Flag Counter

Flag Counter

Thursday, April 6, 2023

إيران...إيران...إيران

الولايات المتحدة تبحث دائما عن شماعة تعلق عليها أخطاء وفشل سياستها الخارجية في التعامل مع القضايا الدولية المختلفة. التدخل الأمريكي في أفغانستان في ثمانينيات القرن العشرين أدى الى ولادة تنظيم القاعدة بينما غزو العراق سنة ٢٠٠٣ كانت نتيجته ظهور تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي كان يقوده أبو مصعب الزرقاوي والذي تطور لاحقا الى تنظيم داعش بقيادة أبو بكر البغدادي في عملية تغيير أسماء التنظيمات وقادتها وهي لعبة تتقنها المخابرات المركزية الأمريكية. إن تدخُّل الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط من خلال أحداث الربيع العربي كانت نتيجته ظهور تنظيم بيت المقدس في مصر و جبهة النصرة والجيش السوري الحر في سوريا.

إيران هي الشماعة التي تعلق عليها الولايات المتحدة أخطائها وذلك من خلال وسائل الإعلام التي تنشر الإشاعات والأكاذيب والأخبار المغلوطة عن الدعم الذي تقدمه إيران الى تنظيمات مثل القاعدة وداعش وأن قادة تلك التنظيمات يقيمون في إيران. جهاد الترباني وهو شاعر ومؤلف روايات خيال ديني من قطاع غزة والذي يتم تلميعه إعلاميا نشر إتهامات الى روسيا بأنها جنَّدت أيمن الظواهري وأن أسامة بن لادن ليس إلا مجرد واجهة إعلامية وأن الظواهري هو من يدير التنظيم وهو من خطَّطَ لهجمات ١١/سبتمبر الإرهابية بالتعاون مع أجهزة الأمن الروسية. الهدف من توجيه الاتهامات الى إيران وروسيا في العلاقة مع تنظيم القاعدة هو تبرئة الولايات المتحدة ودوائر صنع القرار الأمريكية من أحداث ١١/سبتمبر.

وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث بإستمرار عن سيطرة إيران على أربعة عواصم عربية وعن نفوذ إيران في سوريا والعراق واليمن وهناك وسائل إعلام عربية تنسخ تلك الاتهامات وتكررها وينسخ تلك الاتهامات بدوره ويكررها أشخاص يقرؤون ما بين السطور في الأحداث الدولية من خلال محرك البحث غوغل وهو أمر مضحك للغاية. هناك حملة إعلامية أمريكية ضد إيران والسبب هو المساعي الإيرانية في امتلاك أسلحة دمار شامل التي تمتلكها الولايات المتحدة, روسيا, دولة الكيان الصهيوني وحتى دولة باكستان وهي دولة إسلامية. أسلحة الدمار الشامل خصوصا النووية منها هي الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يمكن للدول منع تدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية مثل تدبير الانقلابات وعمليات التدخل العسكرية. الولايات المتحدة استبدلت عمليات التدخل المباشر بحروب الجيل الرابع والخامس من خلال التحريض على العنف والفوضى الخلاقة بإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي ومواقع مشاركة الفيديوهات والتحريض على المظاهرات والإضرابات.

إن الحديث عن المساعي الإيرانية في امتلاك أسلحة الدمار الشامل والاتهامات التي توجهها الولايات المتحدة الى إيران تذكرني باتهامات مماثلة تم توجيهها الى العراق تارة بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وتارة أخرى بالمسؤولية عن أحداث ١١/سبتمبر وعلى الرغم من غزو القوات الأمريكية العراق سنة ٢٠٠٣ والبحث في كل بقعة من الأراضي العراقية, إلا أن القوات الأمريكية لم تعثر على تلك الأسلحة المزعومة وأصبحت القضية مسألة هامشية يتحدثون عنها من خلال أفلام هوليوود ولكن المهم أنه تم إسقاط نظام صدام حسين.

السؤال المنطقي عند هذه المرحلة من النقاش هو, من ساهم في إسقاط صدام حسين الذي كان يقف سدا منيعا في مواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة كما تصف ذلك وسائل الإعلام العربية؟ ولماذا أسقطوه ثم يبكون عليه ويتمنى الواحد منهم يوما من أيامه؟

إيران لم تساهم في إسقاط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين ولكنها السعودية والكويت بأوامر أمريكية قاموا بزيادة إنتاج النفط مما أدى الى هبوط حاد في الأسعار وطالبوا العراق في الوقت نفسه سداد ديون الحرب وهو أمر كان من المتعذر تحقيقه في ذلك الوقت. السفيرة الأمريكية في العراق في ذلك الوقت أبريل غلاسبي والتي حازت عن إستحقاق على لقب سفيرة الموت أخبرت الرئيس العراق أن الولايات المتحدة لن تتدخل بين العراق والكويت وكان ذلك هو الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية من أجل أن يقوم صدام حسين بغزو الكويت. المفكر الكويتي عبدالله النفيسي تحدث في أحد مقابلاته المتعدِّدَة أن الكويت دفعت الى الولايات المتحدة مايزيد عن ٦٠ مليار دولار تكاليف عملية تحرير الكويت وتسائل عن الجدوى من ذلك بينما طالب صدام الكويت بان تدفع فقط ١٠ مليارات دولار تعويضا عن نفط حقل الرميلة الذي كانت الكويت بسبب إمتلاكها التكنولوجيا تقوم بإستخراجه بكميات تخالف المتفق عليه بين البلدين.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment