Flag Counter

Flag Counter

Monday, October 2, 2023

المعجزة الصينية لا تعرف المستحيل

نجحت شركة هواوي مؤخرا في إثبات أن كلمة مستحيل غير موجودة في القاموس الصيني وذلك من خلال الإعلان عن أحدث هواتف الشركة ميت ٦٠ برو الذي يجعل من استخدام شبكة الإنترنت فائقة السرعة ٥ جي أمرا ممكنا. إن المفاجأة ليست في الهاتف نفسه ولا إمكانياته التي تتفوق على الكثير من هواتف الشركات الأخرى ولكن إستخدام الشركة شريحة ٧ نانو متر طراز كيرين- ٩٠٠٠ س(Kirin-9000 S) ويحتوي على ٨ وحدات معالجة مركزية, أربعة منها تم تعديل تصميمها بواسطة شركة هاي سيليكون التي تتبع شركة هواوي التي قامت بالإضافة الى ذلك بعمل تعديلات وتحسينات على وحدة معالجة الرسومات(سي بي يو) و وحدة المعالجة العصبية (إم بي يو). مصدر المعالج كيرين- ٩٠٠٠ س(Kirin-9000 S) هو شركة صناعة أشباه الموصلات الصينية إس إم أي سي(SMIC) والتي رفضت الإفصاح عن أي معلومات حول معالجها الجديد.

الرؤساء الأمريكيين السابقين منذ إنتخاب بيل كلينتون يحاولون حصار الصين تكنولوجيا ومنعها من امتلاك تكنولوجيا متطورة والاكتفاء بدورها مصنع للبضائع الرخيصة منخفضة التكلفة. بيل كلينتون أصدر حظرا ضد إمتلاك الصين تكنولوجيا الأقمار الصناعية ولكن الصين لديها حاليا ربما ٥٠٠ قمر صناعي في الفضاء. الولايات المتحدة أعلنت الحرب على شركة هواوي بسبب تكنولوجيا الإنترنت فائق السرعة ٥-جي والتي كانت الصين أول من أعلن عنها وتمكن بالفعل من تصنيع أجهزة يمكنها الإستفادة من تلك التكنولوجيا المتقدمة. السلطات الكندية وبناء على طلب من نظيرتها الأمريكية اعتقلت منج وانزو المديرة المالية في شركة هواوي وإبنة مؤسس الشركة في مطار فانكوفر الدولي في ديسمبر ٢٠١٨ بتهمة الإحتيال والتآمر لارتكاب جريمة وفرضت عليها الإقامة الجبرية ولكن أطلقت سراحها لاحقا سنة ٢٠٢١ وفق تسوية تم التوصل اليها.

إنَّ تلك الحادثة أدت الى زيادة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين التي هدَّدَت بالرد على الإجراء الكندي الذي إعتبرته إنتقامي وغير قانوني. الرئيس الأمريكي جو بايدن ساهم في تصعيد الحرب الاقتصادية مع الصين من خلال مجموعة قرارات أصدرها سنة ٢٠٢٢ تهدف الى منع الصين من امتلاك تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية وتحويل الصين الى دولة متخلفة في ذلك المجال عن الولايات المتحدة جيلين على الأقل. الولايات المتحدة لديها الشهية من أجل ابتلاع العالم كما تذكر مقولة شائعة "أنا ومن ورائي الطوفان" ولديها الإستعداد من أجل هدم المعبد على رأسها ورؤوس أعدائها لو كان ذلك يحقق غايتها ويحمي مصالحها. عقلية أشبه بعقلية البلطجي و راعي الكابوي وشرطي العالم الذي تتعامل به الولايات المتحدة مع الدول الأخرى. الصين لديها الشهية أيضا من أجل إبتلاع العالم ولكن باستخدام أدوات مختلفة اقتصادية ودبلوماسية وليس القوة المسلحة كما تفعل الولايات المتحدة. الصين تعلمت من أخطائها وأخطاء خصومها فهي ترغب في إبتلاع العالم إقتصاديا من دون تحمل مسؤوليات سياسية وعسكرية.

الصراع بين الولايات المتحدة والصين وصل الى مستويات خطيرة خصوصا في المجالات السياسية, الإقتصادية والعسكرية وفي عدة جبهات قد تنفجر أي منها في أي لحظة وتؤدي الى نتائج لا تحمد عواقبها. هناك الصراع حول بحر الصين الجنوبي والممرات المائية والذي تهدف الولايات المتحدة من خلال ذلك الى السيطرة على الممرات والطرق البحرية التي تستخدمها الصين من أجل نقل صادراتها من الطاقة. هناك أيضا قضية تايوان وهي قديمة منذ سنة ١٩٤٩ ومازالت الولايات المتحدة تستخدمها من أجل إثارة التوترات في المنطقة. الصين بدأت مؤخرا بالتغلغل في إفريقيا ومحاصرة النفوذ الأمريكي والفرنسي هناك. كما أنه علينا أن لا ننسى منطقة الشرق الأوسط منطقة نفوذ تقليدية للولايات المتحدة والتي تعتبر المصدر الأول للنفط والغاز والذي تعتبر الصين حماية مصالحها في مجال الطاقة هناك أولوية قصوى.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment