ناس هايصة(الجامعة العربية) وناس لايصة(قطاع غزة)

إجتماع الجامعة العربية مؤخرا أو قمة السلام كما أطلق عليها الإعلام المصري "قمة السلام" ينطبق عليها بلا مبالغة المثل القائل:"تمخض الجبل فولد فأراً." القمة إنتهت بدون إعلان بيان ختامي بسبب الخلافات بين مجموعة من الدول العربية والدول الغربية حيث طالبت الأخيرة بإدانة حماس وتحميلها مسؤولية التصعيد. دولة الكيان الصهيوني استمرت في قصف قطاع غزة بدون توقف وقتلت وجرت حتى الآن أكثر من ٤٠٠٠ فلسطيني مدني ليس بينهم مقاتل ينتمي الى أي فصيل فلسطيني.

الصراع يتصاعد وأصبح يشبه كرة الثلج التي تنتظر النقرة الأخيرة حتى تتدحرج وتكون السبب في إنهيار ثلجي سوف يجرف كل ما أمامه. دولة الكيان الصهيوني تحاول أن تنفرد بقطاع غزة بدون فتح الجبهات الأخرى عليها خصوصا الضفة الغربية وجنوب لبنان. معركة طوفان الأقصى سوف لن تحقق أفضل النتائج الممكنة من دون إشعال جبهات أخرى خصوصا الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل. هناك مجازر ضد المدنيين في قطاع غزة تقوم بها قوات الإحتلال الصهيوني في محاولة الى تهجيرهم الى جنوب القطاع على مقربة من الحدود من مصر في خطوة أولية ومن ثم الى سيناء ولاحقا سكان الضفة الغربية سوف يتم تهجيرهم الى الأردن وتنفيذ قرار الكنيست بأن دولة إسرائيل هي دولة يهودية الهوية.

التنظيمات الإسلامية التي تقاتل في سوريا والعراق ومصر والشيشان وعيونها على بيت المقدس لم يسمع لها صوت ولا حتى بيان إدانة رغم تواجدها في سوريا مثلا على مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة في منطقة الجولان. عملية طوفان الأقصى والمجازر الدموية التي ترتكبها قوات الإحتلال الصهيوني كشفت نفاق وكذب تلك التنظيمات وأنهم لم يكونوا سوى بيادق في رقعة الشطرنج الأمريكية والصهيونية ينفذون أهدافهم ويخدمون أجنداتهم.

فلسطين كانت وما تزال ممسحة زفر للشعوب العربية والانتهازية الشعبية العربية قبل الحكومات والسياسيين. المواطن العربي يعبِّر عن عجزه وفشله من خلال حملات الكترونية ضد أشخاص مثل لاعب نادي ليفربول الإنجليزي ومن خلال وضع علم فلسطين على بروفايلاتهم في وسائل التواصل الإجتماعي وغير ذلك من أشكال الدعم التي لن تقدم ولن تؤخر. مجزرة المستشفى المعمداني أصبحت هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبها اليهود وأصبح التركيز عليها على الرغم من أن جيش الكيان الصهيوني مسح أحياءً كاملة عن بكرة أبيها و إختفت عائلات كاملة من السجل المدني حيث قتل جميع أفرادها حيث نجح الإعلام الغربي ومعه وسائل الإعلام العربية المتهوِّدَة في تحويل النقاش عن جرائم دولة الكيان الصهيوني الأخرى.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية