Flag Counter

Flag Counter

Friday, September 30, 2022

التاريخ السري للمغول والقائد جنكيز خان

تناول أغلب المؤرخين شخصية القائد المغولي جنكيز خان بالتحليل والفحص التاريخي من وجهة نظر واحدة, شخصية المحارب الدموي الذي يدمر ويحرق المدن ويبيد السكان. صورة نمطية ترسخت عبر عقود من البحث التاريخي المنحاز الى جانب واحد من رواية ليس لها مصادر تاريخية معتمدة ذات مصداقية. وقد بقي تاريخ المغول خلال فترة حكم جنكيز خان مجهولا ويعتمد على مرويات شفهية يقوم كل على تدوينها بطريقته. ولكن اكتشاف وثيقة التاريخ السري للمغول التي يعود تاريخ كتابتها الى الثالث عشر أدى الى تغيير الكثير من الفرضيات والنظريات حول ذلك القائد التاريخي مؤسس الأمة المغولية. تلك الوثيقة أو المروية هي أقدم عمل أدبي مكتوب باللغة المنغولية وقد كتبت لأفراد العائلة المالكة المنغولية ولم يكن مسموحا للعامة الإطلاع عليها.

كانت شخصية جنكيز خان وليدة البيئة القاسية التي ولد وعاش فيها في سهول منغوليا حيث قلة الموارد وإنتشار الغارات بين القبائل المنغولية, وقد كان من المعتاد خطف النساء بهدف الزواج القسري. والدة جنكيز خان أولين(Hoelun’s) خطفها والده يسوغي (Yesugei) رحلتها بعد زواجها من عشيرتها الى عشيرة زوجها. حتى زوجة جنكيز خان خطفت منه وإبنه البكر هو في الحقيقة إبن زوجته خلال الفترة التي كانت فيها مخطوفة قبل أن يقوم جنكيز خان بتحريرها. جنكيز خان نفسه تم خطفه وبقي في الأسر خلال فترة طفولته ومراهقته. 

لقد كانت الخاماق, قبيلة جنكيز خان الذي كان والده زعيمها تعيش على ضفاف نهر أون في منطقة تعتبر منطقة مقفرة بسبب قلة الأماكن الصالحة للرعي. وبسبب ذلك فقد كانت العشيرة مضطرة الى الإقتيات على كل ما يمكن أن تطاله أيديهم حتى لو كانت الفئران, القوارض الصغيرة, الطيور, الأسماك والطرائد الكبيرة مثل الغزلان وذلك في مناسبات نادرة. لقد كانت قبيلة جنكيز خان تقتات بشكل رئيسي على الصيد وكانت مثار تندر بين القبائل الأخرى التي كانت تشغل القسم الأكثر خصوبة من سهول منغوليا في أنهم كانوا يتنافسون مع الذئاب في اقتناص الفرائس ويقومون بين الفينة والأخرى بخطف النساء من قبائل الرعاة بهدف الزواج القسري.

لقد ولد جنكيز خان وفي يده كتلة دموية متجمدة مما كان يعتبر إشارة الى أنه سوف يكون له شأن عظيم في المستقبل. والد جنكيز خان الذي كان غائبا خلال ولادته في حملة غزو ضد قبائل التتار اعتبر ذلك إشارة مباركة وأطلق عليه تيموجين, إسم أحد قادة التتار الذي قتله خلال حملته الأخيرة. تلك الحادثة خلال ولادته أشارت اليها والدته بعد أن قام بقتل أخيه الأكبر نصف الشقيق(بختير-Begter) بسبب خلاف على أسماك وطيور قام جنكيز خان باصطيادها وأخذها من بختير لا لشيء إلا ممارسة سلطته بوصفه زعيم الأسرة بعد وفاة والده يسوغي. كما قام جنكيز خان بقتل جاموكا(Jamuka’s) الذي كان يعتبر صديق طفولته حيث تبادلا العهود المقدسة أكثر من مرة على أن لا يخون أحدهما الآخر. كما أن جاموكا والذي كان والده قائدا عسكريا بارزا قد قام بمساعدة جنكيز خان على إستعادة زوجته من خاطفيها. 

لم يكن هناك لأمر يقف في وجه طموح جنكيز خان الذي أسس أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ, لا معاهدات ولا إتفاقيات ولا عهود صداقة مقدسة. لقد تمكن جنكيز خان خلال 25 سنة من احتلال مساحة أراضي إستغرقت الإمبراطورية الرومانية أكثر من 300 سنة حتى تتمكن من السيطرة عليها. لقد كان قائدا عسكريا دمويا لا يرحم أعدائه لكنه كان عبقريا وشديد الذكاء في الوقت نفسه على الرغم من أنه خلال طفولته, لم تكن هناك دلائل مبكرة على ذلك, لقد كان يخاف من الكلاب وكثير البكاء. كما تميزت فترة حكم جنكيز خان بالتسامح الديني مع جميع الأديان حيث انتشرت في أنحاء الإمبراطورية المغولية خلال عهده الإسلام, المسيحية اليهودية والبوذية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية





No comments:

Post a Comment