Flag Counter

Flag Counter

Saturday, October 28, 2023

عملية طوفان الأقصى, نفاق الإعلام الغربي وإزدواجية المعايير

صنَّاع القرار في الدول الغربية لا يعبثون كما يعتقد بعضهم في الوطن العربي وليسوا عازفي غيتار وكل مايقومون به مخطَّط له مسبقا ومحسوب بدقة. هناك مئات مراكز الأبحاث التي تتلقى التمويل السخي وتعمل ليل نهار على دراسة كل مايهم المصالح الغربية وفي جميع الدول خصوصا التي تعتبرها خصوماً مثل روسيا, الصين ومنطقة الشرق الأوسط.

كان السياسة العامة في السابق بالنسبة الى الغرب هي منع وصول الإسلاميين الى الحكم ومراكز صنع القرار  خوفا من امتداد نفوذهم شعبيا في بيئة تعتبر متدينة بالفطرة حيث يلعب الإسلام والعداء للغرب واليهود دورا رئيسيا في الحياة اليومية للمواطنين وطريقة تفكيرهم. ولكن وكما يقول المثل "دوام الحال من المحال" وقد تغيرت وجهات النظر والآراء ١٨٠ درجة والهدف هو الإسلام من خلال تعرية الإسلاميين والأحزاب الإسلامية وفضحهم أمام الجماهير العربية حتى يفقدوا الثقة في الدين الإسلامي ويصبح المشروع الغربي الرأسمالي الإلحادي هو البديل الوحيد أمامهم.

الإسلاميين أو حتى أكون أكثر دقة أحزاب الإسلام السياسي والتكفيريين الجهاديين الذين يعتمدون على تفسيرات ملتوية ومنحرفة للدين الإسلامي كانوا ومازالوا صناعة بريطانية/أمريكية مشتركة وينفذون أجندات الدول الغربية ويحمون مصالحها ليس في منطقة الشرق الأوسط ولكن في طول الكرة الأرضية وعرضها. الهوس وفوبيا الإسلام وصلت الى غابات الأمازون حيث اتهمت شركات النفط والأخشاب الغربية السكان الأصليين بأنهم يتعاونون مع تنظيم القاعدة بسبب مقاومتهم إستغلال تلك الشركات أراضيهم والاستيلاء عليها بالتعاون مع حكومات دول أمريكا اللاتينية الفاسدة.

حركة المقاومة الإسلامية(حماس) فازت في الإنتخابات سنة ٢٠٠٦ في فلسطين وحقَّقَت أغلبية في قطاع غزة ونسبة مؤثرة من الأصوات في الضفة الغربية خصوصا رئاسة البلديات. المجتمع الدولي الذي كان يضغط من أجل عدم تدخل السلطة الوطنية الفلسطينية في الإنتخابات وأن تكون نزيهة وشفافة. المجتمع الدولي كان حاضرا في إنتخابات ٢٠٠٦ في فلسطين وحتى الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر كان حاضراً وشهدوا جميعا أن الإنتخابات كانت نزيهة وبدون تلاعب بالأصوات ولكنهم سرعان ما إنقلبوا على أنفسهم عندما أعلنت النتيجة وأن حركة حماس فازت بأغلبية الأصوات ويحق لها تشكيل الحكومة. المجتمع الدولي نفسه خصوصا دول غربية مثل الولايات المتحدة, فرنسا وبريطانيا بدأت في المطالبة بفرض حصار على قطاع غزة وأنَّ حركة حماس حركة إرهابية وأن الشعب الفلسطيني شريك في جرائم حماس لأنهم صوتوا لها في الإنتخابات. حركة حماس إنقلبت على الشرعية واستولت على الحكم وطردت حركة فتح من قطاع غزة بالقوة المسلحة سنة ٢٠٠٧ الذي مازال محاصرا حتى ٧/١٠/٢٠٢٣ تاريخ عملية طوفان الأقصى.

المشهد التالي ينتقل الى سنة ٢٠١٠ حيث بدأت أحداث الربيع العربي في تونس تحت مسمى ثورة الياسمين ثم إنتقلت الى مصر واليمن وليبيا وسوريا ودول أخرى مثل سلطنة عمان والمغرب حيث استمرت الأحداث فترة قصيرة. إنَّ هدف الربيع العربي الذي روَّجَ له الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في خطابه في جامعة القاهرة سنة ٢٠٠٩ هو وصول الإسلاميين الى الحكم في عدد من الدول العربية وتسليمهم تلك البلدان تسليم مفتاح خصوصا مصر و سوريا جناحي الأمة العربية والذي لايمكن خوض معركة ضد الكيان الصهيوني بدون مشاركتهما معا. دوائر صنع القرار في دول غربية كانت تعلم نتيجة الربيع العربي وهي "الفوضى الخلاقة" وتفتيت الدول العربية وتحقيق مخططات سايكس-بيكو٢ التي رسم خطوطها العريضة المفكر الأمريكي-اليهودي من أصول بريطانية برنارد لويس. أهالي قطاع غزة كان سوف يتم تهجيرهم الى صحراء سيناء في مصر وأهالي الضفة الغربية الى الأردن وتصفية القضية الفلسطينية بفتاوى شرعية تصدر من حركة الإخوان المسلمين.

حركة حماس هي فرع الإخوان المسلمين في فلسطين وعضو في المكتب الدولي للتنظيم الذي يقع مقره في العاصمة البريطانية لندن. القيادي في حركة حماس محمود الزهار أثار ضجة كبيرة في فيديو تم تسريبه مؤخرا وهو يتحدث عن قضية فلسطين بوصفها "نكاشة أسنان" وأن أهداف حركة حماس أكبر من فلسطين والقضية الفلسطينية. عملية طوفان الأقصى وكما ذكرت سابقا تشترك فيها عدة أطراف لها مصلحة في تحقيقها وأن أوامر تنفيذ العملية التي كانت في ماسورة السلاح قد تلقتها حماس من أطراف خارجية وذلك يحقق عدة أهداف, تخريب عملية التطبيع بين السعودية ودولة الكيان الصهيوني, تحقيق مخطط تهجير سكان قطاع غزة الى سيناء وتحويل الانتباه عن الحرب الأوكرانية.

إنَّ من يدفع الثمن في عملية طوفان الأقصى هم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي إستشهد منهم حتى الأن أكثر من ٥ آلاف نصفهم من الأطفال وآلاف من الجرحي الذي تمتلئ بهم مستشفيات غزة التي تعاني من نقص الوقود و المستلزمات الطبية. قادة حماس وأبنائهم لم يشاركوا في دفع الثمن تماما مثل إبن نتنياهو الذي يعيش في ولاية فلوريدا الأمريكية ولم ينضم الى استدعاء جنود الاحتياط. حفيدة إسماعيل هنية رئيس وزراء حركة حماس تم إرسالها للعلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني وآلاف من المرضى في قطاع غزة ينتظرون دورهم الذي قد لا يأتي من أجل العلاج في مصر أو الأردن أو أي دولة أخرى إذا سمح لهم بالخروج من قطاع غزة المحاصر. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment