Flag Counter

Flag Counter

Monday, February 19, 2024

الإخوان المسلمين والصهيونية, وجهان لعملة واحدة

وعد بلفور واتفاقية سايكس-بيكو لم تظهر هكذا فجأة ويتم تنفيذها والعمل عليها تماما مثل الفكر الصهيوني والصهيونية بل كانت هناك عدة مراحل تطور مرت بها الأخيرة وكان من أهم المراحل هي إنشاء منظمات موازية يتم من خلالها اختراق المجتمعات والدول والأنظمة والحكومات. إنَّ تلك المنظمات كانت مجرَّد مراحل مؤقتة أو أدوات يتم إستغلالها على إختلاف مسمياتها مثل الماسونية, المتنورين, الشيوعيون والإخوان المسلمين. ولعل من الملاحظ دور الإعلام المهم والرئيسي وبسبب ذلك فقد سعى اليهود الى السيطرة على وسائل الإعلام منذ مراحل مبكرة ومن خلال وسائل تقليدية حتى قبل ظهور المحطات التلفزيونية والراديو والقنوات الفضائية وذلك من خلال المنشورات الدعائية والتجمعات الجماهيرية التي كان يقودها خطباء مفوهين يساهمون في نشر الأفكار الثورية والتحريضية.

ولعل هناك الكثيرين من الشباب العربي والمسلم وحتى في دول غربية ممن خدعتهم الدعاية الصهيونية البراقة لا يلاحظون التشابه الفكري بين أفكار اليهود التي يعبرون عنها من خلال الصهيونية العالمية و تنظيمات الإسلام السياسي والتنظيمات والأشخاص التي تتبنى الفكر الشيوعي. وقد كانت دولة الكيان الصهيوني عند إقامتها ١٤/مايو/١٩٤٨ تأسَّست على حكومة مؤقتة سارعت الولايات المتحدة الى الإعتراف بها وكانت أول دولة تقوم بذلك ولكن الإتحاد السوفياتي(الشيوعي) كان أول دولة تعترف إعترافاً قطعيا ليس بحكومة مؤقتة ولكن اعترافا قانوني بحكم الأمر الواقع لا رجعة فيه وذلك بتاريخ ١٧/مايو/١٩٤٨. وفي الوثائق التي كشف عنها مع مرور الزمن والتي تحدث عنها عدد من المؤرخين الغربيين أن رؤوس الأموال اليهودية في وول ستريت في مدينة نيويورك هي التي موَّلت الحركة الشيوعية التي كان جميع قادتها الرئيسيين إما من اليهود أو متزوجين من يهوديات مما يعني أن أولادهم هم من اليهود لأن اليهودي بحكم الأمر الواقع هو من تكون والدته(الأم) يهودية.

اليهود ومن خلال الصهيونية العالمية التي يمثلها مجلس السنهدرين(حكماء بني صهيون) المؤلف من ٧٠ عضو و رئيس المجلس لديهم اعتقاد يقيني راسخ للغاية أنه لا يمكن السيطرة اليهودية على منطقة الشرق الأوسط وعودة المخلص(المسيح الدجال) وإعادة بناء الهيكل إلا من خلال إسقاط جميع الحكومات و الدول وأنظمة الحكم في المنطقة وهو الهدف ذاته الذي يؤمن به واعتنقه اليسار العربي وعبَّرَ عنه صراحة أشخاص مثل جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي تحدث في عدد من التصريحات خصوصا في كتاب "الثوريون لا يموتون أبداً" أن تحرير فلسطين غير ممكن إلا من خلال إسقاط جميع أنظمة الحكم في الدول العربية لأنها رجعية وهي الأفكار ذاتها التي تُعَبِّر عنها تنظيمات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان المسلمين تحت مسمى إعادة الخلافة الإسلامية وإسقاط الأنظمة الكفرية والتي هي يقينا ليست إلا مطية أو مصطلح براق من إجل خداع الشعوب وإستمالتها عاطفيا. أنظمة رجعية أو كفرية ليست إلا مصطلحات أو وجهان لعملة واحدة تخدم أهداف الصهيونية العالمية.

حسن البنا نجح في تأسيس تنظيم الإخوان المسلمين أو سرقة الفكرة من بعضهم والإستيلاء عليها بموافقة وتمويل الإحتلال البريطاني في مصر حيث موَّلت شركة قناة السويس بناء أول مسجد للتنظيم في مدينة الإسماعيلية وليس القاهرة بمبلغ ٥٠٠ جنيه مصري. ولعل الدارس بتمعن تاريخ ذلك التنظيم يلاحظ التشابه في الطقوس بينه وبين التنظيمات والمحافل السرية والماسونية وحتى تأسيس التنظيم الخاص داخل تنظيم الإخوان المسلمين والذي لايعرف الكثير من الأعضاء عنه أي معلومات ويرتبط مباشرة بالمرشد العام للتنظيم حسن البنا و المكلف بالقيام بأعمال الاغتيالات والعنف(الثوري) بما يحقق أهداف وغايات التنظيم. ولعل مصطلح العنف(الثوري) والذي كان يتم التعبير عنه في أدبيات الإخوان المسلمين بأنه جهاد ضد الكفار وذلك يشمل حتى معارضي حسن البنا وتنظيمه من المسلمين أنفسهم وبالتأكيد الشيوعيين والقوميين وهم من خصوم الإحتلال البريطاني وأعدائه اللدودين.

وقد كان عدد من قادة القوميين العرب ومنهم الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر والرئيس المصري السابق أنور السادات وعدد من قادة الحركات الثورية الفلسطينية العلمانية والشيوعية مثل حركة فتح لديهم خلفيات في عضوية تنظيم الإخوان المسلمين ومنهم ياسر عرفات وخليل الوزير(أبو جهاد) و صلاح خلف(أبو إياد) ولكنهم تخلوا عن تنظيم الإخوان المسلمين وأسسوا تنظيماتهم الخاصة وقد حاول الجهاز الخاص في التنظيم اغتيال عدد منهم خصوصا جمال عبد الناصر ولكنهم فشلوا ثم نجحوا من خلال تنظيمات تكفيرية منبثقة عن تنظيم الإخوان المسلمين بأوامر أمريكية وإسرائيلية في إغتيال الرئيس المصري أنور السادات من أجل تهرُّبهم من التزامات إتفاقية كامب ديفيد وعدم تنفيذ بنودها كاملة.

وقد كان دور تنظيم الإخوان المسلمين رئيسيا خلال الحرب الأفغانية-السوفياتية في نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن العشرين في تأسيس تنظيم القاعدة من خلال الأردني عبد الله عزام أحد أعضاء التنظيم في الأردن ومن خلال تنظيم القاعدة كان تأسيس تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وهو التنظيم الذي انبثق عنه تنظيم داعش ولاحقا جبهة النصرة الذي لعبوا وبرعاية أمريكية-بريطانية وتمويل قطري-سعودي دورا رئيسيا في الأزمة السورية ٢٠١١ المستمرة الى يومنا هذا. ولعل من يدرس تاريخ تنظيم الإخوان المسلمين وجميع التنظيمات الفرعية أنها وفي محصلة أعمالها واجنداتها وما تقوم به بداية من حسن البنا مرورا بأشخاص مثل أيمن الظواهري, عبد الله عزام, أيمن الظواهري, أسامة بن لادن, أبو مصعب الزرقاوي, البغدادي, الجولاني وغيرهم لا يخدمون أي مصلحة وطنية أو دينية إسلامية إنما مصالح الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة ويجاهرون في العلن وأمام كاميرات وسائل الإعلام أنهم على إستعداد من أجل التحالف حتى مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ضد الدول الوطنية خصوصا دول الطوق المحيطة مع فلسطين المحتلة مثل العراق, سوريا, الأردن ولبنان.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment