تستغلها الشركات والحكومات على حد سواء من أجل تحقيق عائدات خيالية. مواقع مثل أمازون ونتفلكس إرتفعت مبيعاتها, شركات الطيران رفعت أسعار التذاكر, حكومات تحصل على مبالغ مالية ضخمة سنويا غرامات بسبب مخالفة الإجراءات الاحترازية وشركات الأدوية تجلس على عرش تحقيق الأرباح بسبب اللقاح الإلزامي, مبيعات الأدوية وفحوصات كورونا.

هناك من يستفيد من أزمة فيروس كورونا وبالتأكيد لا يرغب من إنتهاء هذه الأزمة قريبا. لا يمكن تحقيق الإنتصار على الفيروسات والبكتيريا في معركة مستمرة من مئات الآلاف من السنين. لن يكون بالإمكان القضاء على فيروس كورونا رغم استمرار إجرائات التطعيم والحجر الكلي أو الجزئي وإغلاق الأنشطة التجارية ويجب التعامل معه على أنه أحد فيروسات الإنفلونزا الموسمية لأن ذلك هو الحل الوحيد.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment