Flag Counter

Flag Counter

Friday, October 20, 2023

ماهي العلاقة بين الأزمة السورية, الحرب الأوكرانية وعملية طوفان الأقصى؟

كنت قد كتبت من قبل في أكثر من موضوع أن الأزمة السورية سوف تؤدي في حال تعقيدها وعدم الإتفاق على حل مناسب هو أزمات أخرى إقليمية و دولية ولكن ليس حرب عالمية ثالثة وهو أمر مستبعد حاليا. القوى الكبرى ليست مستعدة للحرب الكونية الكبرى أو الحرب العالمية الثالثة التي يبَشِّر بها سياسيون, رجال أعمال وإعلاميين بمناسبة وبدون مناسبة. الأحداث العالمية مترابطة وليست منفصلة كما يعتقد الكثيرون وعملية طوفان الأقصى هي جزء من مجموعة أحداث بدأت سنة ٢٠١٠ مع بداية أحداث الربيع العربي وصولا الى الازمة السورية والتي هي "بيضة القبان" في أزمات الربيع العربي أو أزمة الأزمات أو الأزمة الرئيسية. 

الدول الأوروبية تعلمت من تجربة الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والتي وقعت أحداثها الرئيسية بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط لكن في أوروبا وآسيا خصوصا معركة بريطانيا, إنزال النورماندي, معارك المحيط الهادئ وإيطاليا. الدول الأوروبية خسرت الكثير, بيتها التحتية دُمِّرَت, مدن كاملة أصبحت أنقاض وقتلى قدِّرت أعدادهم في الحربين أكثر من ٧٠ مليون أغلبهم مدنيين. الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة في حرب رئيسية أو عالمية ثالثة تجري أحداثها في أراضي القارة الأوروبية حيث هناك كثير من المصالح الأمريكية التي سوف تتعرض الى الخطر بسبب ذلك. القرار هو نقل التوترات والخلافات الجيوسياسية الى منطقة الشرق الأوسط, إفريقيا أو آسيا حيث سوف تجري حروب محلية أو إقليمية, انقلابات هنا وهناك والمواجهات سوف تكون غير مباشرة من خلال شركات مرتزقة, عملاء, عمليات مخابرات وتجسس. 

عملية طوفان الأقصى أو الحرب الأوكرانية وحتى الهجوم المحتمل على إيران لن تؤدي الى أحداث حرب عالمية ثالثة لأنه حتى نكون واقعيين, تلك الأحداث ليست أول مناسبة تتواجه فيها أطراف مختلفة مثل حماس أو حزب الله ضد دولة الكيان الصهيوني أو إيران حيث قامت مخابرات الكيان الصهيوني بأكثر من عملة داخل إيران بالإشتراك في كثير من الأحيان مع المخابرات المركزية الأمريكية وكان الرد الإيراني في أماكن أخرى في فلسطين أو لبنان. إنَّ ما ينطبق على الثراع الفلسطيني/الإسرائيلي/الإيراني ينطبق أيضا على الحرب في أوكرانيا وغيرها من الأزمات. هناك لعبة توازنات جيوسياسية غاية في الحذر تمارسها جميع أطراف الصراع التي ترقص على حافة الهاوية دون الوقوع فيها لأنهم جميعا غير مستعدين لأي نزاع رئيسي عالمي. 

إنَّ أي حرب عالمية ثالثة سوف تؤدي الى فناء البشرية والحضارة الإنسانية كما نعرفها والهراء الإعلامي عن مخابئ تحت الأرض والمليار الذهبي سوف تتبخر مع ضربات الأسلحة النووية التي تمتلكها عشرات الدول خصوصا كوريا الشمالية والتي سوف تغريها لحظات الضعف الأمريكي ربما توجيه ضربة نووية ضد الولايات المتحدة أو مصالحها في العالم مثل القواعد العسكرية الأمريكية. الولايات المتحدة تواجه عدة خصوم يمتلكون أسلحة نووية, كيميائية وجرثومية خصوصا الصين, روسيا, كوريا الشمالية وحتى باكستان والهند والعالم سوف يغرق في الصراعات والحروب النووية المصغَّرَة وهناك دول سوف تجد الفرصة مناسبة من أجل تصفية خصوماتها مثل قضية كشمير بين الهند و باكستان ولن يبقى هناك مكان آمن في الكرة الأرضية لا فوق الأرض ولا في مخابئ تحت الأرض ولا حتى مليار ذهبي أو غير ذهبي أو مساحات صالحة للزراعة أو العمران.

الأزمة الحالية في فلسطين سوف تنتهي قريبا بعد أن يكتشف الإسرائيليون أن القضاء على حماس فكرة مستحيلة والسبب أن حماس هي تنظيم جهادي ديني يتغذى من خلال أساطير دينية تماما كما يتغذى الفكر اليهودي/الصهيوني من خلال أساطير دينية. حماس أيضا سوف تكتشف أو تصل الى قناعة أو هي وصلت إليها بالفعل أن القضاء على دولة الكيان الصهيوني هو فكرة مستحيلة في الوقت الحالي وأن الحل هو هدنة طويلة الأمد يستعد من خلالها الطرفان وأطراف أخرى متورطة في الصراع أو في صراعات أخرى حول العالم من أجل جولة جديدة من الرقص على حافة الهاوية وممارسة لعبة التوازنات الجيوسياسية مرة أخرى انتظارا لظهور المسيح أو المهدي كما تقول الأساطير الدينية. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment