Flag Counter

Flag Counter

Friday, April 7, 2023

إبن الباكستانية يحكم إسكتلندا, هل اقتربت نهاية المملكة المتحدة؟

أثار انتخاب أول رئيس وزراء مسلم في تاريخ إسكتلندا العواطف ودغدغ أحلام الكثيرين من مدمني أفيون الغيبيات وكتب التراث الصفراء من المسلمين الذي يتحدثون ليل نهار عن الزحف الإسلامي المقدس الى أوروبا وتحويلها الى قارة إسلامية أو أورابيا. قناة الجزيرة القطرية التي تبحث عن الإثارة الصحفية أكثر من بحثها عن مصداقية الخبر نشرت تقريرا صحفيا ذكرت في عنوانه أنه حمزة يوسف يكتب التاريخ في إسكتلندا.

أنا أتفق مع قناة الجزيرة في أن حمزة يوسف سوف يكتب التاريخ في إسكتلندا لأنه سوف يكون رئيس الوزراء الاسكتلندي الذي سوف يدق أول مسمار في نعش المملكة المتحدة التي تتكون من أربعة أقاليم هي: إنجلترا, أيرلندا الشمالية, إسكتلندا و ويلز. والآن سوف يعتقد البعض أن إنتخاب حمزة يوسف في قيادة الحزب الوطني الإسكتلندي الانفصالي وبالتالي منصب رئيس الوزراء هو دليل على الديمقراطية والمساواة ونجاح المهاجرين في بلاد المهجر وغير ذلك من الترهات.

إسكتلندا هي مقر أحد أكبر المحافل الماسونية وأكثرها نفوذا على مستوى العالم وهو المحفل الاسكتلندي الذي ينتشر في عدد من دول العالم بما فيها دول عربية والذي يقال أن ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية هي رئيسة المحفل وأن إبنها الملك تشارلز الثالث الذي ورث تاج العرش البريطاني ورث معه أيضا رئاسة المحفل.

المسلمون هم أبطال العالم في تقسيم البلدان وأي بلد تريد أن تقسمه عليك أن تجعل مناصبه التنفيذية الرئيسية في أيدي أشخاص مسلمين أو من أصول مهاجرة. إنَّ شبه القارة الهندية الى الهند, باكستان وبنغلاديش أبطاله مسلمون درسوا في بريطانيا وأعتقد أن بينهم الشاعر الباكستاني المسلم محمد إقبال. السودان تم تقسيمه الى شمال وجنوب بعد أن وصل الى الحكم في انقلاب عسكري عمر حسن البشير والذي كان أحد أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين وأراد أن يقيم حكم الشريعة وكانت النتيجة تقسيم السودان.

الولايات المتحدة سوف تسعى الى تفكيك أوروبا وعدم السماح لها بإقامة إتحاد أوروبي حقيقي ينافسها على الهيمنة العالمية وعملة قوية هي اليورو تنافس الدولار الأمريكي وأداتها المفضلة هي المسلمون والإرهاب. الأزمة الأوكرانية أدَّت الى تفاقم مشاكل القارة الأوروبية فقد كانت هي صاعق التفجير الذي إستخدمته في سبيل تحقيق أهدافها. شركات النفط والغاز الأمريكية تعيش الحلم الأمريكي الحقيقي وتبيع النفط والغاز الى أوروبا بأربعة أضعاف سعره في السوق. ولكن العملية من المستحيل أن تكتمل أركانها بدون المسلمين وبريطانيا تعتبر الى جانب فرنسا وألمانيا أقوى الدول الأوروبية. 

الشوارع في فرنسا تمتلئ بالمتظاهرين الذين ليس لديهم مشكلة في العثور على مناسبة يتظاهرون من أجلها بينما ألمانيا تعاني من إرتفاع أسعار الطاقة بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. المملكة المتحدة وصل الى أهم المناصب التنفيذية فيها مسلمون أو أبناء المهاجرون من أصول آسيوية: رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف, عمدة لندن صادق خان ورئيس وزراء بريطانيا ريتشي سوناك الذي لم يكتفي ذلك الأحمق بإرسال دبابات تشالنجر البريطانية الى أوكرانيا بل سوف يرسل معها قذائف اليورانيوم المنضب. بريطانيا تعاني أيضا مشاكل إقتصادية خانقة وعدة أزمات مفتعلة مثل أزمة سائقي الشاحنات الذي لم يعد الإعلام فجأة يتحدث عنها مع العلم أن العجز في عدد الوظائف كان ١٠ آلاف سائق شاحنة.

الديمقراطية كما قال الكاتب الأيرلندي الساخر جون برنارد شو هي أن يحكمك الحمقى وفي مقولة أخرى أن الديمقراطية تجبرك على سماع رأي الحمير وتلك حقيقة وأمر واقع وليس خيال أو أحد نظريات المؤامرة وهو أن بريطانيا في طريقها الى التقسيم وأن من يصرح بأن تشارلز الثالث هو آخر ملوك المملكة المتحدة يعلم ما يقول ولا يلقي الكلام جزافا هنا أو هناك.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment