Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, March 12, 2024

قضية فلسطين ودكاكين الفصائل الفلسطينية

القضية تبدأ كبيرة ثم تصغر هكذا مع الأيام. القضية الفلسطينية بدأت كبيرة, تحرير فلسطين, القدس عاصمة دولة فلسطينية مستقلة وإلقاء اليهود في البحر ومن ثم الانسحاب الى حدود ٦٧ والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطينية مستقلة. وكما نرى فإن تطلعات وآمال الفصائل السياسية الفلسطينية حول قضية فلسطين وما يمكن إنجازه بدأت في التقلص وقريبا جدا سوف يقبل الفلسطينيون بقرية أبو ديس التي تقع على مقربة من القدس عاصمة دولة فلسطينية بعد أن تقوم دولة الإحتلال الصهيوني بضمها إداريا الى المدينة في إجراء شكلي أمام الرأي العام الدولي في أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطينية مستقلة بينما هي على أرض الواقع قرية صغيرة في ضواحي القدس.

منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تضم عددا من الفصائل الفلسطينية على رأسها حركة فتح بدأت من خلال المقاومة المسلحة, أقصى اليسار, ثم انتهى الحال بها الى أقصى اليمين, البحث عن التسوية السياسية والحلول السلمية. حركة حماس التي كانت تقوم بعمليات مسلحة في أراضي فلسطين المحتلة هدفها تخريب المحادثات السياسية بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني أصبحت أيضا تبحث عن تسوية سياسية تقبل بدولة فلسطينية على حدود ما قبل ٦٧ بعد أن كان هدفها تحرير فلسطين من البحر الى النهر وقبلت ماكانت تتهم بسببه حركة فتح بالخيانة وذلك بعد أن وصلوا الى الحكم وجلسوا على الكرسي. حركة حماس قبلت التسوية السياسية للقضية الفلسطينية سنة ٢٠١٧ بعد إجراء مراجعات داخلية تتبرأ منها من حركة الإخوان المسلمين وأن حماس هي حركة وطنية فلسطينية.

حركة حماس ترغب في الانضمام الى منظمة التحرير الوطني الفلسطيني ولكن بعد إجراء إصلاحات ديمقراطية في المنظمة مما يعني وحتى نكون واضحين سيطرة حماس عليها لأن تلك هي ديمقراطية حركات الإسلام السياسي, الحكم بالحق الإلهي, اللحية الطويلة و زبيبة الصلاة وسجادة ومسبحة هي علامات التقوى التي تعطي الشخص الحق في أن يحكم البلاد والعباد. حركة الجهاد الإسلامي لم تقبل بأي تسوية سلمية ولم تعلن عن أجندات سياسية وهدفها هو المقاومة المسلحة و تحربر كامل التراب الفلسطيني ولكن مشكلتها أنها على أرض الواقع ليست حركة تحرير وطني فلسطيني إنما هي جزء من مشروع أكبر, حصان طروادة هدفه إختراق القضية الفلسطينية وإستخدامها من جهات إقليمية في صراع جيوسياسي أكبر مع الدول الغربية, صراع نفوذ ومصالح ضحيته الشعب الفلسطيني.

إنَّ الجميع وبلا مبالغة تأمروا على إنتفاضة أطفال الحجارة سنة ١٩٨٧ والتي لو قدَّرَ الله لها الإستمرار كانت سوف تنجح في تحقيق الكثير للقضية الفلسطينية. وقد كانت أحداث ١٩٨٧ هي إنتفاضة الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وهم الوحيدون الذين كانوا يتحملون العبئ الأكبر وهم من كانوا على تماس مباشر مع القضية وتبعاتها ومعاناتهم مع الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته الإنتقامية والتعسفية. إنَّ أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة هم أصحاب الحق الوحيدون والمتحدثون بإسم فلسطين وقضيتها وليس فصائل فلسطينية كانت تقيم خارج فلسطين في تونس ودول عربية وأوروبية علاقتها مع حساباتها البنكية أقوى من علاقاتها مع قضية فلسطين. ياسر عرفات كان متهما بخيانة القضية الفلسطينية لأنه قبل باتفاق أوسلو ومفاوضات الحل السياسي والآن من كانوا يتهمونه بالخيانة يقبلون بأقل من أوسلو المهم أن يحكموا ويجلسوا على الكرسي.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

 


 


No comments:

Post a Comment